الرئيسية » أرشيف - فضاء واسع » مفاوضات ولقاءات تراوح مكانها

مفاوضات ولقاءات تراوح مكانها

بعد ان تغير محور بعض الفصائل  الفلسطينية من محور التحرير العسكري للأراضي الفلسطينية المحتلة لمحور العملية السلمية عن طريق المفاوضات  بناء على الادراك بان العملية ستستمر على أساس القانون الدولي وقرارات مجلس الامن  وقرارات المجتمع الدولي  ومبدأ الارض مقابل السلام الذي بنيت علية هذه القرارات والاتفاقيات العديدة التي تم توقيعها بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل وكان يفترض فيها ان تجسد هذه الصيغة، ولكن اسرائيل تجنبت القانون الدولي وجعلت العملية بدلا من ذلك مفاوضات طويلة جدا كانت دائما ومازالت لصالح اسرائيل باعتبارها  الجانب الأقوى .
 
فمسيرة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية شهدت سنوات كثيرة ومرحل عديدة واطراف عربية وأجنبة حيث لم يتمخض عنها ألا القليل القليل والدليل أنه لا توجد هناك مواعيد نهائية  لتنفيذ ما تم التوصل اليه حيث لم تنفذ اسرائيل في الواقع أي موعد نهائي للانسحاب وكل حكومة اسرائيلية جديدة تقوم بإعادة بما لالتزام به من قبل مما نتج عن استمرار المزيد من التأخيرات فبقي الوضع القائم بين الجانبين على ما هو عليه الى ان يتم التوصل الى اتفاق جديد وأخر.
 
لكن  اسرائيل تستغل الفترات الزمنية التي كانت بين اللقاءات التفاوضية بالموافقة ونشأ مستوطنات جديدة غير قانونية في الضفة الغربية واحكام سيطرتها على القدس  وكانت النتائج تضاعف عدد المستوطنين في الاراضي المحتلة  وتواصل عمليات مصادرة الاراضي بلا هوادة و تجميع الفلسطينيين للعيش في كنتونات محاطة ومسيطر عليها من قبل اسرائيل .
 
وعند الحديث عن موقف الفصائل الفلسطينية فهو موقف متابين من ناحية القبول أو الرفض أ و المعارضة  ولكل فصيل أسبابه التي يبديها لشعب الفلسطيني لعبر عن قبوله أو رفضه أو معارضته ولكن عن النظر لواقع المفاوضات بشكل دقيق هل تصب في مصالحة الشعب الفلسطيني ام لا تصب تجد أن المفاوضات هي عبارة عن مسكنات حيوية تجريها إسرائيل من أجل الرضى بالواقع الحالي الذي تفرضه إسرائيل علي الفلسطينيين العزل في الضفة والقدس والثامن والربعين ضاربة بعض الحائط كل ما أقرته  توصيات وقرارات العملية التفاوضية بين الطرفين وقرارات المجتمع الدولي ، اضافة الي ذلك عندما تنظر الي عناصر ومحاور المفاوضات من الحدود والقدس واللاجئون وحق العودة والمستوطنات والمياه والامن والأسرى السياسيون تجدها حقوق ثابتة غير قابلة للمساومة أو التنازل أو التعويض .
 
وبالتالي لابد أن نرجع الي صوابنا والي رشدنا فيما يخص حقوقنا والاقلاع عن المفاوضات والتسويات المؤقتة و الزائفة التي لا تقدم خطوة في مسير الشعب الفلسطيني ، ولكن عندما أن نريد أن نفاوض المحتل لابد من وجود أجماع وطني فلسطيني وأخص فلسطيني بدرجة الاولي وليس عربي، لان معظم البلدان العربة هي من تنازلات عن حقوقنا لتمنحها للإسرائيل من طبق من ذهب في سبيل تسهيل إسرائيل مصالح هذه الدول العربية في دول الغرب .
 
عبد الرحمن صالحة

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.