الرئيسية » الهدهد » باحث كويتي: ابن سلمان انقلب على سياسات أسلافه التي “عفى عليها الزمن” ويحارب أمريكا بسلاح ترامب

باحث كويتي: ابن سلمان انقلب على سياسات أسلافه التي “عفى عليها الزمن” ويحارب أمريكا بسلاح ترامب

وطن- علق الباحث السياسي الكويتي مشعل النامي، على التقارير التي تحدثت عن أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هدّد بتطبيق إجراءات اقتصادية مؤلمة ضد الولايات المتحدة، حال مضيّ الرئيس الأميركي جو بايدن بتنفيذ تهديده ضد الرياض، على خلفية خفض معدلات إنتاجها من النفط الخام.

وقال مشعل النامي خلال مقطع فيديو بثّه على قناته على موقع الفيديوهات الشهير “يوتيوب“، إن هذه المعلومات وردت في وثيقة مسربة، ليس مصدرها السعودية، لكنها جاءت من قبل الإعلام الأمريكي وتحديداً صحيفة واشنطن بوست، التي لا تملك علاقات جيدة مع الرياض، على خلفية اغتيال الصحفي المعارض والكاتب بالصحيفة جمال خاشقجي.

وأضاف أن الأمر لا يعتبر دعاية سعودية، وأن المملكة لم تكن ترغب في إعلان هذا الأمر، مشيراً إلى أنّ محمد بن سلمان لا يريد اتباع سياسات أسلافه لكنه يريد استكشاف بنفسه وذلك ما هو متاح وفقاً لقدرات المملكة، والمساحة التي يمكنها التحرك فيها.

وأشار إلى أنّ محمد بن سلمان يعتبر سياسات أسلافه عفا عليها الزمن وتغيرت ظروفها، ولذلك يرسم سياسات دون أن يكون لديه الوقت لإعداد دراسات، لكنه يريد التعلم من هذه السياسات.

ولفت الباحث السياسي الكويتي إلى أن ابن سلمان تعلم من تعامله مع الولايات المتحدة، أن عليه تهديدها بهذا الشكل، لا سيما بعدما أظهرت واشنطن تصرفات هوجاء ضد المملكة، ومحاولتها فرض ضغوط غير مبررة على الرياض.

وتابع: “السعودية تقول للولايات المتحدة قفي عندك.. أنتي الآن تتجاوزي حدودك”، مشيراً إلى أن السعودية غير مستعدة لتحقيق المصالح الأمريكية على حساب مصالحها.

ونوه بأن سياسات ابن سلمان هي تحقيق مصالح المملكة، ورفع شعار السعودية أولاً كما رفع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب شعار أمريكا أولاً.

وثيقة مسربة تكشف تهديد ابن سلمان لواشنطن

وكانت صحيفة “واشنطن بوست“، قد كشفت أن ولي العهد السعودي هدد باستخدام سلاح العقوبات ضد المصالح الأميركية، في حال مضى الرئيس الأميركي جو بايدن بتنفيذ تهديده ضد الرياض، على خلفية خفض معدلات إنتاجها من النفط الخام.

فبعد أن هدد بايدن بأنه ستكون هناك عواقب على المملكة العربية السعودية لخفض إنتاج النفط العام الماضي، ردّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مهدّداً أيضاً، وبشكل غير معلن، بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة والانتقام منها اقتصادياً، وفقاً لوثيقة استخبارات أميركية سرية حصلت عليها “واشنطن بوست”.

وفي العلن، دافعت الحكومة السعودية عن أفعالها بهدوء، معتمدة بيانات دبلوماسية، لكن في السر، هدد ولي العهد، بتغيير العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، وتكبيد واشنطن تكاليف اقتصادية كبيرة، إذا ردت على تخفيضات النفط، وفق الوثيقة.

وقال ابن سلمان، إنه لن يتعامل مع الإدارة الأميركية بعد الآن، ووعد بعواقب اقتصادية كبيرة لواشنطن.

ومضت ثمانية أشهر، من دون أن يفرض بايدن أي عقوبات على السعودية، واستمر ابن سلمان في التواصل مع كبار المسؤولين الأميركيين بشكل طبيعي، مثل: وزير الخارجية بلينكن في مدينة جدة الساحلية السعودية هذا الأسبوع.

ومن غير الواضح ما إذا كان تهديد ولي العهد قد تم نقله مباشرة إلى المسؤولين الأميركيين، أو تم اعتراضه من خلال التنصت الإلكتروني.

وقالت “واشنطن بوست”، إنّ هذا التسارع الدراماتيكي في الأحداث، وهذا التهديد، يكشفان التوتر في جوهر العلاقة القائمة منذ فترة طويلة على النفط مقابل الأمن، والتي تتغير بسرعة مع اهتمام المتزايد في الشرق الأوسط.

رد أمريكي على الوثيقة

ورداً على تسريب الوثيقة، نفى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي علمه بالتهديد السعودي، قائلاً: “لسنا على علم بمثل هذه التهديدات من قبل السعودية”.

لكن بعد اجتماعات بلينكن، بدا أن الخلافات لا تزال قائمة بخصوص طموحات المملكة العربية السعودية لإنتاج الطاقة النووية، الأمر الذي تعتبره واشنطن وغيرها أمراً خطراً.

رسالة تهديد مبطنة

بدوره، أشار وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى أنه “بينما ترحب الرياض بدعم الولايات المتحدة في بناء برنامجها النووي المدني، هناك آخرون يقدمون عطاءات”، وهو تذكير غير مباشر بأن المملكة يمكن أن تعمّق تعاونها مع الصين بشأن الطاقة النووية.

تحذير في وثيقة أخرى

وحذرت وثيقة استخباراتية أميركية ثانية، مسربة في ديسمبر الماضي، من أن المملكة العربية السعودية تخطط لتوسيع “علاقتها التجارية” مع الصين من خلال شراء طائرات بدون طيار وصواريخ باليستية وصواريخ كروز وأنظمة مراقبة جماعية من بكين.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.