الرئيسية » تحرر الكلام » هل كلام حمد بن جاسم سبب استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري

هل كلام حمد بن جاسم سبب استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري

منذ عام وانا اكتب عن المشهد السياسي في لبنان محاولا ان اخبر الجميع ماذا يجري حولهم، وخاصة حزب الله الذي قام بجهود حثيثة وتضحيات عظيمة من اجل استقرار لبنان بان كل جهوده ستضيع بسبب القرار الدولي المتخذ أمريكيا والممول خليجيا وهو تحجيم النفوذ الايراني مهما كانت التكاليف باهظة .

وكل ما شاهدناه من همروجات إعلامية وتقبيل وتعبيط وصور السلفي وحليفي خلفي،وخطابات وطنية هو مجرد مسرحية بانتظار لحظة الصفر وهي ان يرد الرئيس سعد الحريري على الذي حدث معه أثناء لقائه الرئيس الأمريكي اوباما حيث دخل رئيس حكومة لبنان وخرج رئيس حكومة سابق.

ولا ترتبط استقالة الرئيس الحريري بهذا الحدث الذي حصل مع الرئيس اوباما فقط بل يضاف اليها ثلاثة عوامل اضافية أدت الى هذه الاستقالة:

اولا: هو تصريح رئيس حكومة قطر السابق الشيخ حمد بن جاسم الذي صرح للوكالات العالمية وكشف حقائق كانت صادمة على مستوى اللعبة الدولية ومنها كشف دور الرئيس الحريري في مشاركته بالحرب على النظام السوري وسبب إفلاسه المالي، وكلام رئيس حكومة قطر السابق حمد بن جاسم، جاء على صيغة التأكيد بان رئيس الحكومة سعد الحريري لن يسامح النظام السوري وكل من يتعاون معه تحت اية حجة من الحجج او ذريعة من الذرائع.

ثانيا: العقوبات العربية الخليجية والأمريكية على لبنان، فالجميع يعلم ان العقوبات المالية على حزب الله ومن ثم الطائفة الشيعية بأكملها هو تمهيدا لإعلان إفلاس لبنان ووضعه تحت الوصايا الدولية، ناهيك عن اقتراب موعد صدور قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الذي سيطبق وينفذ تحت قرار الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، ولا يعقل ان يصدر هذا القرار او ان ينفذ ورئيس الحكومة اللبنانية هو طرف اساسي فيه.

ثالثا: هو قرار الحرب الذي اتخذته الادارة الامريكية مع الحكومة الاسرائيلية بضرب حزب الله بدعم وتمويل خليجي مباشر وبموافقة من اطراف لبنانية داخلية شجعت على هذا الامر، والتي نصحت بافتعال ازمة سياسية  تترافق مع صدور قرار المحكمة الدولية، بالتزامن مع التقارب المعلن بين بعض الدول العربية والكيان الاسرائيلي تمهيدا لتطبيق مقررات جامعة الدول العربية في بيروت وقيام دويلة فلسطينية بصلاحيات رئاسة بلدية.

الخاتمة اعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من السعودية هي بقرار سعودي خليجي امريكي وخاصة بعد ان صنف مركز معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى بان لبنان ليس دولة حليفة مما يعني بانه دولة قريبة الى درجة العداوة من التحالف الامريكي العربي، تمهيدا للحرب على حزب الله لإنهائه او تحجميه واخراجه من معادلة الصراع العربي الاسرائيلي، لان الجميع متفق على ان حزب الله هو المقاومة الحقيقية التي تقف بوجه التطبيع العربي مع كيان العدو الاسرائيلي، كما ان قوة حزب الله المتعاظمة اقليميا تشكل تهديدا حقيقيا للامبريالية التوسعية في المنطقة.

الانقسام السياسي وقع في لبنان والمنطقة ونحن على ابواب حرب كبرى والتي سيكون الرابح بها الأكبر هو حزب الله لان المعطيات السياسية والإقليمية تؤكد ذلك وخاصة ان حزب الله يمتلك عقيدة جهادية عالية وعميقة ومنظومة سياسية معقدة وهو يفي بوعده لأنصاره ومؤيديه مما يجعل من اتباع حزب الله قوة متماسكة لا يمكن للضغوط ان تنال منها او للجراح ان توقف حركتها مهما كانت التهديدات كبيرة فالتضحيات التي يهبها المجتمع المقاوم الممانع اكبر.

منذ اسبوع كتبت مقالا تحت عنوان اله امريكا يقرع طبول الحرب على حزب الله ويهدد بإبادة الشعب اللبناني ذكرت به ما يهدد لبنان وهو ما سوف تسمعونه في هذه الايام واضحا جليا .     

ناجي امهز             

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.