الرئيسية » تحرر الكلام » مكافحة الفساد أم مكافأته!

مكافحة الفساد أم مكافأته!

لعل ما حدث مع المهندسة هدى الشيشاني مدير دائرة العطاءات الحكومية  التابعة لوزارة الأشغال العامة والاسكان وذلك بعد حصولها على الحماية القانونية من هيئة النزاهة ومكافحة الفساد من أي تعسف من وزير الأشغال العامة والاسكان نتيجة الإدلاء بشهادتها أمام الهيئة والمعلومات التي كانت على قدر عالي من الأهمية وأشتملت ضمن شهادتها وأدت بالتالي الى إلغاء عطاء كانت تزيد قيمته بحوالي 40 مليون دينار أردني عن الكلفة التقديرية  الأمر الذي جنب خزينة الدولة خسارة المبلغ المذكور سابقاً مما دعى وزير الأشغال للتنسيب لمجلس الوزراء بإنهاء خدماتها وموافقة مجلس الوزراء على ذلك التنسيب يثبت لنا بما لا يدع مجالاً للشك بأن مكافحة الفساد وهم خُدعنا به وأصبح العكس هو الصحيح مكافئة الفساد والتستر على مرتكبيه وحمايتهم .

مما يضرب بعرض الحائط التصريحات التي طالما أطلقها دولة رئيس الوزراء حول سعي الحكومة الدائم لمحاربة الفساد فلم تكن تلك التصريحات إلا ذراً للرماد في العيون , إن  تصريح دولته في مقابلته الأخيرة مع التلفزيون الأردني يوم الجمعة 2017/8/18وتأكيده على أنه لم تسجل على هذه الحكومة وشخوصها أي قضية فساد وبأنه مرتاح الضمير ما هو إلا التفاف على الحقيقة الساطعة كسطوع الشمس في وضح النهار وما الشعارات التي يطلقها دولته بين الفينة والأخرى أمام وسائل الإعلام إلا شعارات جوفاء هدفها التغطية على الفشل الحكومي الذريع في معالجة كافة الأزمات التي يمر بها المواطن الأردني وتشغل باله بدءً من مشكلة الفقر والبطالة وإنتهاءً بمشكلة غلاء الأسعار والضرائب المتعددة التي أصبحت لا تعد ولا تحصى وترهق كاهل المواطن الأردني المنهك أصلاً .

أما بالنسبة لموقف هيئة النزاهة ومكافحة الفساد العاجز عن حماية الشهود ووقوفها مكتوفة الأيدي من قرارإنهاء خدمات وإقالة المهندسة هدى الشيشاني وعدم التزامها بالحماية القانونية لها بصفتها شاهدة , فذلك إنما يدل على التغول الحكومي في عمل الهيئة وإستباحتها وفقدانها إستقلاليتها نتيجة ذلك التغول والإنتهاك الذي لا يمكن تفسيره بأي شكل من الأشكال , فكان الأجدى برئيس وأعضاء الهيئة تقديم استقالاتهم تعبيراً عن رفضهم لأي تدخل بعملهم من أي طرف كان ومهما كانت صفته وذلك بسبب أستقلالية الهيئة وعدم خضوعها للحكومة وذلك حسب القانون الذي أُنشئت بموجبه هذا إذا كانوا يملكون أي وازع من ضمير !!!

ختاماً لا أريد أن أطيل عليكم اخوتي القراء فأفعال مسؤولينا هي خير دليل بأنهم عندما يضعون القوانين فإنهم هم أول من يدوسونها ولا يسعني إلا أن أقول كما قال الشاعرأحمد مطر :لا يسلم الجسد الرفيع من الأذى إن لم تنافق فماذا في النفاق إذا كذبت وأنت صادق ؟ لك مبدأ لا تبتأس كن ثابتاً لكن ..بمختلف المناطق …هذي مقالة خائف متملق , متسلق ومقالاتي : أنا لن أنافق حتى لو وضعوا بكفي المغارب والمشارق , يا دافنين رؤوسكم مثل النعام تنعموا وتنقلوا بين المبادىء كاللقالق ودعوا البطولة لي أنا حيث البطولة باطل والحق زاهق !هذا أنا أجري مع الموت السباق وإنني أدري بأن الموت سابق!

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.