بقيت فرح يوسف المشتركة المفضلة للسوريين المؤيدين للنظام حتى حلقة يوم الجمعة من “أراب آيدول” حين وصفت أصالة نصري بـ”الرمز”، فانقلبت حالها رأساً على عقب. هكذا، أصبحت السورية “الخائنة التي تنكرت لبلدها من أجل تمسيح الجوخ”. وباتت فرح اليوم حديث الشارع السوري على مواقع التواصل الاجتماعي رغم كل الآلام والمآسي التي يعاني منها.
واضطرت فرح لإغلاق صفحتها على الفايسبوك لمدة 24 ساعة بعد الكم الكبير من الشتائم التي تلقتها فور انتهاء حلقة الجمعة. وذهب البعض إلى حدّ التبرؤ منها واعتبارها غير سورية.
فرح التي تنتمي لقرية الشيخ بدر الساحلية المؤيدة للنظام، استيقظت على حساب مزور يتهم أصالة بالخيانة وبيعها لبلدها كرمى للخليج. وادّعى الحساب أنّ فرح استجدت الناس للصفح عنها على اعتبار أنّ أحلام أوقعتها في الفخ.
ووضع آخرون فرح في خانة عبد الكريم حمدان المرفوض من الحكومة السورية لأن شقيقه يقاتل مع الجيش الحرّ المعارض، ليصبح الاثنان من “المغضوب عليهم” والممنوع التصويت لهما تحت أي ظرف.
واعتبرت بعض التعليقات أنّ فرح قالت إنها من دمشق كي لا تحسب على منطقة الساحل المؤيدة، بل إنها خائنة مثل أصالة سواء كان كلامها مجاملة أو غباء. بينما طالبت تعليقات أخرى بإبداء الولاء للوطن قبل جمال الصوت والتمييز بين رموز البلد الحقيقيين وبين الخونة المتآمرين.
المؤيدون منحوا فرح فرصة أخيرة طالبين منها رد الصاع صاعين من خلال تأدية أغنية أصالة “حماك الله يا أسد” في الحلقة المقبلة، بالإضافة إلى توجيهها تحية إلى الجيش السوري والرئيس بشار الأسد، وإلا فإنّ عقابها سيكون شديداً.
في هذه الأثناء، لم تغب العقول الراجحة، مع مطالبة البعض بالتفريق بين الفن والسياسة، مؤكدين أنّ فرح ابنة سوريا لكنها وقعت في الفخ الذي نصبته لها أحلام.
إذاً، فإنّ فرح أمام حلين أحلاهما مر، فإما تأدية أغنية وطنية لصالح النظام فتفقد جمهورها المعارض، أو تكمل مشوارها بالغناء لأسمهان ونجوى كرم وإهمال المطالب لتخسر جمهورها المؤيد وربما أهالي ضيعتها ومدينتها. وفي الحالتينن يبدو مستقبلها الغنائي في سوريا مشوشاً ومجهولاً حتى قبل أن يبزغ نجمها، هذا في حال نجحت في عبور الحدود بعد نهاية منافسات “أراب آيدول” من دون تعرضها لأي مضايقات، خصوصاً أنّها فشلت في إقناع الناس أنها تغني لكل السوريين من دون خلفيات سياسية.