الرئيسية » أرشيف - فضاء واسع » توابع كارثة باسم يوسف!

توابع كارثة باسم يوسف!

 

قضية باسم يوسف أصبحت هي أبرز محطات التنكيل والسخرية من الرئيس محمد مرسي ونظامه والتشهير به في مختلف أنحاء العالم، برامج أخبار ونشرات وبرامج للسخرية كان باسم وموضوعه هو الحدث الأبرز فيها، ولم يحظ الرئيس المصري بمثل هذا الازدراء والإهانة منذ أتى للسلطة كما حدث له هذا الأسبوع، وأصدرت الخارجية الأمريكية بيانًا بخصوص تحرش نظام الرئيس مرسي بباسم يوسف والإعلاميين، وهو ما يعني أن الجهود الحثيثة التي بذلها الدكتور عصام العريان بسفره إلى واشنطن ومقابلة مختلف المسؤولين والأجهزة لتقديم صورة حضارية للإخوان وإيمانهم بالديمقراطية واستنارة مشروعهم السياسي أصبحت هواءً، والأموال والجهود التي أنفقت على زيارة الدكتورة باكينام الشرقاوي مساعدة الرئيس إلى واشنطن ومقابلاتها المضنية ودفاعها عن النظام واحترامه للديمقراطية والحريات العامة وحرية الرأي والتعبير أصبحت هباءً منثورًا، والجهود التي بذلها الدكتور عصام الحداد بسفرياته إلى واشنطن من أجل استرضائها ودفعها لدعم مسيرة الرئيس مرسي بوصفه ممثل الوسطية والاعتدال أصبحت نسيًا منسيًا، والطريف في الأمر أن بعض المتحمسين من قيادات الجماعة والحزب يهتفون باستعلاء مصطنع، طظ في أمريكا، نعم، مليون طظ في أمريكا، ولكن طالما أنه طظ في أمريكا ولا تعنيك، لماذا تهدر المال العام على سفريات مساعديك ومستشاريك لتسويق نظامك هناك ومحاولة استرضاء المؤسسات السياسية والاقتصادية والإعلامية الأمريكية؟ على كل حال، أصدرت الخارجية المصرية بيانًا خجولًا يقول إن موضوع باسم يوسف أمام جهات التحقيق والقضاء في مصر مستقل ولا يمكن التدخل في شؤونه هو نفس ما قاله بيان لرئاسة الجمهورية، وهو كلام لا يصلح للتصدير أساسًا، بل هو لم يعد يصلح للتسويق بين المصريين أنفسهم، لأن القضاة أنفسهم يتظاهرون ضدك ويغضبون من إهدار استقلال القضاء ويتهمونك علنًا وعبر الفضائيات بأن سلطتك التنفيذية تغولت عليه، كما أن أبسط كلام يمكن أن تسمعه أن النائب العام أنت الذي قررت وضعه في هذا المكان بقرار منك واختيارك رغمًا عن أنف القضاء المستقل، كما لا يمكن أن تروج في الداخل بأن القضاء فاسد وفلول ومنحرف، ثم تقول في الخارج إن لدينا قضاءً شامخًا ومستقلًا، هذا تهريج، وأما حزب الحرية والعدالة فأخرج بيانًا أمس أراد به أن يهرب من الورطة فأثبت التهمة على نفسه، وحاول أن يحصر اتهامات باسم يوسف في أنها "ازدراء الأديان"، لكسب تعاطف الإسلاميين وحشدهم معه في معركته الخاطئة، متجاهلًا محور الاتهام في البلاغات وأساس الغضب وهو السخرية من رئيس الجمهورية، وقال بيان حزب الإخوان أمس إن تصريحات الخارجية الأمريكية (تمثل ترحيبًا ورعايةً من الولايات المتحدة لازدراء الشعائر الدينية من قِبل بعض الإعلاميين)، وهذا يعني أن الإخوان يدعمون الاتهام ويؤازرونه، وراح بيان الإخوان يصول ويجول حول ازدراء الدين، في تصرف مكشوف جدًا يحاول استغلال المشاعر الدينية في معركة سياسية تورط فيها، ولم يأت أبدًا على ذكر الاتهامات الحقيقية "السخرية من رئيس الجمهورية"، لأنه يعرف أنها فضيحة وأن العالم كله بدأ يضع النظام الجديد في سجلات الاستبداد والنظم القمعية، وذلك كله بسبب رعونة البعض وضيق أفقهم في التعامل مع الإعلام المتمرد، وهي رعونة وصلت إلى حد أن وزير الإعلام المصري يهدد علنًا في حوارات على الهواء بأن هناك قائمة من الإعلاميين والفضائيات سيتم تحويلها إلى المحاكمات قريبًا، عرفها من الكونترول!!، فأوضح بأجلى صورة أن هناك مخططًا للتحرش بالإعلام ورغبة جامحة في سحق أي معارضة خارجة عن السيطرة، باستخدام أذرع قانونية تم وضع اليد عليها.    
جمال سلطان
(المصريون)

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.