الرئيسية » الهدهد » كاتب أردني: حل الأزمة الخليجية بيد واشنطن.. وترامب لا يريد إنهاء الأزمة لهذا السبب

كاتب أردني: حل الأزمة الخليجية بيد واشنطن.. وترامب لا يريد إنهاء الأزمة لهذا السبب

أكد سليمان نمر، الكاتب الصحفي الأردني والمستشار الإعلامي السابق للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، أنه لن يستطيع احد حل الازمة الخليجية التي وصلت إلى طريق مسدود، إلا الولايات المتحدة، وذلك لما لها من نفوذ قوي على طرفي الأزمة، مؤكدا في الوقت نفسه عدم رغبتها في حلها لرغبتها في ابتزاز الطرفين.

 

وأوضح الكاتب في مقال نشرته صحيفة “النهار” اللبنانية، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا تريد للأزمة أن تنتهي في أسرع وقت ممكن، باعتبارها هي ومصر المستفيدان الاكبر من إطالتها، مشيرا إلى أن واشنطن أصبحت ساحة لصراع سياسي بين قطر من ناحية والسعودية والإمارات من ناحية ثانية، وأنه “لم يعد هناك مانع عند كل طرف أن يسلم واشنطن كل ما لديه من أوراق ضد الطرف الآخر”، على حد قوله.

 

ومن هذا المنطلق، اعتبر “النمر” أن الرئيس الامريكي “ترامب” وجد في هذا الصراع السياسي فرصة لابتزاز الطرفين مالياً وسياسياً، مشيرا إلى أنه وبعد حصوله على صفقات عسكرية وتجارية بأكثر من أربعمائة مليار دولار من السعودية، وعلى صفقات مثيلة من دولة الإمارات، لم يعلن قيمتها وإن كانت تقدر بنحو 100 مليار دولار، “هرعت الدوحة ووقعت صفقة مؤجلة مع واشنطن وصلت قيمتها إلى 16 مليار دولار بعد نشوب الأزمة مع شقيقاتها الخليجيات للحصول على رضى الرئيس ترامب”.

 

وبناء على ما سبق، لم يستهجن الكاتب الأردني عودة الرئيس التركي رجب طيب ‎أردوغان من زياراته الخليجية الثلاث للسعودية والكويت وقطر بـ”خفي حنين”، دون أن يحقق أي اختراق لحل الأزمة مع قطر، وذلك لأن الوساطات الأهم التي سعت للوصول إلى حل للأزمة، والمقصود هنا الوساطتان الكويتية والأميركية، لم ينجحا، متسائلا: “فكيف بوساطة أردوغان الذي يشن إعلام الدول المقاطعة الأربع حملات هجومية عليه لا سيما الإعلام المصري والإماراتي؟

 

وتطرق الكاتب للوساطة الكويتية، مشيرا لوساطة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الذي بادر للتوسط منذ الأيام الأولى للأزمة مع قطر وقطع العلاقات وإغلاق الحدود معها وطرد مواطنيها، ولكن لم يجد أي استجابة لوساطته التي كانت تقوم على أساس عقد لقاء طارئ لقمة دول مجلس التعاون تنضم مصر إليها في وقت لاحق، لأن الدول الأربع (لا سيما دولة الإمارات ومعها مصر) لا تريد حلاً وسطاً مع قطر، “وأن أي حل وسط يعني خروج الدوحة منتصرة في هذه الأزمة”، وفقا لما نقله الكاتب عن مصدر إماراتي.

واوضح أن الدول الأربع تقدمت بمطالبها “التعجيزية” الثلاثة عشر لوقف مقاطعتها وفك حصارها عن قطر، مشيرا إلى ان دول الحصار وضعت مهلة عشرة أيام للحصول على رد الدوحة على هذه المطالب، في حين ورفضت قطر، لأن قبولها بهذه المطالب يعني اعترافها بأنها تدعم “الإرهاب”.

 

‎وتحول الكاتب إلى وساطة الولايات المتحدة الذي زار وزير خارجيتها “ريكس تيلرسون” الدول المعنية بالأزمة، بما فيها الكويت صاحبة مبادرة الوساطة، وعاد بخفي حنين دون أن يقنع أصحاب الأزمة بالتوصل إلى حل لها، معتبرا أن هذا الأمر يثير الاستهجان، لأن واشنطن هي الوحيدة الأكثر نفوذاً على طرفي الأزمة، وهي الوحيدة التي تستطيع أن تقنعهما بل تستطيع أن تضغط عليهما للتوصل إلى حل.

 

‎ واختتم  الكاتب مقالته قائلا: “الأزمة ستستمر وباقية لترهق الخليج ودوله المرهقة أساساً من مخاطر المشروع الإيراني للهيمنة على المنطقة، ومن حرب استنزاف في اليمن”.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.