الرئيسية » أرشيف - ثقافة » خاب ظني

خاب ظني

 
 
يا خيبة امل الواقفين بباب عزابات الهجران و اصابع الاقدار تتربص وجهتهم بمسيرة زمن النسيان، اياديهم تحمل رايات اخوة مرددين مطالب آمال ألفة و خلفهم أشقة بالجهل يقلبهم قيد غرور مشاعرهم وقد تفسختْ إرادتهم بغباوة سياسات تقوقع، و خزلان احزاب اخرستها مقررات حكومات بميادين هزائم و خسران.
يا حسرة الندمِ لأجيال اشترت شرف الاعراض صوناً للدم لترتمي في ظلمة سجون العدم، حاكمها ملك على الفقراء تتوج ثمنا لدمع الاسى و استعلى على المصائر بالجهل و المرض، يورث شعبه ذل الفقر مجبولاً بمعايب الأنسال و النسب، و لو من سؤ غل فاقة العيش تذمروا، أوقدت عليهم نار الحرب لتباع احفادهم عبيداً بدينار قرضة حرساً لحصون ملوك و قصور شيوخ فهذا عبد الله لنا و هناك لكم مولانا الحسن.
و يا عار مجامع أشداء قبائل العرب من قمم غرقت في برك الدم، هنا ضواحي بيروت عطشى و عمان تتضور بلا شبع، و يا ويح أحزاباً تعرتْ ما لها خشية و لا خجل، غرزت سنان خناجرها بظهر بغداد عميقاً بالألم ،و بالقطيعة جلست على صدر القاهرة نكاية تشفٍ بجارتها اليمن، و اثقلت بالامبالاة حدود ضرتها السودان بمتاعب مخاض انين الانفصال و هول البتر عقوداً محفوفة بالردى و المحن.
يا خسارة تفاؤل عصور الحكمة، للجهل احبارها أضاءت أمام عين الشمس احقاب الغباوة ببرافير الشماتة مهمهمة تراتيل المحبة و قساوستها مغنية دندنة الوئام، و من على منابر التواطؤ عمائم زور تنادي للوداد، راصة الصفوف بمساجد ضرار مواكبة رياح عواصف الطائفية تتلفتُ سافرة بخطايا الكفر مع الظالمين،و بحمرة الأحداقّ تعاتب الأجيال حنقاً بالدماء، تتحلف شعوبها حومة حروب الفناء، و تتوعدهم بلظى نار جهنم لدار البقاء، مطبلة مزمرة لبقاء ازدهار مصالح الغزاة الطامعين متحايلةٌ بالسناء لطول عمر الطغاة الماكرين.
يا خيبة عظمة سكينة أيام الزمان التي جمعت براحاتْ الإيمان حبيبات رمل صحاريّ العمر لتبني بالمشقة عجائب امجاد الغابرين و بأجنحة كرم و عطاء حملتْ من حصباء الف الف وادٍ غرائب الهام الأجيال، و في كلية بحر الوجود ابحرت مجدفة لجاج فكر الكيان لترسم من ندى الدنيا نوادر احلام سكينة تتموج أماني نسيمات ًهُدى للحضارات ابدياً عطرها بالحياة يختلج مع أنفاس صدر هذا الذمانِ.
علي خليل حايك 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.