وطن- نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، مشاعر الأسى والإحباط التي تعيشها عائلة المجندة (لينا بن نون) التي قُتلت على يد الجندي المصري، محمد صلاح، فجر السبت الماضي، في عملية فدائية بطولية ارتقى على إثرها شهيداً بعد تصفيته الجندية المذكورة وزميلين آخرين لها.
غضب من الجيش الإسرائيلي
هاجم والد المجندة، لينا بن نون، جيش الاحتلال الإسرائيلي حسب ما نقلت الصحيفة الناطقة بالإنجليزية: “يجب عدم السماح للجنود بالحراسة في مكان كهذا لمدة 12 ساعة”.
وأوضحت “يديعوت أحرونوت“، أنه في الوقت الذي تجمّع فيه عدد كبير من أصدقاء المجندة في منزلها لتقديم واجب العزاء والوقوف بجانب أسرتها للمأساة التي حلّت بهم، كانت هناك انتقادات للجيش في سريرتهم، لكنهم طلبوا بشكل أساسي الانتظار حتى نهاية الأيام السبعة من العزاء.
وتمت تصفية المجندة ليا بالرصاص خلال مواجهة طويلة مع الجندي المصري، محمد صلاح الذي ارتقى شهيداً، في منطقة جبلية منعزلة بجبل حريف بالنقب على الحدود المصرية مع الجندي الإسرائيلي “ثأوري يتسحاق إيلوز”، الذي كان معها خلال فترة خدمة الحراسة بمفردهما في مكان خالٍ تماماً، حسب الصحيفة.
وقتل محمد صلاح كذلك جندياً ثالثاً هو “أوهاد دهان”، خلال تبادله إطلاق النار معهم في المنطقة المذكورة، فجر السبت الماضي.
الإعلام العبري يشير إلى “إيحاءات جنسية”
نقلت يديعوت أحرونوت عن أفراد عائلة ليا بن نون، قولهم إنهم يحترمون الجيش الإسرائيلي ويودون سماع نتائج التحقيق في “عملية حريف”، وأعربوا عن أملهم في ألا تكون هناك محاولة للتستر عما حدث.
وقالت الصحيفة العبرية: إن “جنوداً من أصدقاء ليا جاؤوا لتعزية والديها وحثّهما بالاستمرار في البقاء أقوياء”، وقال الأب: “ليا أرادت بشدة أن تصبح ضابطة، كانت تريد أن يكون لها مهنة عسكرية دائمة، وهي لم تكن تعرف الفشل أبداً وكانت تأخذ كل فشل بجدية، وتعمل عليه حتى تنجح”.
وأشارت إلى أن “الأب تألم بشدة من الإيحاءات الجنسية التي ألقاها مراسلو القناة 14 في الهواء خلال بثها لتغطية الحادث، فيما يتعلق بحراسة جندي وجندية بمفردهما في كشك منعزل لمدة 12 ساعة”.
وأثارت التلميحات الجنسية غضب عائلة بن نون، لكن أفراد الأسرة حاولوا التعامل مع حزنهم على ليا، ومع مئات الأشخاص الذين جاؤوا لتهدئتهم، حسب الصحيفة العبرية.
وأفادت شقيقة ليا الكبرى أوفير: “سمعنا أن شخصاً ما على القناة 14 سأل كيف وضعوا فتاة وصبياً في نفس المنطقة بمفردهما.. عار على من قال ذلك”.
وكان تحقيق للجيش الإسرائيلي، نقلته وسائل إعلام محلية، أفاد بأن الجندي المصري “محمد صلاح” دخل من “معبر خاص” وسار نحو 5 كيلومترات مسلحًا ببندقية كلاشينكوف قديمة وصولًا إلى المعبر، وكان بحوزته 6 مخازن ذخيرة وسكاكين كوماندوز ومصحف، وقطّع الأصفاد الموضوعة على المعبر بسكين.
أما بيان المتحدث العسكري للجيش المصري، فقد أفاد بمقتل جندي مصري أثناء “مطاردة مهربي مخدرات” على الحدود مع إسرائيل، وأوضح البيان أنه ي أثناء المطاردة اخترق الجندي حاجز التأمين الحدودي فوقع تبادل لإطلاق النار “مما أدى إلى مقتل 3 من عناصر قوة التأمين الإسرائيلية وإصابة آخرَين، بالإضافة إلى مقتل فرد التأمين المصري”.