الرئيسية » أرشيف - فضاء واسع » (سليم الزعنون ) قامة وقيمة …وكتاب فيه أخطاء

(سليم الزعنون ) قامة وقيمة …وكتاب فيه أخطاء

الأخ سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ..عضو اللجنة المركزيه لحركة فتح..يرأس المجلس المركزي للمنظمة 
أشهر من أن يعرف ومن خلال معرفتي به عن قرب فهو إنسان بكل ما تعنيه الكلمة ناهيك عن تاريخه المعروف والذي أهم ما فيه أنه أحد مؤسسي حركة فتح التاريخيين 
رجل هاديء مُتزن وقور قريب إلى القلب 
باختصار مهما إختلفت معه إدارياً أو سياسياً فإنك لا تستطيع أن تقاطعه لمدة طويلة لأنه يذكرك بالماضي وفتح التاريخ الذي كان 
كنت يوم الثلاثاء على موعد معه وأعضاء المجلس الوطني المتواجدين في عمان ونخبة من المثقفين والإعلاميين في حفل إشهار ٍ لكتابه الذي صدر مؤخراً تحت عنوان ( السيرة والمسيره ) مذكرات سليم الزعنون
وكان قد أهداني الكتاب قبل أسبوع , ومجرد أن وضعت الكتاب على مكتبتي في المنزل حتى هرعت زوجتي كعادتها لقرائه الكتاب ) لا تترك كتاباً دون أن تنهيه ) رغم أن الكتاب ضخم 500 صفحة إلا أنها قرأته خلال ثلاثة أيام , وكانت تحكي لي ملاحظاتها الكثيرة رغم إعجابها بما ورد في سيرة الرجل الرائعة إلا أنها غضبت لبعض ما ورد وهي متابعة ومعايشة لمسيرتنا وقد عانت معي الكثير منذ عام 1970
بدأت قرائة الكتاب الذي شدني بأسلوبه البسيط ورواياته المشوقة 
الكتاب جيد يتحدث عن حقب ومراحل مهمة في تاريخ قضيتنا وفيه تجربة شخصية للكاتب الذي توسع بها إلى العام وهو أمر يهم القاري الذي يريد أن يعرف تاريخ قضيته ولو بجزئية من خلال مؤرخ أو كاتب , ولهذا أقول أن الكتاب جيد ومفيد لمن يريد أن يأخذ من هنا وهناك ويجمع معلومات عن القضية الفلسطينية 
في قاعة الإحتفال باشهار الكتاب تحدث الأخ اللواء الحاج خالد مسمار كعريف للحفل وأسهب في الشكر والتقدير للكاتب وكاتبه ووضع بعض المعلومات كمناضل فتحاوي قديم دعمت بعض ما ذكره الأخ أبو الأديب من خلال الشواهد التي عاشها الحاج خالد
وتلاه الأخ نواف الزرو وهو كاتب على درجة عالية من الثقافة والأدب ومؤرخ معروف وتحدث عن الكتاب شارحاً أهميته من خلال ما أورده الكاتب من سيرة خاصة, ومسيرة عامة وكيف دمج الخاص بالعام بأسلوب 
وتحدث الأخ أبو الأديب عن كتابه وقد بدأ بالقول أنه اكتشف عشرة أخطاء وردت في الكتاب وذلك بعد أن قرأه للمرة الأولى بعد طباعته 
وفتح باب النقاش الذي تفضل خلاله بعض الإخوة بطرح آرائهم وتقييمهم لهذا الكتاب وأخذ البعض يسهب في الإعجاب بالكتاب وصاحبه ناهيك عن الدخول في تفاصيل الوضع السياسي والذي يرتبط ببعض ما ورد في الكتاب خاصة شطب بعض بنود الميثاق وغيرها من الأمور
وقد كان واضحا شغف البعض لمناقشه السياسة العامة وما وصل إليه حال القضية , وكأني بالبعض وجدوها فرصة للتنفيس عن ما يجول في خواطرهم حول الوضع العام وما يلفه من إحباط بمعنى آخر خرجوا عن النص وأسهبوا كثيراً 
وعندما جاء دوري للحديث أعلن عريف الحفل إنتهاء النقاش ولكني 
تحدثت بدقيقة ووضعت بعض النقاط ناقداً بعض ما جاء في الكتاب 
(ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون(
صدق الله العظيم 
وهنا أحب أن أشير لأمر أن علاقتي بالأخ أبو الأديب علاقة متينة كما ذكرت وهو يعرف أني أقول رأيي بكل تجرد , والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية 
وأبدأ بالملاحظات التالية ….
 
أولاً : لقد ذكر الأخ أبو الأديب أنه و بعد قرأته للكتاب إكتشف عشرة أخطاء لم ينتبه لها حين إعداده له 
وهنا أتسائل وقد ذكر أنه توقف عن إكمال الكتاب قبل عشرة سنوات لأسباب وجيهه ذكرها ولا داعي لذكرها هنا " وكما ذكر أيضاً أنه وبعد عشر سنوات من التوقف قرر أن يكمله وينشره 
ذكر الأخ أبو الأديب خمسة أخطاء ولم يكمل 
هنا أجد خطئا ً واحداً كبيراً ربما هو من أكبر الأخطاء التي لو تداركها لما أخطأ العشرة أخطاء التي صرح بها وذلك لو أنه قرأ الكتاب قبل طباعته مرة ومرتين وثلاثة , أو أنه إستعان بأحد أصدقائه خاصة صديقه ورفيق دربه الأمين المؤتمن المفكر الذكي التقي النقي وصاحب الذاكرة العظيمة الشيخ محمد أبو سردانه لكان ضمن ظهور كتابه بمظهر أكثر إشراقاً وأوضح بياناً وتبيانا
(الشيخ محمد أبو سردانة أحد مؤسسي حركة فتح )
 
ثانياً : قال أن هناك عشرة أخطاء وذكر منها خمسة فقط وهي أخطاء ثانوية ليست ذات قيمة نسبةً لأخطاء وجدتها من خلال قرائتي ( لعلي أكون مخطئاً)
 
وهنا أتوقف أمام خطأ واحد فقط ولا أريد أن أبحث عن أخطاء أخرى
لأني والله لا أبحث ولم أكن لأبحث عن أخطاء الرجل الذي له في قلبي مكانة واحترام
سأتوقف عند مسألة ذكرها الأخ أبو الأديب ويا ليته لم يذكرها على الإطلاق وتركها لمن يتحمل مسؤولية إظهارها بشكل واضح وصريح 
ففي الصفحة رقم 161الباب الرابع وتحت عنوان ( مرحلة الصدام مع الأنظمة ) 
 
كتب الأخ أبو الاديب ثلاثة صفحات عن الصدام مع الأردن وقال في مقدمتها التالي :
لا أستطيع التأريخ لهذه المرحلة المؤسفة لأنني كنت في الكويت معتمداً لحركة فتح … هنا أتوجه للأخ أبو الأديب بالسؤال التالي ..
أولا : أنت وفي هذا الكتاب لم تكن مؤرخاً بالمعنى التأرخي للقضية فالسيرة والمسيرة مذكرات وليست تأريخاً , ورغم هذا وكأني بك تقول أني أوأرخ في باقي المواضيع إلا هذه المرحلة التي كنت فيها منشغلاً بعملي في الكويت …!
وقد بدى جلياً قصدك من خلال ما كتبته عن مرحلة الأردن وأنت تستند لأقوال خالد الفاهوم ولم تبدي رأيك ولا ملاحظاتك فيها , وكأنك تعفي نفسك من أي حديث عن هذه المرحلة ..بقولك "سمعت أو قرأت" …وهل يعفيك هذا من متابعة مجريات مراحل القضية الفلسطينية خاصة أنك بقيت في الكويت أكثر من خمسة وعشرون عاماً !..وأنت عضو لجنة مركزية تجتمع إجتماعاتها وتتابع كل شيء ..
حتى لو جاز هذا وصح قوله ..كيف إذاً ألممت وأرَخْتَ لمراحل أخرى للقضية وأنت في الكويت …!
 
عندما تختصر مرحلة الأردن والتي هي غنية بالأحداث المؤسفة والغير مؤسفة والتي استمرت منذ عام 67 حتى عام 71 ..أربعُ سنوات يا أبا الأديب عشناها بكل ما فيها من عز وكرامة..وبعد ذلك  عشنا قمة الذُل ٍوالمهانة دفعنا خلالها خيرة شبابنا وقادتنا وعلى رأسهم الشهيد البطل القائد أبو علي إياد
إن هذه المرحلة يا أخ أبو الأديب لا يجوز أن تمر عنها مرور الكرام وتختصرها بما ذكرته من مقولات قالها الفاهوم أو أبو عمار وحتى ما رويته على لسان الفاهوم فيه مغالطات ما كان يجب أن تعتمدها وأنت تكتب بعد عقود من الزمن وحولك المئات من الشهود والشواهد وبأمكانك أن تستعين بهم في تصحيح معلومات وصلتك من هنا وهناك !..
فبدل أن تعبيء ثلاث صفحات بما قاله الفاهوم كان الأولى أن تتحدث بما تعرفه أنت عن هذه المرحلة الخطيرة التي كانت ضمن مخطط شارك فيه بعضٌ من القيادات المارقة ممن امتطوا صهوة ثورتنا وتركناهم يعبثون حتى تم
( قتل ثورتنا وذبحها من الوريد إلى الوريد(
إذا لم تتحدث أنت أو أبو اللطف وأبو مازن عن هذه المرحلة فمن يتحدث إذاً .. وإذا لم تقولوا الحقيقة كما تعرفونها فمن إذا سيقول الحقيقة ..!؟
من يريد أن يتحدث عن الثورة والقضية الفلسطينية وعن المسيرة فعليه أن يتحدث ولو بإيحائات تعطي دلالات صحيحة ومفهومة وليس ما يثير الشكوك حتى حول الحقيقة 
وعندما تضع باباً وعنواناً عريضاً (مرحلة الصدام مع الأنظمة(
لا يمكن أن تختصرها بثلاث صفحات في كتاب من 500 صفحة ..! 
فكان عليك أن تشير ولو باختصار لتلك المرحلة الهامة جداً التي تجلت خلالها الوحدة الوطنية بين شعبنا الفلسطيني والأردني وكان ذلك بدماء الشهداء على أرض الكرامة وقد توحد الدم الفلسطيني والأردني في أعظم ملحمة تاريخية معاصرة , كانت جديرة بتأسيس جبهة عربية قوية تتجمع بها كل قوى النضال والتحرر في العالم لو كنا أحسنا التصرف وأدرنا المسألة بحكمة ودراية وحزم ومخافة الله " لما وصل حالنا إلى ما وصل إليه من مكان إلى آخر حتى نهاية المطاف في أوسلو 
,ولكن للأسف كان المتآمرون من داخلنا أكثر ممن دخلوا علينا من الخارج 
كان يجب أن تذكر ما لم يذكره الفاهوم عن دور بعض القادة وتنظيماتهم في مثل ما جرى و دور نايف حواتمة في تأليب الأردن وشعب الأردن على الثورة من خلال تصرفاته ورفاقه وشعاراتهم القاتلة التي كانوا يضعونها على الحيطان , ويتركوننا نواجه الجيش الأردني 
وليس كما ذكر الفاهوم أن صاحب هذا الشعار هو المرحوم شفيق الحوت.!
وما دخل شفيق الحوت بما جرى في الأردن .!ّ؟
شفيق الحوت يا أخ أبو الأديب صرخ بأعلى صوته في المجلس الوطني الذي عقد في الجزائر بعد الخروج من لبنان  وقال بالحرف
(تتباكون على بيروت وتندبون حظكم في الشتات  هل كنتم ملائكة في بيروت ..!
لقد كنتم شياطين في بيروت
شفيق الحوت الذي فصل التامر الذي حصل منذ الاردن إلى لبنان إلى تونس بما لا يمكن أن يكون ما قاله الفاهوم صحيحاً
فكيف تأخذ كلام الفاهوم كوثيقة تستند إليها ..!
 
أما قوله (أي الفاهوم ) أن حافظ الاسد كان يريد حماية الثورة من خلال دخول قواته إلى إربد وهو أمر ليس بصحيح لأن القوات السورية لم تتقدم سوى كيلومترين فقط داخل الحدود الأردنية ولم تلبث أن إنكفئت خلال ساعات وذلك بعد 
إنقلاب الأسد على القيادة القطرية التي كانت تدعم الثورة , 
لقد كان هذا معروفاً للقاصي والداني حتى لمن كان في السند والهند " وشهادة الفاهوم مرفوضة جملة وتفصيلاً لأننا كنا نعيش على الأرض وندفع الثمن من أجسادنا وأرواحنا وحياتنا " وكنا شهوداً على سلوكهم المشين المُنفر والمُحفز على الإنتقام , حتى أصبحنا مكروهين حتى من أبناء شعبنا الفلسطيني " ونحن في فتح كنا قمة في الخلق والتعامل بين الناس ولكننا كنا الأكثر عرضة للأنتقام .
 
من يريد الحديث عن مرحلة أيلول وما بعد أيلول , التي لم يكن لأبو علي إياد أي تواجد في الأردن بشكل رسمي, كانت إقامته في الهامة دمشق 
وكل ما في الأمر أنه كان قائداً ميدانياً جوالاً في كل قواعد الثورة يزروها كنمر مُحفز ومراقب ومحاسب لكل من يخطيء وكان العصى السحرية التي تقوم أي اعوجاج أو أي خيانة …
ولكنه دفع ثمن مرحلة الأردن بكل تفاصيلها المؤسفة , لم يذكر الفاهوم وما جرى بعدها من خلال رفض القيادة الجديدة في سوريا بقاء أبو علي إياد على أراضيها  ولا على أرض جنوب لبنان وتم دفعه دفعاً إلى أحراش جرش وعجلون لينتهي هناك ..فكان كبش فداء تلك المرحلة 
نعم ربما كان كتابك هذا كتاباً فيه الكثير من الحقائق وفيه الكثير من الوقائع التي يجب أن يعرفها شعبنا , وربما لا يتسع المجال فيه لذكر كل شيء عن مراحل ثورتنا الفلسطينية ويا ليتك أشرت لذلك في مقدمة الكتاب
ولكن ألا يحق لي أن أتسائل وأنت تخصص ثلاث صفحات عن مرحلة الأردن وسوريا في كتاب مكون من 500 صفحة لم تذكر خلالها كلمة عن القائد
الشهيد أبو علي إياد ..
 
هنا أتوقف وأقول مش معقول ..شيء في غاية الغرابة والاستهجان ..!
أبو علي إياد عضو لجنة مركزية ..قائد ميدايني شجاع ..تعرض لإصابات لو غيره تعرض لأقل منها لملأ الدنيا ضجيجاً ,ولكنه صبر وصمد وناضل وقاد وأسس " وأخلاقه وصدقه وأمانته كانت مثلاً أعلى
أبو علي أسس لبناء قوي اعتمد فيه على الأخلاق والشرف والنزاهة
كان يريد من خلالها الحفاظ على بنية فتح وقوتها من خلال أبنائها الأوفياء الشرفاء الأنقياء الأطهار الخالين من الغش والفساد .. فكان مصيره الفناء
أبو علي إياد صاحب مقولة (نموت واقفين ولن نركع ) هذه المقولة التي يكررها الفتحاويون والبعض يتفنن في ذكر مناسبتها , وكيف قالها وأين وفي أي موقف ولمن قالها …!
ولكن لا يعرف هؤلاء أني شاهداً عليها بكل تفاصيلها ولمن قالها وعبر أي وسيلة قيلت وهي كانت آخر مكالمة له من موقعه أثناء حصاره في احراش عجلون 
أعذرك أخي أبو الأديب لعدم ذكرك ما جرى في الأردن لأنك مهما ذكرت فلن تستطيع قول الحقيقة كاملة
لأن الحقيقة مؤلمة جداً جدا ً… فأبو علي إياد كان كبش فداءٍ لمرحلة كما كان أبو جهاد وأبو إياد فداءً لمرحلة أخرى ومن قبلهم ومن بعدهم…
ربما نحاول أن نستر أو نتستر على بعض الأمور حتى لا يخيب أمل شعبنا 
ولكن التاريخ يجب أن يُكتب بكل ما فيه من أحداث وتفاصيل حتى يعرف الناس أسباب فخرنا وعلو شأننا وانتصاراتنا الماضية" وأسباب خيبتنا وانحدارنا وهزائمنا التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم ,وأصلت عدونا إلى ما وصل إليه .علواً كبيرا
 
كلمة أخيرة إلى الأخ أبو الأديب مع كل محبة 
إن تجنبك لذكر بعض الأمور أو إثبات عدم حضورك في بعض الأحداث لا يعفيك من المسؤولية التاريخية وأهم من ذلك أمام الله
فأي حدث جرى للثورة وما انعكس على مسيرتنا وقضيتنا أنت تتحمل المسؤولية كما يتحملها المرحوم أبو عمار وكما يتحملها الان أبو مازن
وأي عضو في المركزية أو المنظمة يتحمل مسؤولية كل شيء حتى لو حاول التنصل منها أوالهجوم عليها أو إستنكارها
فمن يرفض شيء ينسحب من الإطارالذي فيه يتم صنع القرار ويبري ذمته
أما أن يبقى داخل الإطار ويقول ما دخلنيش فهذا أمر إذا قبله بعض الناس أو تغاضوا عنه فلا يمكن أن يقبله الله
والله من وراء القصد
منذر ارشيد

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.