الرئيسية » تحرر الكلام » الطغاة والجبابرة ومصيرهم المحتوم

الطغاة والجبابرة ومصيرهم المحتوم

فى الحقيقة اننى اتعجب  كثيرا من طغاة وجبابرة الارض  الذين لا يكفون  ولا ينتهون عن ظلم  البشر و ضياع حقوقهم  وحياتهم اذا لزم الامر ذلك   فهم  لا يؤمنون بالطبع بوجود  الله العلى القدير  ولا بالاخرة وانما يعيشون الحياة الدنيا وما ابشع حياتهم انهم فى نهم لا يشبعون وفى الحقيقة يكثر  الظلم بكل اشكالة فى البلاد  الفقيرة النامية فاهل  العدل  هم الفاسدون  شغلوا مناصبهم بالمحسوبية  واورثوها لابناءهم  بالمحسوبية ايضا  فكيف يكون العدل وحامل لواء العدالة  فالميزان مقلوب  فمن الذى يكون نصير العدل.

عندما اسألك هل عانيت يوما ما من الظلم وتذوقت مرارتة فسرعان  ما يدور  ويلف شريط الحياة  امامك وتتذكر  المواقف  التى ظلمت  فيها  ولم تنل فيهاحقك ولم تشعر بشموخ العدل وانتصار الحق على الباطل  ولم تقتص ممن ظلمك  وقد تبدوا عليك علامات الضيق  عندما تتذكر هذة  المواقف المؤلمة الغير سعيدة على الاطلاق

ولكن العزاء والمواساة تكون عندما اخبرك بان  الدنيا  لا تخلوا ابدا  من الظالمين  والطغاة  وللظلم اشكال متعددة  وصور متغيرة  الاشكال فالقدرة التى يمتلكها الظالم  والقوة المتمثلة فى المال و السلطة تجعلة يطغا ويتجبر ولم يتوانى  عن ظلم اقرب الناس الية  فالذى يتقاضى رشوة من اجل عمل  معين  فهذا ظلم  وافساد للمجتمع . والذى يعمل بالحيلة وبالاعيب ابليس للاستيلاء  على حقوق الاخرين  وخداعهم  فهذا بالطبع ظلم نفس فهو شخصية سيكوباتية  بدون ضمير انسانى ووازع دينى  فهو ينهب من الدنيا  كانة يعيش ابد الدهر

القاضى الذى لا يعمل بالقانون وبحيثيات القضية ولم يتجلى  الحكم العادل  ويتبع اهوائة  وسلطان نفسة  فهو ظالم  ومضل لنفسة وللمجتمع  الذى اسند الية مهمة القضاء  .

التعينات التى تتم بالمحسوبية دون النظر الى الكفاءة   لاصحاب السلطة ونواب المجلس الموقر وعدم اتاحة الفرصة لطوائف وطبقات المجتمع  ان تشارك  وتتاح لهم الفرصة  فالشفافية  للاسف غير موجودة .

للاسف الشديد النقل من مكان الى مكان اصبح بالمحسوبية دون الاخذ الاعتبارات القانونية الصحيحة فهذا ظلم مبين .فالظالم دائما ما تزين لة الدنيا الظلم  وتشغلة   عن الحقيقة  فهو لا يدرك نهايتهاولا يعتبر  بعاقبة الظالمين فى الدنيا  ولم يعتبر  بمن سبقوة  من الظالمين  فى الدنيا الذين كانوا  اشد قوة  وباسا  فى ظلمهم  وبما كان مصيرهم جميعا لقد خسروا الدنيا والاخرة  بما كسبت يداهم    . فالحياة ملئية بالخيرات  واكبر من ان نعيشها فى مطامع  ابدية غير منتهية تجلب سعادة  مؤقتة لك وتكون سببا فى شقاء اخرين وتكتسب  كراهيتهم  وكراهية الجميع وتنصلب عليك اللعنات بدلا من الرحمة والدعاء لك  ولماذا لا تقنع بما ساقتة اليك المقادير  ولا تجنى فى الدنيا سوى الحسرة والندامه .

ونجد فى كتب التراث (ان عامل من رعاة الخليفة المامون تظلم منة  فكتب الية  قائلا  انصف من وليت امرة  والا  انصفة من ولى امرك)

وقال بعض السلاطين  العدول  انى لاستحى  ان اظلم  من لا يجد ناصرا  الا الله تعالى .

وما اعظم الكلمات التى عبر بها اعرابى لرجل  يطلب الموعظة ( غفلنا فلم  يغفل  الدهر عنا  فلم نتعظ بغيرنا  حتى  اتعظ غيرنا بنا فقد ادرك السعادة من تنبة وادرك الشقاء من غفل وكفى بالتجربة  واعظا .

ويخبرنا القران الكريم  بالجزاء العادل للظالمين  والعذاب  المقيم لهم فى الاخرة

وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ }الزمر47

ونجد ايضا عاقبتهم  انهم فى الاخرة فى اشد انواع العذاب فان كان  مصير الطغاة والجبابرة العذاب  الدائم والمستمر  فان اعوانهم ومواليهم  فى الدنيا رفقاءهم فى الاخرة فهم شركاء  لهم فى ظلمهم وفى مصيرهم فهم كانوا اعوانا للباطل  على الحق  فنجد  فى القران الكريم

عْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً }الكهف29

كَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ }الحشر17

ولا يكون القصاص من االظالمين والطغاة والجبابرة فى الاخرة وانما ينالون  فى الدنيا نصيبهم  من العذاب والهلاك  والعبرة والعظة فى نهايتهم بما اقترفوا  واكتسبوا بايدهم فكان جزاءهم  الميتة البشعة التى يظل يحكى عنها  مع الطغاة والظالمين تكون نهايتم مؤلمة وفى موتهم عظة وعبرة فدائما ما نقرأ فى الصحف ونشاهد فى التلفاز  حوادث  مميتة مؤلمة للظالمين  والطغاه واعوانهم  فنجد فى القران الكريم نهاية الفرعون واعوانة  الظالمين الطغاة, {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} القصص/40.

فعلينا ان  تكون لو انصاف عادلين خير لنا  من ان تكون ظالمين ونخشى الله من عاقبة  الظالمين

وكما قال امير المؤمنين  على رضى الله عنة

لا تظلمن اذا ما كنت مقتدا                        فالظلم مرتعة يفضى الى الندم

تنام عينيك  والمظلوم منتبة                       يدعوا عليك  وعين الله  لم تنم

فالضعفاء الذين يعانون  الظلم  والقهر  بسبب قلة حيلهم وضعفهم وانعدام نفوذهم  فى استرداد  حقوقهم  فهم يئنون من الظلم ولا يملكون  التعبير عن شكواهم  ويعجزون عن نيل حقوقهم  بسبب قهرهم  وضعفهم   ونجد ان حماة القانون واهلة هم دائما خارجون علية وهم دائما الظالمون

وكما قال  الامام على رضى الله عنة

اما  والله  ان الظلم شؤم                          ولا يزال  المسئ هو الظلوم

الى الديان يوم الدين  تمضى                 وعند الله تجتمع  الخصوم

وقال الامام الشافعى

اذا ما ظالم استحسن الظلم مذهبا           ولح عتوا  فى قبح اكتسابة

فكلة الى صرف الليالى  فانها               ستدعى  لة مالم  يكن فى حسابة

وقال ايضا

ورب ظلوم قد كفيت  بحربة                  فاوقعة المقدور  اى وقوع

فدائما حياة الظالمين ما تمر  كلمح البصر  فهو لا ينتفع بها  ولا تكون فيها بركة  العمر فقد اضاع حياتة فى جنى مالا ينفعة  من مال وسلطة  وظلم هذا ودام بالاذى فعلة على جميع الخلائق  فويل  لهم فى الحياة الدنيا والاخرة  جزاء بما عملوا واجترفوا من الاثام واختتم المقال بقولة  تعالى

كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35 الاحقاف

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.