الرئيسية » تقارير » ماذا ستفعل روسيا بمجرد اكتمال احتلالها لأوكرانيا بأكملها؟

ماذا ستفعل روسيا بمجرد اكتمال احتلالها لأوكرانيا بأكملها؟

وطن – قد تستمر الحرب في أوكرانيا لأشهر وحتى سنوات. على الأقل هذا ما تعتقده الحكومتان الفرنسية والبريطانية، بحسب صحيفة “إل ديباتي” الإسبانية.

في هذا السياق، أشار رئيس الأركان العامة للجيش الفرنسي، الجنرال تيري بوركار. إلى أن الأمر قد يستغرق أسابيع أو حتى أشهر قبل أن ينتهي الأمر بـاستخدام “المدرعة الروسية” لوضع حد للمقاومة الأوكرانية.

ووفقا لما ترجمته “وطن” نقلا عن نائب رئيس الوزراء البريطاني دومينيك راب، فإن الحرب قد تستمر لسنوات. وما لا يشك فيه أحد هو النتيجة؛ حيث ستحتلّ روسيا أوكرانيا وستحقق أهدافها، على المدى القصير على الأقل.

فما هي خطط فلاديمير بوتين للبلاد، بمجرد احتلال أوكرانيا؟ وفقًا لمقال كتبه المحلل الروسي المؤيد لبوتين ستيبوشوفا ليوبوف ألكساندروفنا. فإن الهدف هو تقسيم أوكرانيا وضمها بصفة جزئية إلى روسيا.

حكومة عسكرية

وفي الواقع، تتناسب النظرية تمامًا مع التصريحات المتتالية، التي كررها بوتين في مناسبات مختلفة. حيث يرى أن الأوكرانيين، جزءًا لا يتجزأ من الشعب الروسي وأن أوكرانيا دولة مصطنعة نشأت في القرن العشرين في أراضي روسيا التاريخية.

في مقال دعائي، نُشر في صحيفة “برافدا” الروسية القريبة من الكرملين، يدعو الكاتب الصحفي ستيبوشوفا ليوبوف. إلى الاستيلاء على السلطة في أوكرانيا من قِبَل حكومة عسكرية، تستطيع أن تتفاوض مع روسيا على وقف إطلاق النار. وهي الحكومة التي “ستنفّذ في ذات الوقت الإصلاحات بأيدي ثقيلة”، وهي إصلاحات غير محددة إلى حد الآن.

فقط بعد هذه الإصلاحات ستكون القوات الروسية “قادرة على مغادرة أوكرانيا”. وبحسب تصريحات الكرملين وفقا للمحلل، فإن عملية “اجتثاث النازية ونزع السلاح” ستستغرق وقتاً أطول، وهي عملية “طويلة الأمد”.

ومع ذلك، لم يظهر المحلل أي شك في أنه بمجرد أن يصبح الأوكرانيون تحت السيطرة الروسية، سوف يغيرون طريقة تفكيرهم: حيث يقول “فقط تذكر كيف كره الألمان هتلر، بعد أن كانوا يكنون له كل الحب. قد كان كافيا بالنسبة لهم تجربة الحرب والعيش في ظروفها حتى يتفهموا السوفييت”.

القومية الأوكرانية

يشير ستيبوشوفا ليوبوف، أيضا إلى أنه “بمجرد القضاء على “القومية الأوكرانية”، سيتم تنظيم استفتاء للحصول على الاستقلال في جميع المناطق الأوكرانية. كما حدث في دونيتسك. ومن خلال هذه الاستفتاءات، ستقرر الأراضي الأوكرانية ما إذا كانت ستبقى داخل أوكرانيا. أو وما إذا كانت ستعلن عن أنها جمهوريات مستقلة أو ستنضم إلى الاتحاد الروسي”.

وكما قال الرئيس بوتين، “نريد لجميع الشعوب التي تعيش في أوكرانيا الحديثة أن يكون لها حق الاختيار بحرية في تقرير مصيرها”. من جهته، دافع المحلل عن أطروحة الكرملين الإمبريالية الروسية.

في السياق ذاته، لن تجرى الاستفتاءات على الاستقلال هذه على المدى القصير، بحسب مقال “برافدا”. ولكن ربما يكون ذلك في غضون 10 سنوات. وأول شيء، يخطط له الكرملين، هو إعادة العلاقات الاقتصادية والسياسية التي كانت قائمة قبل ثورة ميدان 2014 من أجل زيادة اعتماد أوكرانيا على موسكو.

بالنسبة لبوتين، بمجرد اكتمال الغزو، فإن ذلك يعني دمج أوكرانيا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهو تحالف عسكري يضم العديد من الجمهوريات السوفيتية السابقة، وفي الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

قمع المعارضة

وتتوقع أجهزة المخابرات الروسية أن تواجه هذه الخطة معارضة قوية من المواطنين. خاصة بعد المقاومة الشرسة للاحتلال التي أبداها السكان المدنيون.

وللقضاء على كل المعارضة الأوكرانية، سبق وأن صمم الكرملين انتشارًا واسعًا لـ FSB، أجهزة المخابرات الروسية، في الأراضي الأوكرانية بمجرد انتهاء الغزو.

وبحسب موقع بي بي سي، فإن مسؤولي المخابرات الروسية يضعون على الطاولة “إجراءات صارمة لقمع الاحتجاجات والمقاومة”. ناهيك أنه سيتم تطبيق “تدابير السيطرة على الحشود، والاعتقالات الجماعية والإعدامات”، وهي تكتيكات شوهدت بالفعل في الشيشان.

ردًا على سؤال طرحته صحيفة “إل ديباتي”، قال أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة CEU سان بابلو. خوسيه لويس أوريلا، إن” نية روسيا هي ضم ساحل البحر الأسود بأكمله والجزء الشرقي من أوكرانيا، حيث يوجد جزء كبير من السكان متجانسون للغاية مع العالم الروسي. في هذه الحالة، لن يكون هناك سوى أوكرانيا المستقلة ذات السيادة، التي ستحافظ على تمثيلها وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالعالم الأوروبي، في المنطقة الغربية”.

منطقة زراعية

ستتمتع أوكرانيا المستقلة هذه بخصوصية كونها “منطقة زراعية، خالية من الصناعة. وفي حالة الانضمام، ربما سيضيف الاتحاد الأوروبي بلد مثل بلغاريا أو رومانيا، وهي بلدان من شأنها تعزيز الأموال الأوروبية، علما وأنه جزء كبير من مهاجري هذه البلدان. يفرون إلى دول مثل ألمانيا أو بلجيكا هربًا من بؤس بلدانهم. وهذا يعني بقاء أوكرانيا، ولكن مع مشاكل خطيرة للغاية”.

من جهته، أشار أستاذ تاريخ الفكر والحركات الاجتماعية والسياسية في جامعة CEU سان بابلو، أنطونيو ألونسو ماركوس، إلى “أن نية روسيا هي وضع حكومة دمية في كييف برئاسة الرئيس السابق الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، الذي أطيح به في عام 2014”.

“وفي النهاية، ما أعتقد أنه سيحدث هو أن بوتين سيجبر زيلينسكي على الاختفاء، إما جسديًا أو على الاستقالة من منصب الرئيس، وتنصيب يانوكوفيتش، الذي كان رئيسا سابقا لأوكرانيا، والتوصل إلى حل متفق عليه. وبهذا المعنى، سيتم التوصل إلى اتفاق سياسي “يمر عبر رئيس موال لروسيا في أوكرانيا”.

 

(المصدر: إل ديباتي)

إقرأ أيضا:

روسيا تعترف بخسائرها وتكشف حجمها .. تفاصيل الوضع في أوكرانيا بعد 10 أيام على الغزو

مسؤول أمريكي يكشف عن الهاتف الذي منحته بلاده لزيلينسكي قبل الغزو ويؤكد خطورة هذا الكشف!

مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا .. تخوفات من إطلاق بوتين لهذه الأسلحة المرعبة

الغزو الروسي لأوكرانيا .. ماذا وراء امتناع الإمارات عن الإدانة؟!

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.