الرئيسية » أرشيف - هدهد وطن » رابطة الأئمة والخطباء بمملكة البحرين تصف ما حدث بمصر بالانقلاب العسكري وتحذر من عواقبه

رابطة الأئمة والخطباء بمملكة البحرين تصف ما حدث بمصر بالانقلاب العسكري وتحذر من عواقبه

اصدرت رابطة الأئمة والخطباء بمملكة البحرين بيانا اعربت فيه عن موقف يخالف الموقف الرسمي لمملكة البحرين الداعم للانقلاب العسكري في مصر.
ووصفت الرابطة في بيان وصل (وطن) نسخة منه الأحداث بالانقلاب العسكري وحذرت من عواقبه على مصر والأمة.
وهذا نص البيان:
بيان رابطة الأئمة والخطباء بمملكة البحرين بشأن الأحداث الجارية في مصر
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فإن رابطة الأئمة والخطباء بمملكة البحرين لتستشعر عظم المسؤولية التي حمَّلها إياها رب العزة والجلال تجاه هذه الأمة ، وتتابع ببالغ القلق الأحداث الجارية في جمهورية مصر العربية وما آلت إليه الأوضاع ، ويحتم عليها واجبها الشرعي أن تبين ما يلي :
أولاً : ما قامت به قيادات بالقوات المسلحة المصرية بدعمٍ مادي وسياسي من بعض الدول العربية والأجنبية بمصر يعتبر انقلاباً عسكرياً مكتمل الأركان على الشرعية بالمفهوم السياسي ، ومصادرة لإرادة غالبية الشعب المصري ، وانحيازاً لفصيل سياسي دون بقية الفصائل الأخرى ، وعلى القوات المسلحة المصرية أن تعي خطورة ما أقدمت عليه بما يضر حتماً بمصر كدولةٍ لها ثقلها الإقليمي والعالمي وأن تصحح خطأها الجسيم وتعيد الأمر إلى نصابه ، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : دعانا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا : «أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرًا بواحًا، عندكم من الله فيه برهان» [متفق عليه] .
ثانياً : يجب على أبناء مصر أن يعتصموا بحبل الله جميعاً ولا يتفرقوا ، وأن يتركوا خلافاتهم جانباً ، قال الله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) [آل عمران : 103] ، وقال سبحانه : (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) [الأنفال : 46] ، وعليهم أن يستمروا باحتجاجاتهم السلمية حتى يعود الرئيس محمد مرسي ؛ وذلك أن الإطاحة به إنما يُقصد منها الإطاحة بكل من يحمل همَّ المشروع الإسلامي ويرفع شعار النهضة والإصلاح والتنمية والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد وإعادة مصر لممارسة دورها كبلاد لها وزنها واعتبارها في قيادة الأمة ، وقد بانت نوايا من قاموا بالانقلاب من خلال إغلاق القنوات والصحف الإسلامية ، واعتقال قيادات بارزة في التيار الإسلامي ، وتعطيلٍ للدستور ذي الصبغة الإسلامية في جملته ، وإرجاعٍ لرموز النظام السابق للواجهة ، وإبراز شخصيات مشبوهة لتولي مناصب قيادية في البلد ، وإغلاق معبر رفح ، وإعادة فتح السفارة السورية ، ومنع دخول اللاجئين السوريين إلا بتأشيرات ، فكل هذه الأمور تكشف لنا ملامح خارطة الطريق التي رُسمت خارج إطار الشرعية والتي تستهدف الإطاحة بكل ما له صلة بالإسلام بما يوجب على جميع أبناء مصر التكاتف والتعاضد والوقوف مع الشرعية .
ثالثاً : نؤكد على جميع الأطراف بحرمة الدم وبخاصة أفراد الجيش المصري ووزارة الداخلية وأنه لا يجوز لهم إطلاق النار على المتظاهرين السلميين ، وأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وعليهم أن يضعوا نصب أعينهم ما جاء من نصوص شرعية في حرمة دم المسلم ، ومن ذلك قول الله عز وجل : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [النساء:93] ، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دماً حراماً ) [رواه البخاري في صحيحه (6862)] .
رابعاً : نستنكر قيام دولٍ ومؤسساتٍ عربية بتأييد ما حدث من انقلاب عسكري ؛ لما يؤدي إليه من آثارٍ سلبية من إعطاء المشروعية للانقلابات العسكرية فيما لو تمت في بلدانهم، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذُله ، ولا يحقره .. بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام ، دمه ، وماله ، وعرضه) [رواه مسلم في صحيحه (2564)] .
خامساً : ندعو الإعلام بأن يقوم بدوره بتغطية الأحداث الجارية في مصر بكل شفافية وحيادية وإنصاف وعدم إعطاء الشرعية لقتل أبناء الشعب المصري عبر بث وترديد الأخبار الكاذبة ، قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المائدة:8] ، وعلى الإعلاميين أن يلتزموا بميثاق الشرف المهني ، ويتخذوا من المصداقية لهم شعاراً ، ومناصرة المظلومين لهم عنواناً .
سادساً : نحث الأئمة والخطباء وطلبة العلم على أن يقوموا بدورهم ويتحملوا مسؤولياتهم تجاه هذه الأمة ، وأن يبينوا حقيقة ما يحدث للناس ، ويساندوا إخوانهم في مصر بكل ما يستطيعون ، ولا ينسوهم من صالح دعائهم ، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا) ، وشبك بين أصابعه [متفق عليه] .
سابعاً : ينبغي على الشعوب العربية والإسلامية تحمل مسؤوليتها تجاه ما يحدث ، وذلك بالتعبير عن رأيها بكل وسيلةٍ سلميةٍ ممكنة ، وإيصال أصواتهم لجميع العالم بأنهم ضد ما حدث من انقلابٍ عسكري ، وضد أعمال العنف التي ارتكبتها قوات أمنية أدت لإهراقة دم أبناء الشعب المصري ، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) [متفق عليه] .
نسأل الله تعالى أن يحفظ مصر وأهلها ، وأن يعيد إلى ربوعها الأمن والاستقرار ، كما نسأله سبحانه أن يعز الإسلام والمسلمين ويذل الشرك والمشركين ويُعلي بفضله راية الحق والدين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
صدر : يوم الخميس 2 رمضان 1434 ه – ـ11 / 7 / 2013 م

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.