الرئيسية » تقارير » يسير من أسفار فضائح كأس العالم في العالم “المتحضر”.. حتى مجسم كأس العالم سرق في لندن عام ١٩٦٦!

يسير من أسفار فضائح كأس العالم في العالم “المتحضر”.. حتى مجسم كأس العالم سرق في لندن عام ١٩٦٦!

وطن- قبل انطلاق مباريات كأس العالم في قطر، قام شاب عربي بتجربة اجتماعية لطيفة مصورة في قطر، أثبت فيها للغربيين الذين أنهكهم الإعلام الغربي العنصري بأكاذيبه، مدى حرص العربي والمسلم على الأمانة.

قد لا يعلم هذا الشاب الذي أجرى التجربة، أن مجسم كأس العالم الذي استعارته بريطانيا من البرازيل حين أقامت كأس العالم على أراضيها عام ١٩٦٦، قد سُرق في لندن، ومن معرض وسطها بتاريخ ٢٠ مارس ١٩٦٦، قبل بدء مبارايات كأس العالم فيها، حينها أصيبت البرازيل (مالكة الكأس) بالذهول، ووصفت هذه السرقة بالهمجية المقززة بالغة التدنيس، التي لا يمكن أن تحدث على أراضيها ولا من قبل شعبها المحب لكرة القدم. وكان هذا الوصف بمثابة صفعة على وجه بريطانيا، من النوع الذي يعمي البصر، لكنها تمكّنت في النهاية من استعادته بعد أسبوع من سرقته، لكنها لم تعرف سارقيه.

ولكنّ الأعجب أيضاً، أنه سرق في البرازيل نفسها عام ١٩٨٣، ولم يضبط السارق ولا حتى الكأس حتى يومنا هذا، وكأنه انتقام بريطاني من البرازيل، التي أهانت بريطانيا عام ١٩٦٦ بعد سرقة الكأس فيها!.

كأس العالم بعد استعادته من السرقة حيث عثر عليه ملفوفا بورق صحف عام ١٩٦٦
كأس العالم بعد استعادته من السرقة حيث عثر عليه ملفوفا بورق صحف عام ١٩٦٦

واصطدمت بريطانيا في نفس الفعالية التي أقيمت على أراضيها بتأهل كوريا الشمالية لكأس العالم تلك السنة، وكانت ورطة الإنجليز أنهم لا يعترفون بها، فكيف ستلتقط صور تذكارية للملكة مع فريقهم اذا ما صعدوا للنهائي، كيف سترتفع أعلامهم في سماء لندن، كيف سيعزف سلامهم الوطني قبل بدء كل مباراة، كل هذا لم يحدث بخساسة بريطانية فاضحة.

فلم ترفع أعلامها، ولم يعزف سلامهم الوطني، فقد ألغت بريطانيا عزف السلام الوطني لكل مباريات الفرق؛ ما عدا المباراة الافتتاحية والمباراة النهائية، بسبب كوريا الشمالية، والتي يبدو أنهم ضمنوا أن لا تصل لها كوريا الشمالية.

في عام ١٩٩٣، وحين كان الحكم الدولي السوفييتي (آنذاك) توفيق بخارموف على فراش الموت، سأله صديقه أن يفكّ لغز الهدف الباطل الذي أقرّه ومنح الفوز لبريطانيا ضد ألمانيا الغربية عام ١٩٦٦، وطال الحديث عنه، فأجاب بخارموف بكلمة واحدة: “ستالينغراد”، يعني أنه انتقم لدماء ٧٥ ألف إنسان قتلتهم ألمانيا النازية حين اجتاحت ستالينغراد عام ١٩٤٢.

الهدف الباطل الذي منح لبريطانيا على حساب المانيا الغربية عام ١٩٦٦
الهدف الباطل الذي منح لبريطانيا على حساب المانيا الغربية عام ١٩٦٦

وفي عام ١٩٧٠، قامت بريطانيا بحملة علنية وسرية كي لا تلعب روديسيا (زيمباوي فيما بعد) في كأس العالم رغم تاهلها، وذلك لأنها استقلّت عن بريطانيا دون رغبتها، لكن الفيفا استهجنت الموقف البريطاني، وأوقفت الإنجليز عند حدّهم، ولكن رغم إفريقيتها وضعوها في المجموعة الآسيوية.

الوثيقة: جزء من المخطط البريطاني لإيقاف مشاركة روديسيا في كأس العالم (FCO 36/326)
الوثيقة: جزء من المخطط البريطاني لإيقاف مشاركة روديسيا في كأس العالم (FCO 36/326)

في عام ١٩٨٢، تم -بدفعٍ من بريطانيا- التلاعب في القرعة في كأس العالم المقام في إسبانيا، بحيث لا تتواجه بريطانيا مع الأرجنتين في المباريات الأولية، بسبب الحرب البريطانية الأرجنتينية، حين احتلت بريطانيا جزر فوكلاند منها مجدداً.

المباراة التي أشعلت حرباً بين دولتين وقضت على ٤ آلاف قتيل و١٥ ألف جريح وتشريد عشرات الآلاف ١٩٦٩م!

وفي عام ٢٠٠٢، عندما أقيم كأس العالم في اليابان وكوريا الجنوبية، تمت محاولات عديدة وبمختلف الطرق غير الأخلاقية وعلى حساب الرياضة، من أجل حصول الدولة المشاركة في الاستضافة، كوريا الجنوبية، على موقع متقدّم في تصفيات كأس العالم، وهي تجاوزات اعترفت فيها الفيفا فيما بعد، كما حدث الاختلاف ما بين الدولتين المستضيفتين: اليابان، وكوريا الجنوبية، وهي الخلافات التي أدّت إلى أن تلغي الفيفا فيما بعد قاعدة الاشتراك ما بين الدول في استضافة كأس العالم.

وفي كل الأحوال، لم يكن دعم كوريا الجنوبية غير الأخلاقي حكراً عليها، فقد حدثت هذه التجاوزات في دعم الدول المستضيفة على حساب الرياضة، في إيطاليا عام ١٩٣٤، وفي بريطانيا عام ١٩٦٦، وفي الأرجنتين عام ١٩٧٨.

في عام ١٩٦٢، عندما أقيم كأس العالم في تشيلي، جرت حرب حقيقية ما بين الفريق التشيلي والفريق الإيطالي، وهي التي تسمى بمعركة سانتياغو (١٩٦٢)، وهي المعركة التي تسبّبت فيها الصحافة الإيطالية حين هاجمت تشيلي بشدة في تنظيمها للبطولة، وذكرت أنها لا تستحق تنظيم البطولة، بسبب فقرها وجهلها وجشع تجارها وتخلّف شعبها، مما أثار غضب التشيليين، لتتحول المعركة ضد الفريق الإيطالي على أراضيها، وهي المباراة التي اعتُبرت أسوأ مباراة في تاريخ كرة القدم، ومع ذلك تمت وحُسبت نتيجتها بفوز تشيلي.

وفي عام ٢٠١٣، قامت البرازيل استعداداً لبدء فعاليات كأس العالم على أراضيها، بعمليات واسعة للشرطة لـ”تنظيف” الشوارع، فقضت على مئات الأطفال والمشردين ومتعاطي المخدرات في الشوارع، منهم من أحرقتهم أحياءً في أثناء نومهم، كل هذا لتبدو نظيفة وآمنة أمام الزوار القادمين من أنحاء العالم لمشاهدة مباريات كأس العالم.

وفيما سبق، كنت قد كتبت عما جرى في الأرجنتين في كأس العالم عام ١٩٧٨، وما حدث أيضاً بين السلفادور وهندوراس، بسبب تصفيات كأس العالم، فمن يريد الرجوع لهما فليطلع على أرشيف مقالاتي السابقة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.