الرئيسية » تقارير » المباراة التي أشعلت حرباً بين دولتين وقضت على ٤ آلاف قتيل و١٥ ألف جريح وتشريد عشرات الآلاف ١٩٦٩م!

المباراة التي أشعلت حرباً بين دولتين وقضت على ٤ آلاف قتيل و١٥ ألف جريح وتشريد عشرات الآلاف ١٩٦٩م!

وطن– لم يكن يدور بخلَد الفيفا أو حتى مَن اخترعوا كرة القدم، أنّ حرباً استمرت لمدة أربعة أيام بسبب مباراة، وحتماً لم تكن المباراة سوى القشة التي قصمت ظهر البعير، فالخلافات ما بين السلفادور وهندوراس كانت اقتصادية بالدرجة الأولى، بعدها تأتي قضايا الهجرة والحدود.
 فمئات الآلاف من السلفادوريين يقيمون في هندوراس، والذي تمكّن العديد منهم من السيطرة على الأراضي الزراعية، مما أجبر هندوراس على نزعها منهم بالقوة فيما بعد.
نتج عن ذلك حالة عداء ما بين الهندوراسيين والسلفادوريين، حتى أنّ شعار (احمل عصاك واقتل سلفادورياً) صار من الشعارات الطاغية في هندوراس.
ولكن كأس العالم في المكسيك عام ١٩٧٠ والتصفيات التي سبقته، أشعلت النيران ما بين البلدين.
أول مباراة كانت بين البلدين جرت في ٨ يونيو ١٩٦٩ في هندوراس، وانتهت دون أي أشكال، فهندوراس هي مَن فازت.
أما المباراة الثانية، فجرت في السلفادور في ١٥ يونيو، لكنّ الجماهير السلفادورية اعتدت برمي علب الصفيح على نوافذ اللاعبين في فندقهم طوال الليل كي لا يرتاحوا، كما استهزأ الجمهور السلفادوري بالنشيد الوطني الهندوراسي قبل المباراة وفازت السلفادور، ولكن هذا لم يمنع السلفادوريين من الشغب والاعتداء على الجماهير الهندوراسية، ولكن هذا الفوز آثار الشغب في هندوراس الدولة الجارة، فنهبت محلات السلفادوريين وأحرقت السيارات التي تحمل الأرقام السلفادورية.
ووصلت الحرب الدعائية الى أعلى الدرجات في وسائل إعلام البلدين، تخلّلتها احتجاجات ما بين قادة البلدين، وتمت مقاطعة جميع المنتجات السلفادورية وطرد ما لا يقل عن عشرة آلاف سلفادوري من هندوراس، بعد أن تمّ اعتقالهم في ملاعب كرة القدم.
في ٢٦ يونيو من عام ١٩٦٩، أقيمت المباراة الثالثة ما بينهما في مكسيكو سيتي، بعد أن رفضت كوستريكا وغواتيمالا استضافتها؛ خوفاً من أن يستمر هذا الجنون على أراضيهما، ويبدو أنهما كانتا على حق، فقد اضطُرّت المكسيك لإدخال ١٧٠٠ رجل أمن بين الجمهور، من أجل السيطرة على الوضع.
 وليت هذه المباراة ما أقيمت أبداً، فقد فازت السلفادور ٣ -٢ في آخر دقيقة من الوقت الضائع، فكان هدف الدم.
 وتاهلت السلفادور لكأس العالم، وفي نفس اليوم قطعت علاقتها الدبلوماسية مع هندوراس، بعد أن اتهمتها هندوراس بتقديم رشوة للحكم. ثم بدأت التحركات العسكرية بينهما نحو الحدود.
 وبدأت إذاعة هندوراس توجّه نداءات للشعب الهندوراسي، تستنهضه بسبب خسارة المباراة، وتطلب منه حمل المناجل وما يقع تحت أيديهم، واللحاق بجيش البلاد من أجل الانتقام.
 أصدرت الفيفا بياناً تطلب فيه ضبط النفس، ولكن بعد فوات الأوان.
من تقرير للمخابرات الأمريكية عام ١٩٦٩ يتحدث عن نداء اذاعة هندوراس للشعب الهندوراسي بحمل مناجلهم وما يتمكنوا منه والالتحاق بالجبهة
من تقرير للمخابرات الأمريكية عام ١٩٦٩ يتحدث عن نداء اذاعة هندوراس للشعب الهندوراسي بحمل مناجلهم وما يتمكنوا منه والالتحاق بالجبهة
قصفت القوات الجوية السلفادورية سبعَ مدن في هندوراس، وتقدّمت قواتها العسكرية داخل هندوراس، وردّت هندوراس بالمثل بقصف أهداف عسكرية داخل السلفادور، من بينها منشآت نفطية وقاعدة عسكرية، حتى تمكّنت كلٌّ كوستريكا وغواتيمالا ونيكاراغوا، من الوساطة بينهما لوقف إطلاق النار، لتنتهيَ الحرب التي استمرت أربعة أيام. قتل في الحرب ما بين ٣٠٠٠ و٤٠٠٠ قتيل، وجُرح ١٥ ألفاً، وتم ترحيل ما يقرب من ٦٠ ألف سلفادوري من هندوراس إلى السلفادور.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.