الرئيسية » أرشيف - هدهد وطن » «فيسك»: الأعداد التي نزلت إلى الميادين من وحي خيال الإعلام المصري

«فيسك»: الأعداد التي نزلت إلى الميادين من وحي خيال الإعلام المصري

قال الكاتب البريطاني «روبرت فيسك»، أن وسائل الإعلام المصرية تبالغ في تقدير الأعداد التي تنزل إلى الشوارع والميادين في، مؤكدا أنه إذا كانت كل تلك الأعداد المشار إليها إعلاميا قد نزلت للتظاهر فمن إذا كان يتولى مسئولية إدارة المطارات والمصانع والفنادق، ومن كان يقوم على حراسة تلك الأعداد من الشرطة والجيش.
 
ونشرت صحيفة «إندبندنت» الانجليزية مقالا للكاتب الشهير، حيث يرى أن العديد من الشخصيات التي كانت تظهر في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك لتدافع عنه هي من تظهر الآن في ثوبها العسكري ليظهروا على شاشات التلفاز التي ظلت لأكثر من عامين محرمة عليهم.
 
وتساءل «فيسك»، إذا كان تعداد السكان في مصر حوالي 89 مليون نسمة، وإذا تم تجريد الأطفال والرضع وكبار السن من هذا العدد، فهذا يشير إلى أن أكثر من نصف أعداد السكان النشيطين في مصر شاركوا في التظاهرات التي طالبت بعزل الرئيس السابق، وإذا كانت الحياة لم تتوقف في البلاد على عكس ما حدث في تظاهرات 2011 التي أدت على إقصاء مبارك من السلطة، فمن إذاً كان يقود القطارات والحافلات والمترو، ومن كان يقوم بإدارة المطارات والمواني والعمل في القوات المسلحة والشرطة؟.
 
ووصف الكاتب العالمي «الملايين» التي تحدثت عنها وسائل الإعلام المصرية، والتي استوجبت تدخل القوات المسلحة المصرية لحل الأزمة والاستجابة لرغبة الشعب المصري في التخلص من حكم الرئيس السابق محمد مرسي، بأنها «درب من الخيال، لا يمت للواقع بأي صلة».
 
وتوقف «فيسك» متعجبا أمام الأعداد التي صرح بها «طوني بلير» رئيس الوزراء الانجليزي السابق والمعروف بمدى دقته بشأن أسلحة الدمار الشامل في العراق، إذ أقر «بلير» أن 17 مليون مصري قد نزلوا إلى الشوارع والميادين، ثم تبعتها وزارة الخارجية الأمريكية بالإفصاح عن أن هناك أكثر من 30 مليون في الميادين يطالبون برحيل الرئيس السابق، بينما يتواجد مليون شخص فقط من مؤيديه.
 
وأضاف «فيسك» أن ما شنته وسائل الإعلام المصرية قبيل الانقلاب، بأسبوع من حملة توصيف لجماعة الإخوان المسلمين على أنهم ذات عقلية إرهابية وديكتاتورية كان لها بالغ الأثر على نفوس المصريين المتابعين لوسائل الإعلام بشغف كبير. 
 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.