وطن – يعني أن تكون صاحب قضية تعيش بداخلك , صاحب مبدأ تقاتل لأجله , صاحب غربة داخل وطن , أن تكبر سريعا ليس بعدد السنين بل بعدد تلك الصيحات التي صرختها داخل أروقة مدارس الأنروا , وبقدر تلك المعاناة التي خضتها وأنت تجرف المياه بعيدا عن بيتك داخل أزقة المخيم , و بقدر تلك الكلمة التي رددتها في المهد \” العودة \” , يعني أن تولد صداقة منذ الولادة تسمى صداقة الغربة . سواء كنت لاجئا بامتيازات أو بدونها بجواز سفر او هوية أو بدونهما يبقى اللجوء والمخيم السمة المشتركة , يعني أن تتميز باوراق الأنروا وتدرس في مدارسها وتشرب من مائها الحار صيفا والمثلج شتاء , يعني أن تميزك كلمات الشهادة والفدائية والكوفية والعودة …
ببساطة تعني \” أن تعيش هنا أو تولد هنا والقلب يخفق عودة هناك \” وبقوة تعني \” أن تنتمي هنا وهناك \” .
الغربة_بتخلينا .. وسم يحاكي هموم اللاجئين والمغتربين العرب في مختلف أنحاء العالم
غالبا ما تتشابه المخيمات فهي ذاتها صناعة شيء واحد , فاسوارها ان وجدت متشابهة تميزها ضيق الممرات بين البيوت وبعض الكلمات المطالبة بالعودة على حائط مدارس وعيادات الأنروا , في الطرقات تجد بعضا من الحجارة أستخدمت بالأمس من اطفال يلعبون كرة القدم كعارضتي مرمى وبعض من بقايا العصي ألقى بها الصبيان بعد لعبة السيوف الخشبية إنه الغربة عن الوطن , وأي وطن …
كما قال غسان كنفاني في روايته عائد الى حيفا عن الوطن هو أن لايحدث كل هذا , أن لا تكون لاجئا .
\”أتعرفين ما هو الوطن يا صفية ؟ الوطن هو ان لا يحدث هذا كله …\”
الوطن أن لا تكون لاجئا , أن لا تعشق شيئا لم تطأ قدماك ترابه , أن لا تستنشق من هوائه , وان لا تدفن في ترابه , ان لا تقطن مخيما وأن لاتدرس بمدارس الانروا … هذا هو الوطن
وإن كان عكس ذلك فهو الوطن السليب في قلب كل لاجيء .
67 عاما ومازال الوطن السليب يعيش فينا , والعودة اليه أقرب .