الرئيسية » أرشيف - فضاء واسع » اله الكل.لم ليس لك في قلوب القوم مناسبة؟

اله الكل.لم ليس لك في قلوب القوم مناسبة؟

  أعرفها كما أعرف إسمي ، ويعرفون، أنك الأول والآخر ، لا ميلاد لك ولا وفاة ، وأعرف أنك لم تتخذ صاحبةً ولا ولداً، فلا يوبيل اقتران لك ولا فرحة ذراري و إبتناء ، لا لأولاد ولا لبنات ..

أعرف كل هذا وهم يعرفونه فهم يحفظون تلك السورة القصيرة عن ظهر قلب ويعلقون أسماءك الحسنى أمام عيونهم على الجدران في البيوت والمكاتب وبيوت العبادة، لا أحد منهم يشكك بتلك الآيات ..

يطالعون أسماءك الحسنى ويذهبون لحد حفظها لعلها تحفظهم .. يحفظونها حفظ ببغاوات لا حفظ إستيعاب و فهم معاني وإستدلال وإستنتاجات !

أعرف كل هذا ويعرفونه، لكن يبقى هناك ببالي هذا التساؤل :

 لماذا ليس لك ولو محض يومٍ بقلوب هؤلاء الناس الذين تقاسموا أيام السنة بين أئمتهم و أفردوا الأيام مناسبات لهذا الإمام وذاك فجعلوا أيام ولاداتهم و وفياتهم وزيجاتهم وطلاقاتهم مناسبات ومرابد وعكاظات يحجّون فيها حمراناً وزرافاتٍ ، لا كما يحجون لبيتك بل أكثر حماساً وأشد تعلقاً و أملاً !

محض يوم من كلّ عام لا أكثر ربما هو كل ما يلزم ليعتدل الميزان ويصحو العقل السكران ، محض يوم بدل يوم الشجرة ويوم المعلم ويوم الشهيد و فالانتاين ! مجرد يوم يذكّرون أنفسهم فيه ويتذكرون بآلائك ونعمك التي كذبوا بها رغم سورة الرحمن ، أنك أهمّ ليس من عليّ وفاطمة والحسين وما تناسلا عنه من أئمة فحسب، أئمة ألبسوهم أردية كبرياء الآلهة ونصبوا لهم محاريب وقباب مذهّبة وألقاب يرونها حسنى كأسمائك لا بل أكثر ، فأنا إن شطحت وكفرت بك في وسط الميادين والشوارع لم يتكلف واحدهم عناء الإستغفار حتى ، لكن لو قلت: (عليّ كان أقصر من عمر) لما تركوني أكمل هذه الجملة الصحيحة، لا بل لقطعوني إرباً من لحظتها، فمن هو الإله بالنسبة لهم والحال هو هكذا إذن؟  عبادك أولئك أم أنت يا ألله؟

محض يوم لعلهم يتذكرون فيه أنك أهم ليس من أئمتهم فحسب، بل ممن يفوقونهم كرامةً ومكانة وعملاً : إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد ، وأنك الأولى بكل ولاء وإنتماء، وأنك الأولى بكل رهبة وإحتساب حساب ، وأنك أنت وحدك من يفصل بين الخلق يوم الحساب، وأنك أنت الوحيد الذي بيده الثواب، كما بأمرك وحدك يكون العفو ويكون العقاب . أنك أنت مصدر كل نعمة وفضل ، وصاحب كل مغفرة و شفاعة ، ليس عليّ ولا أيّ وليّ ، وأنك مرجع كل خير و باب كل وقاية ، ليس عباس أو  مرداس .. وأنّ سماءك الزرقاء هي قبلة كل ذراع ترتفع ووجهة كل رجاء و مراد ، ليس باب الحوائج ولا مجمل مرقد الكاظم ، ولا خزائن السلطان الحاكم .

يوم واحد يخرجون فيه من دائرة الدجالين والكهّان ، لعله يعيدهم لصوابهم ويرد البصيرة لعقولهم العمياء التي اختارت لنفسها وبنفسها أن تغط في فراش الجاهلية الدافئ الوثير ..

كتابات (ابو الحق)

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.