بعد تشكيك إسرائيل وصهاينة العرب بالأعداد.. كيف يتم إحصاء الشهداء في غزة؟
وطن – رغم شهادة كبرى المنظمات الإنسانية في العالم على دقة أرقام ضحايا المجازر الإسرائيلية وتوثيقها بالإسم والفيديوهات والوقائع تُصر إسرائيل على إثارة الشكوك بخصوص هذه القضية الأخلاقية، وعن كيفية إحصاء الشهداء في غزة بظل ظروف الحرب لمحاولة التنصل من مسؤوليتها المباشرة عن هذه المجازر.
وليس الاحتلال وحده أو بعض الأنظمة الغربية هم فقط من يشككون بأرقام الشهداء في غزة، بل تخطى الأمر إلى بعض صهاينة العرب في الدول العربية ودول الخليج الذين يروجون للرواية الإسرائيلية.
وسلطت قناة “الجزيرة” في تقرير لها الضوء على هذه القضية وكيفية توثيق الضحايا في الحرب والحصار، والذي يعد قضية معقدة ولا سيما مع انقطاع التواصل أحيانا بين المستشفيات.
https://twitter.com/AJA_Palestine/status/1731722850757640671?s=20
توثيق أعداد الشهداء يخضع لآلية معقدة
ويخضع التوثيق لآلية معقدة تبدأ من نقل الضحايا إلى المستشفى، ثم يتولى متخصصون توثيق بيانات الضحية بالكامل، بما يتضمن الإسم الثلاثي ورقم الهوية، وحالة الإصابة، وسبب الاستشهاد وتوقيته.
وبعد تسجيل الضحايا ترسل البيانات إلى نظام إلكتروني، ومن حلاله يعلن المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة تحديثات الأرقام. وإذا انقطع التواصل مؤقتا مع بعض المستشفيات بسبب الحرب تحاول الوزارة التواصل مع إداراتها بطرق أخرى لتأكيد الأعداد.
ويؤكد مسؤولون في غزة أن العدد الحقيقي للضحايا قد يكون أعلى من المعلن لأن آلية التوثيق تشمل تسجيل بيانات الشهيد كاملة، وهذا يعني عدم تسجيل الشهداء الذين يدفنون على الفور، دون نقلهم للمستشفى أو الذين لا يعثر على جثثهم لأسباب متعددة.
وأشار د. غسان أبو ستة أحد الأطباء المتخصصين بتوثيق الشهداء إلى أن “معظم الوفيات تحدث في المنزل والأشخاص الذين لم نتمكن من التعرف عليهم لم نسجلهم”.
وتابع التقرير أن آلية التوثيق الحالية تحظى بتأييد الأمم المتحدة و”هيومان رايتس وتش” بعد أن دققتها شركات دولية متخصصة بتتبع الضحايا وقياسا بإحصائيات الحروب السابقة التي ثبتت صحتها.
لكن الآلية واجهت انتقادات من الرئيس الأمريكي “جو بايدن” الذي دعا في بداية الحرب إلى “عدم تصديق الأرقام الصادرة من الفلسطينيين” دون أن يقدم دليلا واحدا للصحفيين على أسباب تشكيكه في الأرقام.
وردت وزارة الصحة في غزة في اليوم التالي بإصدار قائمة طويلة تضم بيانات ستة آلاف شهيد سقطوا حتى يوم تصريح بايدن.
المفارقة أن إدارة البيت الأبيض أدلت لاحقا بتصريحات تناقض تصريحات بايدن، وأكدت المسؤولة بالخارجية “باربرا ليف” أن أعداد الضحايا في غزة أعلى من المعلن ومن الممكن أن تكون أعلى مما يستشهد به.