الرئيسية » أرشيف - ثقافة » المرأة والتهميش والثورة معادلة يحاول فيلم “صوت المرأة.. صوت الثورة” أن يحلها

المرأة والتهميش والثورة معادلة يحاول فيلم “صوت المرأة.. صوت الثورة” أن يحلها

الأمم لا تقوم بالثورات إلا من أجل تغيير طريقة حياتها تلك التي ترى أنها  تتسم باللاعدالة واللامساواة فالثورة تغيير جذري في الوضع السياسي والإقتصادي والإجتماعي للأمم تغيير في بنية العقل الجمعي وثقافة الشعوب فالقانون والأنظمة وحدها غير قادرة على أن تحدث أي تطور يذكر إن لم يغير الإنسان من قناعاته الشخصية والطريقة التي ينظر بها إلى الأمور أولاً .

 

دور المرأة في تقدم وتطور البشرية لا يقل أبداً عن دور الرجل إلا انها لا تأخذ حقها كما يأخذه الرجال نظراً لما عانته ولازالت تعانيه في عالم ينظر إليها بعين اللاعدالة والدونية الأمر الذي يترتب عليه أن تظل سجينةً في حيز ضيق يُفرض عليها جراء التهميش والعنصرية والقهر خاصةً في مجتمعاتنا الشرقية التي تفرض هذا الإطار عليها بأسم الدين والأعراف والتقاليد والدين منه براء .

 

كان أذن ولازال للمرأة المصرية دور كبير في تقدم وتطور هذه الأرض بل ومن أجل ان تنال إستقلالها وحريتها وان يحيا أهلها حياة كريمة وهذا ما أراد فيلم ” صوت المرأة.. صوت الثورة “الذي أنتجه  المجلس القومي للمرأة أن يقدمه في صورة موجزة وواضحة من أجل تعريف او تذكير من نسي او تناسى دورها في تاريخنا الحديث بما قدمته من تضحيات وإنجازات ساهمة بدور أساسي في تطور وبناء وإستقلال هذه الأمة فمن يستطيع أن ينسى الأميرة “فاطمة إسماعيل” التي أوقفت 674 فدان هذا بالإضافة إلى مجوهراتها من أجل بناء الجامعة المصرية تلك التي كانت سبباً رئيسياً وقوياً في تطور حركة التنوير المصرية على يد خريجيها من العلماء والمفكرين والأدباء في مطلع ووسط القرن العشرين  من يستطيع أن ينسى ام المصريين “صفية زغلول”أو هدى شعراوي تلك المرأة التي ناضلة من أجل تحرر المرأة لتصبح بحق رائدة الحركة النسوية في مصر من يستطيع أن ينسى “شفيقة محمد” التي تعد أول من سقط شهيداً وقدم دمه قرباناً من أجل أن تنال هذه الأرض حريتها قبل ان يرويها الرجال في ثورة 1919 من يستطيع أن  ينسى.. أو ينسى.. . الفيلم إذاً حاول أن يصدم المجتمع بجهله بعرضه لدور المرأة المهم والجذري في تاريخنا الحديث مروراً بثورة 1952 وحتى الموجة الثالثة من ثورة الخامس والعشرين من يناير في 30 يونيو ليفيق المجتمع من نعاسه لكي يعطي المرأة ولو جزء ضئيل من حقوقها كما تعطي هي ولازالت واجباتها .

 

الفيلم مدته خمس دقائق وأعتمد بشكل أساسي على كل ما هو توثيقي من صور فوتوغرافية ومقاطع حية تبرز نضال المرأة في المائة عام الماضية كما كان للموسيقى والأغاني الوطنية دور كبير في إبراز الفكرة والشعور بالحميمية والإنتماء داخل الفيلم هذا بالإضافة إلى المقاطع الكتابية القصيرة التي وضع بعضها  مع صور النساء اللائي كان لهن دور كبير في تاريخنا الحديث من أجل التعريف بشخصياتهن والدور الذي إستطعن ان يلعبوه من أجل تحرر وتقدم المجتمع بشكل واضح ومباشر وغير مخل وربما كان لهذه المقاطع مع الموسيقى وبعض المشاهد من الأفلام المرتبطة بالموضوع بالطبع دور كبير في إبراز الفكرة بهذا الشكل في مدة قصيرة مع التخل بشكل شبه كامل عن الكلمات المنطوقة .

 

ربما نظن أننا لا يمكن أن نوصف بالعنصرية إلا أن هذه النظرة في حاجة إلى مراجعة وتدقيق في حاجة إلى أن ننظر في المرايا بعين قادرة على رؤية عيبوبنا لكي نستطيع أن نلمس الحقيقة بوضوح وأن لا نخدع أنفسنا بأنفسنا وربما نحن الآن في حاجة أكثر من ذي قبل إلى ثورة إجتماعية قادرة على تغيير بنية الوعي الجمعي لهذه الأمة فالثورات الحقيقية في تاريخ البشرية هي التي سبقها أو تلاها ثورة في البنية الثقافية للمجتمعات فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ولن يتغير حال هذه الأمة إلا بتصحيح أفكارها ومفاهيمها قبل أي شيء آخر .

 

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.