الرئيسية » تحرر الكلام » علاقة حركة تمرد بأنظمة الخليج … زواج متعة

علاقة حركة تمرد بأنظمة الخليج … زواج متعة

عند الحديث عن نتائج التعاون الإستخباري بين أنظمة الخليج و خصوم الإخوان المسلمين في مصر، يتبادر في الأذهان النجاح الكبير لحركة تمرد في حشد عدد مهول من المصريين لدفع  الرئيس المعزول مرسي نحو قبول انتخابات رئاسية مبكرة. هذا النجاح مكن الاجهزة العسكرية و الأمنية بقيادة السيسي من تنفيذ عملية انقلاب ناعم على الحكم في مصر. أعلم أن كثيرين لا يوافقوني على استخدام مصطلح "انقلاب" لكن اذا ما تكلمنا من منظور و ثوابت العلوم السياسية، فإنه لا يمكن وصف ما حدث الا بكلمة "انقلاب" ( حتى استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، عمرو حمزاوي، و المعارض لمرسي بشدة لم يستطع ان يتملص من استخدام مصطلح انقلاب في وصف الحدث). لكن ما يهمنا في هذا الموضوع هو العلاقة المحرمة التي جمعت اقطاب العلمانية مع دول خليجية عرف عنها التحفظ و التدين على المستوى الشعبي( و ليس القيادي بالطبع)، و بخاصة حركة تمرد التي لا تهمل اي مناسبة حتى تستعرض عدائها التام للحركات الإسلامية و بالأخص الحركة السلفية (أو الوهابية كما يحلو للبعض أن يطلق عليها). فمن منا لا يتذكر محمود بدر(مؤسس حركة تمرد) و يذم و يقدح في النظام السعودي السلفي من على منبر قناة العالم الإيرانية. ففي تلك المقابلة صرح السيد محمود أن الحراك الثوري هو ليس مقتصراً فقط على مصر، بل انه سيكون له امتدادات اخطبوطية في المنطقة تستهدف دول "الإستبداد" و خاصة في منطقة الخليج و بالأخص النظام السعودي. و بالرغم من تحسن لغة الخطاب المعلن لحركة تمرد بعد الإنقلاب الا أن كل الإشارات تدل على أن الحركة عازمة على الإضطلاع بدور اقليمي في المنطقة. فها نحن نشهد عملية استنساخ واسعة للحركة في كل من تونس و البحرين و غزة، قد يبدو لكثيرين ان هذه الحركات مرتبطة فقط برابط الإستلهام الفكري؛ غير أن المتتبع للحقيقة يدرك أن الوضع أكبر من ذلك. فبحسب تقرير صحفي لموقع Times Of Israel، فإن السيد محمود بدر قام بعقد اجتماع سري مع حركة تمرد فرع غزة تم من خلاله نقل خبرات و تقديم دعم خاص لتنفيذ مظاهرات شبابية مناوئة لحركة حماس في الحادي عشر من نوفمبر القادم.

يقول السيد محمود بدر"ان تمرد حركة تحارب الإستبداد في كل مكان في العالم " . نفهم من تصريح محمود بدر أن حركة تمرد هي حركة عالمية حيث انها غير مقتصرة على دولة أو مكان ما. و بما أن الخبر يكشف عن علاقات تمرد بالحركات الشبابية في غزة، فإنه و لا بد أن تكون هناك علاقة بينها و بين حركة تمرد فرع البحرين. هذه المسألة الآن تضعنا في حيرة!! من الواضح جداً ان التوجه الإستراتيجي لحركة تمرد تقع في عكس ما يريده كلا من النظامين السعودي و الإماراتي، فالنظامين لا يريدون اي حراك سياسي شبابي يربك المنطقة ناهيك عن التدخل في شؤون البحرين و هو ما يعتبر خط أحمر لا يمكن تجاوزه. هنا يأتي السؤال الأهم، هل سنشهد طلاق سريع ما بين الأنظمة الخليجية و حركة تمرد؟ هل ما حدث في 30 يونية هو عبارة عن زواج مؤقت بين هذه الأنظمة الإستبدادية و الحركة؟ الأحداث القادمة ستكشف لنا ذلك

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.