الرئيسية » تحرر الكلام » خمس سنوات بين الحرب والمفاوضات

خمس سنوات بين الحرب والمفاوضات

خمس سنوات والشعب السوري مازال يعيش الحرب بمفاوضاتها بين لاجئ ومهجر وقتيل وجريح ومن بيته تدمر مآسي لا تعد ولا تحصى ولكل عائلة قصة محزنة تجعلك تبكي ولو كنت تحمل قلباً من الحجر
مهما كان الوصف وقدرتك على التوصيف في أوضاع الشعب السوري فإنك لن تتمكن من الوصول إلى ألآم الجروح السطحية لطفل انتشل من تحت الركام ولو انتقلنا إلى تحميل المسؤولية بهذه الأحداث لوجدنا أن الدول المتدخلة بالشأن السوري هي من تتحمل المسؤولية الكبرى بمساندتها فريق على حساب فريق أخر من مبدأ مصالح تتعدى الاقتصادية والأمنية لتكون دينية من خلال ما تشهده المنطقة من تطرف على خلفية تلك الدول كاإيران التي استعملت الشيعة العرب للتمدد بعد خطفها العراق ووضعه تحت أنياب الطائفية الفكرة التي نجحت معها لتكررها في سوريا بعد العجز السياسي العربي عن التصدي لها منذ البداية في العراق لتفرز هذه الفوضى وقلة التدبير والحيلة جماعات ومنظمات وجدت لنفسها مكاناً في ظل هذا التشتت العربي ما أدى لدخول دول أخرى من باب واسع اسمه الارهاب للوصول لاطماع ومصالح ما كانت لتحصل عليها بهذه السهولة التي وجدوا بوابتها الواسعة عبر إيران التي فتحت بوابة الطائفية على مصراعيه فأصبح الحرب على الارهاب الهدف الذي قضى على الربيع العربي وكل ربيع عربي سيولد من جديد بعد السيطرة على الربيع المصري المحاذي لإسرائيل وتربطه معها معاهدة سلام لتترك بقية الدول العربية أوراق تتلاعب بها الرياح وشعوب تنتظر الفرج تحت مسميات السلام والمفاوضات التي لن تأتي بما تشتهيه سفن الشعوب التي تمزقت بين نار الطائفية وفكر التنظيمات وأطماع دول عظمى وسياسة عربية متهالكة

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “خمس سنوات بين الحرب والمفاوضات”

  1. ما قاله الشعر المتنبي في العصر العباسي (يا أُمّةً ضَحكَتْ مِن جَهلِها الأُمَمُ) ، أستعيره لهذا العصر مع تعديل بسيط يتمثل بوضع كلمة (قهقهت) بدلاً من كلمة (ضحكت) . أوافق الأستاذ “محمد عزت خير الله” على ما قاله (أن الدول المتدخلة بالشأن السوري هي من تتحمل المسؤولية الكبرى) و لكن نحن العرب نتحمل قسطاً وافراً من المسؤولية . كيف سمحنا باستشراء القتل فيما بيننا و كيف تقبلنا تهديم بيوتنا و تهجير أهلنا بأيدينا. صحيح أن بعض القوى الدولية سخرت قوى إقليمية لتغذية الصراع و إطالة أمده ، و كان قصدها أن تجعل من سوريا درساً قاسياً لكل العرب حتى لا يفكروا بنهضة و يقبلوا بالاستسلام للهيمنة الاستعمارية الدائمة عبر القبول بنواطير الغرب (و لا أقول حكام العرب) . لكن بإمكان الجيوش أن تتمرد و بإمكان الجماعات المسلحة أن ترفض منطق قتل العربي لأخيه العربي. النواطير (أو الزعامات الرسمية) و القبضايات (أو الزعامات الثورية) من الطبيعي أن تستغل الاختلافات المذهبية لتأجيج المواقف و للتحريض على سفك الدماء ، و لكن ما يفسد عليهم اللعبة التي صاغها سادتهم هو عدم تجاوب الناس معهم.
    (كما تكونوا يولى عليكم) ، و بالتالي نحن و زعاماتنا وجهان لعملة واحدة … أرادوا منا أن نقتتل فأطعناهم ، و أرادوا منا تحويل (حلب) و (حمص) إلى (هيروشيما) و (ناغازاكي) ففعلنا ما أرادوه . إلى متى يستمر مسلسل القتل و التدمير ؟ حتى يقول الناس للزعامات من الطرفين : خلص بيكفي ، حللوا عنا أو غوروا و الأفضل أن يغوروا بفعل أبطال مثل (سليمان الحلبي).

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.