مسؤولون سعوديون: 70% من الشعب يعارض التطبيع مع إسرائيل و 2% مستعدون للتعبئة والمقاومة

وطن- بالتزامن مع إبلاغ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن وقف بلاده كل مبحثات التطبيع مع دولة الاحتلال، كشف “معهد هوفر للدراسات” التابع لجامعة ستانفورد أن الغالبية العظمى من السعوديين تعارض التطبيع مع إسرائيل.

وقال المعهد اعتمادا على ما قاله مسؤولين سعوديين أن 70% من الشعب السعودي يعارض التطبيع مع إسرائيل، و 20% منهم يعارضون الاتفاق بشدة، وأن 2% قد يكونون على استعداد للتعبئة سياسياً، وربما حتى مقاومة الاتفاق.

وفي محاولة لفهم نهج السعودية للتطبيع مع إسرائيل، قال المعهد في تقرير له إن هناك دولا في الخليج، وأبرزها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، اعتبرت “إيديولوجيات المقاومة” في القرن العشرين عقيمة، إذ أنتجت في الأغلب “أعمالاً وحشية، وتخلفاً، بل وفوضى في كثير من الأحيان”، ما دفعهما للجوء إلى سياسات تؤكد على المصلحة الوطنية قبل كل شيء.

وأشار التقرير إلى أن هذه المصلحة الوطنية شملت التنمية الاقتصادية السريعة، والتنويع بعيدا عن الاعتماد على النفط مع تسارع وتيرة التحول في مجال الطاقة، وتخفيف السياسات الاجتماعية المقيدة، والحكم الفعال ولكن الاستبدادي، والقضاء على الفساد.

سياسة بديلة للوحدة العربية

واعتبر المعهد أن هذه السياسة جاءت بدلاً من الوحدة العربية أو الوحدة الإسلامية والدعوة إلى فرض الشريعة الإسلامية، حيث باتت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تستثمر في تعزيز القومية وتحويل بلديهما إلى لاعبين إقليميين وعالميين رئيسيين.

السعودية تحتل المرتبة الـ15 بين دول مجموعة العشرين

وفيما يتعلق بالسعودية، لفت التقرير إلى أنها أصبحت الآن في المرتبة 15 بين دول مجموعة العشرين وتهدف إلى اقتحام أكبر 10 اقتصادات في العالم، حيث تريد أن تصبح محورا رئيسيا في العلاقات بين الشرق والغرب، فضلا عن مركز دولي للتجارة والنقل والخدمات اللوجستية، والتقدم التكنولوجي، والإنتاج الصناعي والعسكري، فضلا عن وجهة رائدة للسياح.

قطار التطبيع.. السعودية تبلغ إدارة بايدن "أمرا مهما" وسفير إسرائيل يستفز الفلسطينيين
محمد بن سلمان وبنيامين نتنياهو

الرياضة محل الدين

وقال إن استثمار المملكة في الرياضة هو جزء من عملية التجديد والتنشيط المحلية، مع التركيز على الشباب الذين يشكلون أغلبية السكان، حيث أن الرياضة، وكرة القدم بشكل خاص، تحل محل الدين باعتبارها موضع المشاعر والهوية القومية.

وأكد التقرير على أن الدفع نحو إعطاء الأولوية للمصالح الاستراتيجية الوطنية هو الذي يفسر سبب تفكير المملكة العربية السعودية الآن – بعد الإمارات العربية المتحدة في عام 2020 باتفاقات إبراهيم – في تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وأشار التقرير إلى أنه من الممكن تصور السلام مع إسرائيل، ولكن فقط إذا تمكنت من تقديم ضمانات محددة، أمريكية في المقام الأول، من شأنها أن تعود بالنفع على المملكة.

عقبة أمام محمد بن سلمان لتحقيق التطبيع

واعتبر الموقع أن هناك عقبة لتحقيق ذلك، قائلا أن غالبية السكان السعوديين ليسوا حريصين على هذا السلام، حيث يقدر البعض في الحكومة السعودية أن ما يصل إلى 70% ينتمون إلى هذه المجموعة.

وأضاف أنه علاوة على ذلك، يقدر المسؤولين السعوديين أن 20% منهم يعارضون الاتفاق بشدة وأن 2% قد يكونون على استعداد للتعبئة سياسياً، وربما حتى بالعنف، لمقاومة الاتفاق.

وفي هذا السياق، قال برنارد هيكل كاتب التقرير: “أخبرني أحد السعوديين المتعلمين تعليماً عالياً والمتأثر بالغرب أن اليوم الذي يحدث فيه التطبيع سيكون اليوم الأكثر حزناً في حياتي – فالمشاعر عميقة حول هذه القضية”.

ولفت الكاتب إلى أنه على عكس رئيس وزراء إسرائيل أو الرئيس بايدن، على سبيل المثال، فإن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيخوض مخاطرة شخصية كبيرة من خلال التوقيع على السلام، كما فعل الرئيس السادات ذات مرة ودفع ثمنها لاحقًا حياته.

واستذكر الكاتب أن ولي العهد السابق للمملكة محمد بن نايف كاد أن يقتل على يد انتحاري لأسباب أقل من ذلك بكثير، كما فعل الرئيس السادات ذات مرة ودفع حياته ثمنا لذلك.

التطبيع السعودي الإسرائيلي.. فريدمان ينصح بايدن وابن سلمان: لا تكونا أغبياء
محمد بن سلمان وجو بايدن

مزاعم بإيقاف السعودية مفاوضات التطبيع

وكان مسؤول في مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد كشف بأن السعودية أبلغت الإدارة الأمريكية وقف أي مباحثات تتعلق بالتطبيع مع إسرائيل.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن معارضة حكومة نتنياهو لأي لفتة تجاه الفلسطينيين وقبوله مطالب اليمين المتطرف المتمثل بحزبي إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي وبتسلئيل سموتريتش وزير المالية، يعني نسف أي إمكانية للتقارب مع الفلسطينيين، وبالتالي مع السعوديين، بحسب صحيفة “إيلاف” المقربة من الديوان الملكي السعودي.

وأضاف أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بقرار السعودية، بوقف أي مباحثات مع الأمريكيين بشأن التطبيع أو القيام بأي خطوة تجاه أسرائيل، وأن القيادة الإسرائيلية في حيرة من أمرها جراء ذلك.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث