الرئيسية » الهدهد » خطوة إماراتية مريبة في على الحدود التشادية السودانية.. مستشفى إغاثي أم مخزن أسلحة؟

خطوة إماراتية مريبة في على الحدود التشادية السودانية.. مستشفى إغاثي أم مخزن أسلحة؟

وطن – كشفت منصة “إيكاد” للتحقيقات الصحفية، تفاصيل مثيرة عن الخطوة التي أعلنتها دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرا، فيما يخص إنشاء مستشفى في تشاد بهدف دعم النازحين السودانيين.

ففي العاشر من يوليو الجاري، انتشر مقطع فيديو من داخل مطار “أم جرس” شمالي تشاد، يظهر هبوط وإفراغ طائرة شحن إماراتية لعدة صناديق حملت رمز الهلال الطبي.

لم تحمل الصناديق التي أفرغتها الطائرة أي دليل على محتواها، سوى أنها تضع علم الإمارات، في حين سبق ذلك إعلان وزارة الخارجية الإماراتية، أنها تشيّد مستشفى ميدانيًا في المدينة، بهدف دعم اللاجئين السودانيين.

في المقابل، نشر مغردون هذه اللقطات على موقع تويتر، وزعموا أنها لمعدات وأسلحة ستصل لقبضة قوات الدعم السريع وليست مواد لبدء تشييد المستشفى.

قبل هذه الخطوة بأيام، وتحديدا منتصف يونيو 2023، كانت دولة الإمارات قد وقّعت مع دولة تشاد خمس اتفاقيات في مجالات متعددة.

وبعدها بنحو أسبوع، رصدت مدونة “غيريغون” طائرات نقل من طراز Ilyushin Il-76 متجهة من أبو ظبي إلى مطار أم جرس، حسب منصة “إيكاد“.

وتعليقًا على الاتفاقية الإماراتية – التشادية، كتب رئيس الأركان السابق للمبعوثين الأمريكيين في السودان كاميرون هدسون، تغريدة أشار فيها إلى أن الرئيس التشادي يفتح مطار أم جرس أمام شحنات الأسلحة المقدمة من الإمارات إلى قوات الدعم السريع.

ما علاقة تشاد بالسودان؟

تعتبر القبائل التشادية امتدادًا لمعظم قادة المجموعات المسلحة، على رأسهم قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي” الذي ينتمي لقبيلة “الزريقات” في إقليم دارفور، المجاور لتشاد.

ووفق موقع “إمارات ليكس”، فإن هناك تحايلا إماراتيا لإمداد قوات الدعم السريع بالعتاد، حيث اتخذت من تشاد بوابة لتهريب الأسلحة بهدف إطالة أمد الصراع في السودان.

ومقابل هذه التحركات، أكد رئيس الحزب الاشتراكي التشادي يحيى ديلو، أن تهريب الأسلحة من مطار أم جرس إلى السودان يهدد استقرار تشاد والمنطقة، وطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات على الإنقلابيين في تشاد.

لماذا أثارت الخطوة الإماراتية عدة تساؤلات؟

طرح نشطاء سودانيون أسئلة حول تشييد المستشفى في مدينة أم جرس، وهي مدينة لا تحوي لاجئين سودانيين كما يقولون.

كما رصدت قناة الجزيرة في 10 يوليو 2023، أحوال نازحين سودانيين في منطقة أدري جنوب شرق تشاد التي تبعد 289 كيلو مترا عن أم جرس.

ووفقًا للتقديرات الأممية، يتوزع معظم اللاجئون السودانيون جنوب وشرق تشاد، فيما لم تتحدث عن وجود مخيمات في منطقة أم جرس.

اتهامات للإمارات بتأجيج الحرب السودانية

وكثيرة هي الاتهامات الموجهة لدولة الإمارات بأنها تعمل على تأجيج الصراع في السودان، عبر الدعم المسلح الذي تُقدمه لقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي.

طائرة إمداد.. ظاهرها الغذاء وباطنها السلاح

ففي مايو الماضي، زعمت دولة الإمارات أنها أرسلت طائرة تحمل على متنها إمدادات غذائية عاجلة إلى مطار أبشي على الحدود السودانية التشادية، بحجة توفير الدعم العاجل للاجئين السودانيين المتضررين من الظروف الحالية التي يشهدها السودان.

إلا أن تقارير أخرى تحدثت عن أن الطائرة الإماراتية حملت إسناداً عسكري لقوات الدعم السريع.

وأفادت مصادر استخباراتية، بأن الطائرة الإماراتية حملت إسناداً لوحدات الدعم السريع التي تعبر تشاد وجنوب ليبيا إلى السودان عبر الجنينة.

رد إماراتي غير مباشر على الاتهامات

وفي رد غير مباشر على الاتهامات، تقول دولة الإمارات إنها تحرص على دعم جميع الحلول والمبادرات السياسية السلمية الرامية إلى وقف التصعيد وإنهاء الأزمة في السودان.

وشددت في أكثر من مناسبة، على ضرورة تغليب صوت الحكمة والحوار السلمي وإعلاء مصالح السودان العليا، والحفاظ على أمنه واستقراره.

السودان.. دوامة الحرب مستمرة

ويعيش السودان دوامة شديدة من العنف منذ 15 أبريل الماضي، متى بدأ الاقتتال العنيف بين قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.

وفشلت كل محاولات التهدئة التي سعت لوقف الحرب في السودان، فيما تسبب النزاع في سقوط 2500 قتيل، بجانب زيادة معاناة سكان البلاد التي كانت تعدّ من الأكثر فقرا في العالم حتى قبل الحرب.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.