الرئيسية » تحرر الكلام » أرقى نسخة للقيادة الفلسطينية

أرقى نسخة للقيادة الفلسطينية

تعقيب الدكتور صائب عريقات على تعيين ديفيد فريدمان سفيراً لأمريكا في إسرائيل يستوجب المراجعة، والقراءة السياسية، ولاسيما أن الدكتور صائب عريقات الذي يشغل منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، يعتبر أرقى نسخة للقيادة الفلسطينية، ويعتبر كبير المفاوضين، والأكثر خبرة، والأعمق تجربة، وعليه فإن العدو الإسرائيلي يتلقف كل جملة ينطق بها، ويوثق كل مقابلة له، ويبحث في أبعاد تصريحات السياسية، ويتصرف على ضوء مردوها الوطني على الساحة الفلسطينية.

فماذا قال الدكتور صائب عريقات، ولماذا يستوجب المراجعة والمحاسبة؟

قال: إن قرار ترامب بشان السفير في اسرائيل هو “مسألة تخصه، ولكن ترمب لا يستطيع تحديد عواصم الدول الأخرى، لأن الفلسطينيين يرون في القدس عاصمتهم.

ذلك التصريح المعبأ بالتحدي والإرادة، ينكسر مرة واحدة؛ حين يضيف صائب عريقات جملة: ويجب حسم هذا الموضوع من خلال المفاوضات.

هذا انكسار سياسي رخيص! فكيف تزعم أن الفلسطينيين يرون بالقدس عاصمتهم، في الوقت نفسه تؤكد أن هذا الموضوع يجب أن يحسم في المفاوضات؟ عن أي مفاوضات تتحدث؟

ويضيف دكتور عريقات: إذا قام ترامب بنقل السفارة الأمريكية الى القدس، فانه سيدمر العملية السلمية كلها!!!

فأين هي العملية السلمية التي سيخاف من تدميرها ترامب؟ ثم، ما هو الخطر الذي سيحلق بأمريكا وإسرائيل معاً إذا تم تدمير العملية السلمية؟

لقد احتقر الدكتور عريقات قضية الشعب الفلسطيني حين توجه مباشرة إلى ديفد فريدمان وترمب، ويقول لهما: إذا نقلتما السفارة، ووافقتما على ضم المستوطنات في الضفة الغربية؛ فستجران المنطقة إلى حالة من الفوضى وانعدام القانون والتطرف”.

الفوضى وانعدام القانون والتطرف!!!

فماذا يقصد الدكتور عريقات بالفوضى والتطرف ؟ هل يقصد الانتفاضة الفلسطينية؟

أم هل يقصد أن المقاومة الفلسطينية للمحتلين تعد تطرفاً وإرهاباً؟

هذا الحديث لا يخيف أمريكا ولا يرعب إسرائيل التي سترقص طرباً للفوضى والتطرف، وهي قادرة على حشد الجيوش لمحاربة الفوضى والتطرف الذي يتحدث عنهما صائب عريقات.

تصريحات الدكتور صائب عريقات، والتي ترى بالانتفاضة فوضى، وبالمقاومة للاحتلال طرفاً، هذه التصريحات تؤكد أن القيادة الفلسطينية هي مصدر النكبات للشعب الفلسطيني، وأن التخلص منها واجب وطني سيصون الأرض، ويحفظ العهد، ويربك المخطط الإسرائيلي الذي ضمن الهدوء للمستوطنين، ويسعى إلى تصفية القضية على هواه الخرافي.

إن تصرف القيادة الفلسطينية الناعم والرقيق تجاه الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان اليهودي، ليمثل السبب المباشر للانقسام والضياع السياسي، وهذا الذي يحتم على كل التنظيمات الفلسطينية والقوى السياسية والمثقفين والجماهير بأن يسعوا إلى التكتل،ـ والتوافق على آلية موحدة لمواجهة هذه الحالة من التيه السياسي الذي تعيشها القضية الفلسطينية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.