الرئيسية » تقارير » العالم العربي يدخل بوابة 2021 بأزمات ونزاعات جديدة وهذا ما سيحدث في هذه الدول

العالم العربي يدخل بوابة 2021 بأزمات ونزاعات جديدة وهذا ما سيحدث في هذه الدول

يأمل الكثير من سكان العالم العربي إيجاد فرصاً جديدة للحياة من أجل الخروج من نفق الصراعات الطويل الذي تعيشه الدول العربية، خاصة وأن العالم العربي يدخل العام الجديد 2021 مثقلاً بأزمات وتحديات غير مسبوقة وتتوزع فيه بؤر النزاع والانقسامات.

ووفق تقرير لوكالة “الأناضول” التركية، فإن من بين أبرز الدول التي تواجه تحديات عميقة وأمنية هي ليبيا والصومال وسوريا والعراق والسودان، حيث سلط التقرير المطول الضوء على الأزمات التي تعيش بها تلك البلدان.

الحرب الليبية على الأبواب

وحسب التقرير، فإن الأطراف الليبية المجتمعة في تونس برعاية أممية اتفقت على تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية في الرابع والعشرين من الشهر المقبل؛ إلا أن عملية تشكيل مجلس رئاسي جديد مع رئيس حكومة منفصل ما زالت متعثرة، ناهيك عن الإخفاق في توحيد مجلس النواب.

وأوضح التقرير، أن المسار الدستوري لم يتم الاتفاق بشأنه، ولم يتقرر بعد عرض مسودة الدستور التي أعدتها لجنة الـ 60 المنتخبة على الاستفتاء الشعبي، أو الرجوع إلى الإعلان الدستوري أو إلى آخر دستور في عهد الملكية “1963”.

اقرأ المزيد: 2021 عام أسود على رأس ابن سلمان.. معارضة سعودية تكشف عن حملة اعتقالات ستطال هؤلاء الأمراء

وأضاف التقرير: “هذه المؤشرات لا توحي أن الانتخابات ستجرى قبل نهاية 2021، رغم اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش الحكومي ومليشيات الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، الموقع في 23 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي”.

وأشار إلى أن عودة حفتر لحشد مليشياته قرب خطوط التماس بمحافظتي سرت والجفرة، وإرسال الجيش الحكومي تعزيزات عسكرية للمنطقة، مؤشر آخر على أن الأوضاع مرشحة للانفجار، إن اختل التوازن العسكري ولم يتم تسريع الحل السياسي.

الصومال وحيداً

وحسب وكالة “الأناضول”، فإن الصومال يواجه خلال العام المقبل تحدي تنظيم الانتخابات البرلمانية التي أخفقت في إجرائها بموعدها الذي كان مقرراً في الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2020، مضيفاً: “لم تتفق الحكومة والأحزاب حول كيفية إجرائها بالشكل الذي يضمن نزاهتها، وليس هناك ما يؤكد إجراء الانتخابات العامة أيضا في فبراير/ شباط المقبل”.

وحسب التقرير، فإن قرار الإدارة الأمريكية سحب معظم جنودها من الصومال مطلع 2021 والمقدر عددهم بنحو 700 عنصر، من شأنه مضاعفة التحديات الأمنية للبلاد، خاصة وأنه القرار يتزامن مع انسحاب ثلاثة آلاف جندي إثيوبي من قوات حفظ السلام من الصومال في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إثر اندلاع حرب إقليم تيغراي.

ومن المزمع أيضا تخفيض قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي وقوامها 17 ألفا في العام المقبل، في ظل نقص التمويل الذي تقدمه الأمم المتحدة لها، وفق تقرير “الأناضول”، مؤكداً أن التهديد الأكبر للحكومة يتمثل في “حركة الشباب” التي تسيطر على نحو 20% من مساحة البلاد، خاصة في الجنوب والوسط، المقدر عددها بـ10 آلاف عنصر، وقد تستغل تقلص الدعم العسكري الخارجي للحكومة لزيادة هجماتها، وتوسعة مناطق سيطرتها، مع عرقلة تنظيم الانتخابات.

العراق

وفيما يتعلق بالعراق، فإن الصراع بين الولايات المتحدة وإيران يتصاعد منذ مقتل العالم النووي محسن فخري زادة في ديسمبر الجاري، وقبلها مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في الثالث يناير/ كانون الثاني 2020 قرب مطار بغداد، الأمر الذي من شأنه تحويل العراق إلى ساحة مواجهة بين الطرفين خلال العام المقبل.

ويشير التقرير إلى أنه في العشرين من ديسمبر الجاري، تعرضت السفارة الأمريكية في بغداد لقصف صاروخي لم يخلف ضحايا، واتهمت واشنطن إيران بالوقوف وراء الهجوم عبر أحد أذرعها في العراق، حيث شددت القيادة العسكرية الأمريكية في المنطقة أن الهجوم الصاروخي تم تنفيذه بشكل شبه مؤكد من قبل جماعة متمردة تدعمها إيران، الأمر الذي نفته طهران.

وحسب التقرير، إلى أن رحيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من البيت الأبيض في العشرين من يناير من العام المقبل، قد يخفف حدة الاحتقان مع إيران، خاصة إذا اتبع الرئيس المنتخب جو بايدن سياسة الحوار مع طهران، لحل أزمة ملفها النووي، وهذا ما قد يجعل العراقيين يتنفسون الصعداء.

وأضاف التقرير: “أما إذا انتهج بايدن سياسة تصعيدية مع طهران، أو ورّطه ترامب في حرب قبل رحيله، فالعراق سيكون أول من سيدفع ثمن هذا الصدام في 2021، وليس وحده الصراع الأمريكي الإيراني في العراق ما يؤرق حكومة بغداد، فتنظيم الدولة ما زال ينشط وسط البلاد، فضلا عن التهديد الأمني الذي يشكله تنظيم “بي كا كا” شمالي البلاد”.

سوريا وسنوات الألم

وتطرق تقرير الأناضول للأوضاع في سوريا، قائلاً: “في 2021، يكون قد مرّ على سوريا 10 سنوات منذ اندلاع ثورتها على نظام بشار الأسد، وإن تقلصت حدة القتال بسبب التفاهمات التركية الروسية، إلا أنه من المتوقع أن يشن النظام السوري هجوما بدعم روسي على معاقل المعارضة في إدلب”.

اقرأ المزيد: توقعات 2021 مخيفة وصادمة.. العرافة الكفيفة تكشف عن تنين ضخم ومحاولة اغتيال ومرض خطير

وأوضح التقرير، أن المناطق الحدودية مع تركيا التي لم تنسحب منها مليشيات قسد قد تشهد تصعيداً هي الأخرى، خاصة وأن الجيش الوطني السوري شن نهاية 2020، هجوماً عسكرياً على منطقة عين عيسى في الشمال السوري.

وأشار التقرير إلى أن السوريين يترقبون ما إذا كان بايدن سيواصل سحب القوات الأمريكية من سوريا، أم سيسعى لدعم قسد، التي ترفض فك الارتباط مع “بي كا كا”، لافتاً إلى أن النظام السوري يسعلا لتنظيم انتخابات رئاسية في 2021، لا تعترف المعارضة بشرعيتها، خاصة أنها لم تأت عبر اتفاق شامل، يضمن نزاهتها.

السودان وإثيوبيا

وسلط التقرير الضوء على معاناة السودانيين، خاصة وأن الخرطوم تواجه تحدياً حدودياً جديداً مع إثيوبيا، قد يتفاقم في 2021، رغم أن جذوره قديمة، حيث تقوم مليشيات من إقليم الأمهرة الإثيوبي المجاور من حين لآخر بالاستيلاء على الأراضي الزراعية في محافظة القضارف شرقي السودان.

وقال التقرير: “نهاية 2020، تدخل الجيش السوداني واستعاد جميع هذه الأراضي التي استولت عليها المليشيات الإثيوبية في منطقة الفشقة بالقضارف، منذ نحو 26 سنة، كما تلجأ المجموعات الإثيوبية المسلحة عادة لأسلوب حرب العصابات في مواجهة الجيش السوداني، الذي قُتل عدد من أفراده في كمين على الحدود مؤخرا، لذلك ليس من المستبعد أن تعاود هذه المليشيات هجماتها في المناطق المتنازع عليها”.

اقرأ المزيد: توقعات ماغي فرح لعام 2021 .. مفاجآت ستزيد الطين بلة وهذا ما ينتظر مصر و السعودية وإسرائيل

وحسب التقرير، فإن على الرغم من ترسيم الحدود بين إثيوبيا والسودان منذ 1902، إلا أن قبائل الأمهرة الإثيوبية ما تزال تعتبر الأراضي الزراعية على الطرف الآخر من الحدود ملكا لها، خاصة أنها تفتقر لأراضي خصبة، ما يجعل هذا الخلاف متجدداً”.

واستدرك التقرير: “لكن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أعرب عن عزم حكومته على تجفيف بؤرة الخلافات وإيقاف الاشتباكات نهائيا على المناطق الحدودية مع السودان، بعد يوم من اختتام اجتماع اللجنة السياسية حول قضايا الحدود بين البلدين”.

وأشار التقرير إلى أنه بالإضافة إلى أزمة الحدود مع إثيوبيا، فإن هناك نزاع حدودي مع دولة جنوب السودان في منطقة آبيي الغنية بالنفط، ونزاع حدودي ثالث مع مصر في مثلث حلايب المطل على البحر الأحمر.

ويختتم التقرير المطولة بالقول: “ليست هذه الدول وحدها من يدخل العام الجديد مثخنة بجراح العام المنقضي وحاملة معها آمالا لنهاية قريبة لأزماتها، فهناك دول عربية أخرى تعاني من نزاعات متفاوتة الحدة تشاركها نفس الألم والأمل”.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد..

 

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.