الرئيسية » تقارير » لماذا لم تقصف المقاومة في غزة المستوطنات ردا على ما جرى في القدس؟

لماذا لم تقصف المقاومة في غزة المستوطنات ردا على ما جرى في القدس؟

وطن- بالرغم من أن كل أنظار العالم توجهت يوم الأحد إلى مدينة القدس المحتلة، وتطورات مسيرة ورقصة الأعلام الإسرائيلية في المدينة، إلا أن تهديدات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، جعلت الترقب سيد الموقف برد فعل المقاومة على ما جرى في القدس.

فلماذا لم ترد المقاومة في غزة وتتدخل لتوقيف تدخلات الاحتلال في القدس؟

“خطط استراتيجية”

حملنا هذا السؤال إلى المختص بالشأن الإسرائيلي عامر خليل، الذي أجاب إنه ليس المطلوب من المقاومة الفلسطينية أن ترد على كل حدث في فلسطين، وليس المطلوب منها تقوم بردود فعل على انتهاكات الاحتلال، لأن الأهمية الاستراتيجية لها أن تحدد هي ساعة بداية المعركة.

وأكد خليل في حديثه لـ وطن أن المقاومة لها حساباتها الدقيقة، وردها يجب أن يكون متوازنا بالشكل المطلوب، فلا يمكن لها بعد أن كانت هناك ردود فعل قوية من الفلسطينيين في القدس والضفة والـ 48، ومع توجه الأنظار إلى القدس، أن تغير مسار الاهتمام إلى قطاع غزة.

ويعتقد خليل أنه ليس من الحكمة السياسية  وحتى العسكرية أن تبادر في رد فعل على معركة وتغير جغرافيتها من القدس إلى غزة، وخاصة أن باقي المناطق في فلسطين تحركت، وكان الفلسطينيون يشعرون يوم الأحد أنهم محميون بالمقاومة.

مسيرة الإعلام “لن تُغتفر” .. المقاومة توصل رسالة “قوية” للمصريين فما القادِم!؟

حكمة سياسية وعسكرية

ويرى خليل أن مقاومة قطاع غزة استطاعت أن تراكم قوتها العسكرية بشكل لافت، ولكنها لم تصل إلى قوة الاحتلال الإسرائيلي، ولا يمكن مقارنة القوتين، وبمجرد أن يكون هناك حساب من قبل الاحتلال لهذه المقاومة الفلسطينية فإنه أمر هام للغاية يجب استخدامه بالشكل الصحيح.

كما أن من الحكمة السياسية أن لا يتم لفت الأنظار من الجرحى والمعتقلين في القدس والضفة، إلى معركة تدمير في قطاع غزة، وفق خليل، الذي قال: إن الأيام دول وأن الأسابيع والأشهر المقبلة سيكون فيها كلمة للمقاومة بكل تأكيد.

وعلى الصعيد العسكري، وفق خليل، كان هناك انتشار واسع لطائرات الاستطلاع الاسرائيلية في سماء غزة، مع تنفيذ الاحتلال لمناورة “مركبات النار”، والتي سخر فيها كل قوته لهجوم على غزة، لذا لا يمكن أن تقوم المقاومة برد فعل والاحتلال في قمة استنفاره العسكري.

معادلة ردع

والاهم من هذا كله، حسب خليل، أن هناك معادلة ردع استطاعت المقاومة فرضها، فمجرد أن الاحتلال يرسل رسائل عبر الوسطاء إلى المقاومة، فإنه يعترف بها وبقوة تأثيرها لذلك هو يخشاها، ويخشى ردة فعلها.

وكان من المهم يوم الأحد أن يبقى التركيز على مدينة القدس وما حصل فيها، خاصة أن المستوطنين رفعوا أعلامهم، ولكن وهم خائفون، وتحت حراسة مشددة.

ويتسائل خليل: كيف لنا أن نراقب دولة يرفع مستوطنوها علمهم تحت حراسة أكثر من 4 آلاف عنصر أمني، في مقابل شعب فلسطيني أعزل استطاع فرض علمه هو الآخر في المدينة؟.

وهذا يثبت أن الحق للفلسطينيين وأنهم هم أصحاب الأرض، وهم ليسوا خائفين والمستوطن المحمي بكل هذه الترسانة العسكرية هو الخائف، لأن الاحصائيات أيضا تشير إلى أن 39% من سكان القدس هم من الفلسطينيين، وخلال عقد أو اثنين سيشكلون ما نسبته 50% من سكان القدس، أي أن المستقبل لهم، ولكل فلسطيني في أرضه.

مسيرة الأعلام .. بؤرة توتر ومعركة “سيادة” على القدس

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.