الرئيسية » أرشيف - هدهد وطن » “هاآرتس”: إذا لم ينجح السيسي بسيناء سيفقد شعبيته بالقاهرة

“هاآرتس”: إذا لم ينجح السيسي بسيناء سيفقد شعبيته بالقاهرة

بعنوان "الهجوم على سيناء في مركز الصراع بين الجيش المصري والإخوان المسلمين"، قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية في تقرير لها أمس، إنه إذا لم ينجح وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي في معركة سيناء، فسيصعب عليه الإبقاء على شعبيته في القاهرة، وفي المقابل يحتاج جيشه لتعاون مع البدو ويختار أهدافه بعناية.     
 وذكرت الصحيفة العبرية أن السيسي ليس لديه متعة  الاختيار بين جبهتي الإخوان المسلمين وسيناء، فكلاهما ملتهبتان، وتتطلبان عملاً فوريًا، خاصة بعد فشل محاولات الوساطة الدولية، والتي تضمنت أيضًا وساطة أمريكية وتلقت ضربة جماهيرية مؤخرًا، إذا بدا وزير الدفاع المصري كمن لم ينجح في معركة سيناء فسيصعب عليه الحفاظ على شعبيته الجماهيرية بالقاهرة، وإذا لم ينجح في القضاء على مظاهرات الإخوان المسلمين الكبيرة في ميدان رابعة العدوية فإن التأييد لمعركة سيناء من شأنه أن يتآكل.    
وأضافت "هاآرتس" أنه حتى في داخل سيناء توجد للسياسة المحلية أهمية كبرى فيما يتعلق بنجاح المعركة العسكرية ضد تنظيمات الإرهاب، فالجيش الذي يحتاج إلى تعاون استخباراتي من جانب زعماء القبائل البدوية، والذي جزء منهم يتعاون أو يرتزق من مساعدة المخربين، هذا الجيش مضطر إلى اختيار أهدافه بعناية، وخلال الأحداث الأخيرة على سبيل المثال، لقي 3 من أبناء قبيلة السواركة مصرعهم وأخر من قبيلة التياها في سيناء، وحظيت جنازاتهم  بتغطية واسعة كما ظهر في تلك الجنازات سلسلة طويلة من المعزيين الذين جاءوا من جميع القبائل. 
 وذكرت الصحيفة العبرية أنه في غضون ذلك لم تسمع دعوات للانتقام داخل الجيش المصري، أو إلغاء اتفاقات التعاون مع البدو التي تم التوصل إليها بعد جهد شديد، وفي أثناء ذلك يستمر ممثلو حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين في العمل وسط البدو بهدف تجنيدهم للعمل ضد نظام الحكم العسكري والمطالبة بإعادة الرئيس المخلوع محمد مرسي، مشيرة إلى أنه إذا استمر قتل أبناء البدو في العمليات العسكرية فقد تدير عائلاتهم ظهورها للجيش المصري وتجعل من الصعب عليه مكافحة الإرهاب.   
ولفتت إلى أنه وفقا لتقارير إعلامية مصرية، يضخ الجيش مبالغ مالية مباشرة لزعماء البدو للحفاظ على تأييدهم له، إلا أن الخلاف داخل القبائل يصعب من فكرة تشكيل جبهة موحدة ضد نشطاء الجهاد، والذين يتلقون تمويلاً من خارج مصر ومن منظمات تابعة للقاعدة في كل من اليمن والسودان، ومن هنا تأتي أيضًا الصعوبة في مواجهة مؤيدي الإخوان بالقاهرة، والذين قد يتسبب القرار بفض اعتصاماتهم بالقوة في سفك الدماء ليس فقط في العاصمة المصرية وإنما قد يؤدي إلى مصادمات عنيفة مع مؤيدي الجماعة في سيناء، وفتح جبهات مدنية سيصعب على الجيش مواجهتها.  واختتمت "هاآرتس" تقريرها بالقول إن الحل الممكن هو الوصول لحل وسط مع قيادة الإخوان المسلمين بالقاهرة، والتي تبدو أخذى في الصياغة والتبلور، ووفقا لتسريبات الإعلام المصرية، فإن جزءًا من قيادة الإخوان مستعدًا للتراجع عن مطالب الجماعة بإعادة مرسي للسلطة مقابل إطلاق سراح معتقلي الإخوان المسلمين، علاوة على تعديل البنود في الدستور والالتزام بعد اعتبار الجماعة غير قانونية،  موضحة أن قيادة الإخوان تنفي وجود مثل تلك الاتفاقيات وفي القاهرة ينظرون إلى أي مدى سيستمر صبر الجيش.
 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.