الرئيسية » الهدهد » خليفة حفتر يطلق حملة عسكرية لملاحقة فصائل خرجت عن سيطرته في الجنوب

خليفة حفتر يطلق حملة عسكرية لملاحقة فصائل خرجت عن سيطرته في الجنوب

وطن- أطلقت مليشيا اللواء الليبي المتمرد خليفة حفتر، الليلة الماضية، عملية عسكرية في جنوب ليبيا قالت إنها تستهدف تعقب ما اسمتهم “المتطرفين” وطرد عصابات المرتزقة الأفارقة. حسب ادعائها.

عملية حفتر الجديدة أثارت ضجة واعتبرها  الباحث الليبي في الشأن السياسي بلقاسم كشادة محاولة من خليفة حفتر ومليشياته لاستباق أي اتهام دولي له بجلب تلك المرتزقة ونشرهم في الجنوب خصوصاً وأن غالبية تلك الفصائل خرجت عن سيطرته.

يأتي ذلك تزامناً مع حراك ونشاط إقليمي ودولي متزايد، طغى فيه الحديث على ملف مقاتلي المرتزقة والقوات الأجنبية على الملفات الأخرى، وذلك قبل أيام من انعقاد قمة برلين في نسختها الثانية، المقرر عقدها في 23 من هذا الشهر.

خليفة حفتر.. حراك في الملف الليبي

وشهد الملف الليبي خلال الأسبوع الحالي تزايدا في الحراك والنشاط الدبلوماسي فبعد أن شارك وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، في اجتماع ثلاثي ضم نظيريه الإيطالي لورينزو غويريني، والبريطاني بين والاس في جزيرة كريت الجمعة الماضية، سافر إلى طرابلس قبل أن يلتحق به وفد تركي ضم وزير الخارجية، مولود جاووش أوغلو، السبت الماضي.

ورغم مناقشة الوفد التركي مع مسؤولي الحكومة سبل تفعيل الاتفاقات الثنائية غير أن اللافت هو زيارة آكار لفرقاطة تركية تعمل قبالة السواحل الليبية ورفضه بأن تقارن القوات التركية التي جاءت بطريق شرعي بغيرها من القوات غير الشرعية، على حد وصفه.

كما حضر الملف الليبي في أجندة قمة زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الإثنين الماضي في بروكسل، التي ناقشت خارطة طريق الحلف لمواجهة التهديدات الصينية والروسية.

مقترح فرنسي لاخراج القوات الأجنبية من ليبيا

وسربت صحيفة “بوليتيكو“، مضمون خطة فرنسية ناقشها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الرئيسين الأميركي جو بايدن والتركي رجب طيب أردوغان، لإخراج المقاتلين الأجانب من ليبيا.

وفي ختام الأسبوع الجاري وصل إلى طرابلس رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، للقاء رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، قبل أن يلتقي اللواء المتقاعد خليفة حفتر في بنغازي.

وتزامن ذلك مع إعلان للخارجية الأميركية عن اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش، أكد خلاله على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بما في ذلك الانسحاب الفوري لجميع القوات الأجنبية من ليبيا.

وكل هذه اللقاءات والزيارات تعكس تنسيقاً للمواقف الإقليمية والدولية في الملف الليبي خصوصاً التقاربات الجديدة بين أنقرة وباريس وبين القاهرة والدوحة التي سيكون لها أثر إيجابي على نجاح قمة برلين، وفقاً لقراءة الباحث الليبي في الشأن السياسي بلقاسم كشادة.

ورغم أهمية كل تلك الاتصالات إلا أن كشادة يرى أن أهمها الزيارة المصرية وقبلها الزيارة التركية كون الدولتين أهم متنافسين في الملف الليبي، لافتاً إلى أن الوفدين بثقلهما السياسي والأمني يعكس لقاؤهما وجود تفاهمات وشيكة متسقة مع الموقف الدولي بشأن دعم الحل السياسي وتقويض الخيارات العسكرية.

ووفقاً لرأي كشادة، في حديثه لـ”العربي الجديد“، فإن زيارة عباس كامل لها دلالاتها المهمة فـ”علاوة على كونها تسبق قمة برلين فإن بدايتها من طرابلس تعني أن القاهرة تؤكد أنها داعمة للحل السلمي وأنها لم تعد تقف من طراف بعينه في ليبيا”.

كما لفت إلى “أن لقاء عباس بالمنفي، الذي يحمل صفة القائد الأعلى للقوات المسلحة، له دلالة أخرى على تغير موقف القاهرة من خليفة حفتر وقيادته العسكرية”.

وعن لقاء عباس بحفتر في بنغازي، رأى كشادة أن “حث عباس حفتر على تأمين الانتخابات ودعمها رسالة ضمنية تقول إن من أراد الوصول إلى السلطة فيتوجب عليه أن يمر إليها من خلال الانتخابات وليس السلاح”.

وحول الزيارة التركية لطرابلس، يوضح كشادة أن الموقف التركي لا يشكل إزعاجاً كبيراً للعواصم الغربية، قائلاً إن “انخراط أنقرة في مشاورات كثيفة مع عواصم أوروبية وإقليمية في الملف الليبي يشير إلى قبولها لرؤية دولية لملف المرتزقة الأجانب لكن المزعج بالنسبة لتلك العواصم هو الوجود الروسي في ليبيا حيث تسعى لعزلها”.

من جانبها، تصر الحكومة الليبية على ضرورة إجلاء القوات الأجنبية والمرتزقة، إذ كشفت مصادر حكومية من طرابلس النقاب عن عزم الحكومة على تقديم رؤية خاصة بها خلال قمة برلين تشدد خلالها على أن إخراج المرتزقة أهم ركائز دعم الحل السياسي في البلاد، وأن الدفع بالعملية السياسية رهين لحد الأطراف المتدخلة في الشأن الليبية من تأثيراتها على استمرار انقسام مواقف الأطراف المحلية.

ولدعم هذا التوجه أكدت المصادر، أن ليبيا ستقدم، خلال القمة، آراء خبراء اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 وخبراء أمميين بشأن استحالة تنفيذ كامل بنود الاتفاق العسكري الليبي دون إجلاء المقاتلين الأجانب من البلاد، بل وأن اجلاءهم من أهم شروط توفر بيئة مناسبة للانتخابات وقبول الأطراف الليبية بنتائجها.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.