الرئيسية » تقارير » المخابرات حسمت موقفها من مرسي قبل الجيش

المخابرات حسمت موقفها من مرسي قبل الجيش

خطاب مرسي لا ينطلق من تقدير سياسي ومصلحي للموقف، وإنما من تقدير "ملحمي" ومعاركي بمنطق يكون أو لا يكون..
 
وتغير الموازين في مصر يعقبه انقلاب للموازين في اليمن وتونس وسوريا وفلسطين، هذا أمر حتمي إن حدث.
 
المخابرات كانت قد سبقت الجيش في حسم موقفها من مرسي وتصفيته مبكرا، بينما بدأ الجيش يحسم أمره بعد مشروع قناة السويس والعلاقات مع إيران وسوريا.
 
وهذا يضيف أن البعد الدولي للأزمة أهم بكثير، وأن الجيش بتوجهه الرافض للثورة السورية الداعم لبقاء الجيش السوري يرفض الاندماج مع المشهد السوري.
 
المخابرات منذ مراد موافي كانت قد أعدت العدة لإزاحة مرسي وكانت هناك اتصالات وتنسيق مواقف مع أحزاب وشخصيات في الداخل والخارج.
 
لكن مرسي فشل في إقناع الجيش أنه لن يتجاوز الدولة بمفهوم العسكر القائم على نظرية الأمن القومي خصوصا في ملف سوريا وإيران.
 
كذلك لعب د. عصام الحداد (مستشار الرئيس للعلاقات الخارجية) دورا في إرباك المشهد عبر تجاوز جهاز المخابرات ومؤسسة الجيش بدعوة وزير الخارجية الإيراني دون إعلام هذه الأجهزة.
 
هناك فارق بين الدعم السياسي للتغيير في سوريا وبين الدعم الجهادي وتجاوز فكرة الدولة لدى الجيش وترسيخ وجود الحالة الجهادية المتجاوزة للدولة، بالإضافة إلى معرفة ملاك الإعلام بتوجهات المخابرات والجيش مؤخرا بالنسبة لمرسي، مما زاد ثقتها في خطابها وشعورها أنها بمأمن خلف موقف تلك الأجهزة.
 
أما عن الحشود المعارضة لمرسي، فهي حشود حقيقية مشحونة بغضب موروث عن رافدين أولهما فشل وارتباك السلطة وثانيهما حشد وشحن الإعلام.
 
يبقى أن الأبعاد الإقليمية لما يحدث في مصر أكبر بكثير من ما يتخيل البعض، وهناك أبعاد أعمق وأكبر من السياقات الفكرية في المنطقة العربية وارتدادات في نمط التفكير الإسلامي أضعاف ما أحدثه أنموذج الجزائر.
 
ويبقى الآن أن نعي أن هناك فصائل أمنية دعمت الحراك الجديد لاستعادة سطوتها وليس لأهداف أخرى، وهذه يجب أن تصلها رسائل توضح أن الحريات لا مساس بها.
 
الصراع بين مكون الدولة القومية (الجيش-المخابرات) ومكون الكيانات المتجاوزة للدولة (إخوان-إسلاميون) قائم منذ تولي مرسي، ولكن له أشكاله، وما يحدث في مصر سيؤثر في مستقبل تركيا كما سيقلب معادلة التنافس (الخليجي-الخليجي) أيضا.
 
ولكي نفهم منذ البداية أن رأس المال المختلط بالمخابرات كمنصور عامر والأمين لم يكن ليتحرك بكل هذه الثقة لو علمه الجيد بالشقاق الحاصل.
 
وحديثي عن صراع الأجهزة مع مرسي لا ينفي حقيقة غضب الشارع ووجوده، وإنما يحاول استكشاف مساحة مختفية وراء الأحداث.
 
 
بقلم: أنس حسن / المدير السابق لشبكة رصد الإخبارية

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.