الرئيسية » الهدهد » “ويلا”: القصة خرجت للنور.. الزيارة التي ترمز إلى التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل ومصر

“ويلا”: القصة خرجت للنور.. الزيارة التي ترمز إلى التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل ومصر

 

“منذ وصول السيسي للحكم، دارت العلاقات بين القاهرة والقدس في الظلمات. زيارة وزير الخارجية المصري لإسرائيل تكشف التعاون بين البلدين، بما في ذلك الحرب على الإرهاب، وتشير إلى سعي القاهرة لوضع نفسها في وسط المسرح السياسي”.

 

هذا ما خلص إليه “آفي يسسخروف” المحلل الإسرائيلي للشئون العربية في تحليل بموقع “walla” العبري، تحت عنوان “القصة خرجت للنور..الزيارة التي ترمز إلى التحالف الإستراتيجي بين إسرائيل ومصر”، وتناول فيه دلالات زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لدولة الاحتلال الأحد 10 يوليو.

 

إلى نص المقال وفق ما نشرته مصر العربية..

خلال الثلاث سنوات الماضية منذ وصول عبد الفتاح السيسي للحكم في مصر، دارت علاقات القدس والقاهرة في الظلام. ورغم أن العلاقات كانت ممتازة وتحسنت بمرور الوقت، بالطبع على المستوى الأمني، تم الحفاظ على السرية انطلاقا من فرضية إسرائيلية بأن أي كشف عنها سوف يضر بالتعاون بين الدولتين.

 

لكن، الجانب المصري تحديدا، أو بشكل أكثر دقة الرئيس نفسه بدأ شيئا فشيئا في إخراج العلاقات بين الدولتين من التابوت. فعلى سبيل المثال، اعترف السيسي قبل بضعة شهور بأنه يتحدث من وقت إلى آخر مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هاتفيا، لكن في بقية الأوقات، استمرت العلاقات الحساسة، والمحادثات واللقاءات سرا.

 

أنهت زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس (الأحد) للقدس بشكل كبير فترة الظلام- إذ بات بالإمكان إخبار الجميع حين يزور مسئول مصري أو إسرائيلي حليفه. المصريون تحديدا هم من كانوا مستعدين بداية لإخراج “القصة” للنور، إذ توصلوا لاستنتاج مفاده أنه بالإمكان أن يقولوا علانية ما يعرفه الشرق الأوسط برمته منذ ثلاث سنوات- وهو أن مصر وإسرائيل أصبحوا شركاء إستراتيجييين يربطهم تحالف سياسي وعسكري لحماية الحدود.

 

هذا التحالف أقوى وأمتن من الماضي، ولبالغ الدهشة، وفقا لوسائل إعلام أجنبية، يتضمن شركاء آخرين، كالأردن والسعودية التي لا تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. قرار الحكومة المصرية تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسيادة السعودية، انطلاقا من موافقة الرياض على مبادئ معاهدة السلام بين إسرائيل والقاهرة، يمثل نموذجا بارزا لذلك، لكنه بالطبع ليس النموذج الوحيد.

 

بالنسبة لمصر، فإن الحرب التي تدور بشبه جزيرة سيناء ضد خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، التي تسمى أنصار بيت المقدس، حولت إسرائيل لشريك حيوي في الحرب على الإرهاب الإسلامي، مستعدا للموافقة على دخول قوات الجيش المصري لسيناء.

 

كذلك بالنسبة للدول السنية الأخرى بالمنطقة، أصبح الحرب على الإرهاب السني المتشدد مكونا رئيسيا في المصالح المشتركة مع إسرائيل. بالنسبة للسعودية يتبلور هنا اعتبار آخر- التهديد الإيراني الذي يخيم على المنطقة- وحول الرياض والقدس لأصحاب مصالح مشتركة.

 

بالطبع لا يتعلق قرار إرسال وزير الخارجية المصري للقدس بالتنسيق الأمني، الذي كان ساريا مع أو بدون زيارة رسمية هي الأولى من نوعها بعد تسع سنوات. تؤكد زيارة شكري، وربما عقد قمة بين السيسي ونتنياهو مستقبلا، رغبة مصر في العودة لوسط الخارطة السياسية وإعادة بناء المكانة التي كانت تحظى بها في المنطقة على مدى سنوات طوال. السيسي مثل الملك عبد الله بالأردن والملك سلمان بالسعودية مازالوا يعتبرون ما يحدث بالضفة الغربية وقطاع غزة عنصر تهديد من شأنه خلق عدم استقرار إقليمي.

 

من هنا تتزايد في عيون الزعماء أهمية البدء في عملية سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، أو على الأقل التظاهر بوجود عملية كهذه. بالنسبة لهم، سيضعف التفاوض بين رام الله والقدس حماس ويعزز السلطة الفلسطينية.

 

من المثير للاهتمام معرفة أن مصر والأردن ليسا فقط من تبديان عداء معينا تجاه حماس وقطاع غزة. في الأيام الماضية التحقت السعودية أيضا بالهجوم اللفظي الرسمي على التنظيم. أوضح الأمير تركي الفيصل في مؤتمر أقيم نهاية الأسبوع في باريس أن حماس والجهاد الإسلامي تحولا إلى تنظيمات تخدم إيران. سارعت حماس بالطبع لاستنكار تلك التصريحات.

 

علينا ألا نخطئ، لأنه بالنسبة لتلك الدول القضية الفلسطينية ليست بؤرة المشكلة ولا تتصدر جدول الأولويات. فهم يبحثون عن الهدوء والاستقرار لأجل إدارة الحرب على إيران وداعش، ولم يريدوا رؤية اندلاع العنف بالضفة، الذي سيضرهم للانحياز.

 

كذلك يتابع الرئيس السيسي عن كثب ما يحدث على الساحة السياسية في إسرائيل، ويتفهم التوجه المعادي السائد بين الجماهير الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. مع ذلك، فهو يؤمن بحقيقة وصدق أن بإمكانه حيال الصورة الإيجابية التي يحظى بها لدى الجماهير الإسرائيلية، إقناع الإسرائيليين بضرورة العملية السياسية مع الفلسطينيين.

 

في أحد خطاباته، توجه السيسي إلينا نحن الإسرائيليين، ويمكن التنبؤ بأنه سيفعل ذلك مجددا إذا ما عُقدت القمة بينه وبين نتنياهو. هنا يُطرح السؤال ما إن كان السيسي سيضغط لاحقا على نتنياهو لإجراء لقاء ثلاثي مع أبو مازن، لكن معقولية ذلك الآن ليست مرتفعة بسبب انعدام الفائدة في الحقيقة من قمة كهذه.

 

مع ذلك، كل شيء ممكن- قبل شهرين قال المذيع المصري الشهير إبراهيم عيسى أنه من الممكن للغاية أن نشهد في القريب زيارة نتنياهو لمصر، أو زيارة السيسي لإسرائيل وإلقاءه كلمة في الكنيست، تماما مثلما فعل الرئيس السادات في عام 1977. هل هذا سيناريو خيالي؟ لا يمكن تأكيد ذلك.

 

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.