الرئيسية » تقارير » “إسرائيل والمغرب”.. هذا هو السجل الأسود لـ”قصة الحب” بينهما

“إسرائيل والمغرب”.. هذا هو السجل الأسود لـ”قصة الحب” بينهما

في مقال رأي نشره موقع “ecsaharaui”، تحدث الكاتب سالم محمد، عن السجل الأسود لقصة حب جديدة من نوعها. تجمع بين دولتين عاجزَتين (إسرائيل والمغرب)، توجت مؤخرا بإقامة حفل زفاف من طراز مختلف.

علاقة سرية

وبحسب ما ترجمته “وطن” نقلا عن الكاتب،  لقد كان من سوء حظ الصحافة المغربية و صحفييها “المعاصرين الملكيين” أن يوثقوا هذا “الزواج” الفخم بين زوجين كانا على علاقة سرية. ولكنهما قررا الآن إضفاء الطابع الرسمي على “حبهما” تحت ضغط من الخوف من المجهول في منطقة متغيرة ومهددة منذ اندلاع حرب التحرير الثانية في الصحراء الغربية قبل عام.

ولفت الكاتب، أنه في خضم الزيارة الاستثنائية، قد تم الترحيب بشكل فخم بالزوجين “المحتلين” و”المُغتصبين” للأوطان. من خلال التصفيق المتواصل وسط دوي الألعاب النارية، بحضور أهم الزعماء في المغرب. وبين الابتسامات الصفراوية والمصَافحات التي تبدو “لطيفة”. تأكّد لنا أن أحد الزوجين (المغرب) لا يسعه إلا الارتماء باندفاع في أحضان الشريك. في مواجهة وتحد معلن للاضطرابات الاجتماعية التي كانت تعارض استقبال وزير حرب صهيوني ملطّخة أيْديه بدماء الفلسطينيين.

أكد الكاتب، أن ما يبرز من هذه الزيارة بشأن العلاقات بين المغرب وإسرائيل، ليس طبيعتها أو إطارها فحسب. بل إضفاء الطابع الرسمي عليها مع تجاوز كل الحدود وأهمية اللحظة المختارة للقيام بذلك.

ارتباط رسمي

لكن في المقابل، تجاهلت الصحافة العبرية الارتباط الرسمي بين البلدين. وضجت الصحف والمصادر الإخبارية العبرية، بالغضب الصارخ للنخبة السياسية على أعقاب، استئناف المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في فيينا. غضب مصحوب بسخط على الأمريكيين الذين تجرأوا على الاعتراف بأن القصف الإسرائيلي على إيران سيكون له نتائج عكسية ولا فائدة منه.

أما بالنسبة للإعلام المغربي، فغطت مصادر إخبارية زيارة غانتس. بصفة جدية ولفتوا من خلال الكلمات المنمقة والتقارير المجوّدة على غرار، “زيارة تاريخية، اتفاقية سلام واستراتيجية”، على أهمية الاتفاقية. كما تكررت هذه الكلمات بشكل منسجم مع كافة المصادر الإخبارية تقريبا في الرباط.

وهذا إن دل على شيء فهو يدل حسب الكاتب، على أنهم غير مدركين تماما لمعيَارين أساسيين للتواصل: الأول هو أن الكلمات المفرطة الاستخدام تفقد أهميتها. لأنها تتآكل مع مرور فترة من الزمن. والثاني هو أنه لا الكلمات ولا المتحدّثين يمكن أن يخدعوا أو يتلاعبوا بالمتقبّل. خاصة عندما يكون المدعى عليه قد قدم بالفعل دليلا كافيا على الأكاذيب.

ركوع مطول لإسرائيل

“تستمر إسرائيل في مضاعفة قائمتها الطويلة من خلال أسر قلوب الملوك بعد ركوعهم المطول”.

لذلك، عند إلقاء نظرة ومقارنة الصحافة المغربية والإسرائيلية. فإن ما ينبثق من هذه الزيارة عن العلاقات بين المغرب وإسرائيل ليس طبيعتها. بقدر ما هو سبب إضفاء الطابع الرسمي عليها واللحظة المختارة للقيام بذلك.

دعونا نتذكر طبيعة هذه العلاقات على أي حال؛ بالنسبة للمغرب، فهم جزء من منطق نظام ملكي عفا عليه الزمن ظل في السلطة رغم كل الصعاب.

ومن الواضح أن هذا النوع من الغطرسة والقوة تقمع الناس. ناهيك أنها تكشف أيضًا عن فقر النظام المغربي الفكري والأيديولوجي، وهو عوز أوصله إلى أن يحفر قبره بيده.

وفقا للكاتب، من خلال هذا الجهل سيقع المغرب  في حسابات وتحليلات، تجعله يتحالف لإنقاذ عرشه مهما كان الثمن.

تحالفات متسرعة

مثل هذه التحالفات المتسرعة، تجعل من المغرب وكأنه مدعى عليه أمام قاضٍ. لا يستطيع تبرئة نفسه ويضاعف رواياته لتحقيق البراءة التي طال انتظارها، لكن سرعان ما يَتفاقم وضعه ويبقَى “أسيرا”.

في سياق متصل، أشار الكاتب إلى أن هذا الخطأ نفسه ارتكبته ممالك الشرق الأوسط التي خانت فلسطين في عام 1948 عندما تم الاعتراف بإسرائيل. وليس من المستغرب أن بعد فترة وجيزة ونتيجة للحرب العربية الإسرائيلية وامتدادها. تم القضاء على المليكتين المصرية والعراقية في عامي 1956 و 1958 على التوالي.

واليوم، تطرق “ممالك أخرى” على ذات الباب لصنع ما يسمى”سلام” مع إسرائيل، الدولة التي تعتبر نفسها قوية وبالتالي المنقذ.

هذا هو الافتقار السياسي نفسه الذي يجعل المغرب يختار التعاون لإنقاذ عرشه؟  تعاون وانسجام ضد شعبه وضد إيران لإخفاء عدم قدرته على الدفاع عن نفسه. وبالتالي يركع نظام المغرب لمن يستطيع ضمان سلامته.

اقرأ أيضا: ما هو محرك الاقتصاد المغربي؟! .. ليس الصادرات أو الفوسفات الذي ينهبه من الصحراء الغربية!

الهبة الأمريكية الإبراهيمية

“الهبة الأمريكية الإبراهيمية، التي لا تعني أكثر من تعزيز لسياسات هاتين القوتين المحتلتين. تتطلب “ثمن” وسيكون هذا الثمن باهظ للغايةّ

تحاول إسرائيل، غير القادرة على تخفيف حدة التوترات في بيئتها المباشرة، إقامة تحالفات مع دول تخشى شعوبها.

لقد فعلت ذلك بالأمس مع دول الخليج واليوم مع المغرب. لكن الهبة الأمريكية الإبراهيمية، التي لا تعني أكثر من تعزيز لسياسات هاتين القوتين المحتلتين ، تتطلب “ثمنا” وسيكون هذا الثمن باهظا للغاية.

إن ملك المغرب، الذي يتكون عالمه العقلي من أوهام قديمة وطفولية. يعتقد أن مجرد اعتراف ترامب بسيادته على الصحراء الغربية، أنه أحكم قبضته على الصحراء.

ونظرا لأنه غير متأكد تمامًا من صديقه السابق ولا يثق به كثيرا (الولايات المتحدة الأمريكية). فقد اتصل بصديق جديد، إسرائيل، ليشاركه رؤيته للقضايا التي تشكل فيها السرقة والتجسس والقمع غير المتناسب دورا أساسيا. ولكن قبل كل شيء لأن هذا الصديق الجديد لديه الخبرة والمعرفة للدفاع عن الأصول والموارد المسروقة. بالإضافة إلى نظام “الفصل العنصري” الأكثر حداثة.

تدمير جبهة البوليساريو!

وعلى الرغم من أن هذا الصديق الجديد. الذي تم إدخاله إلى منطقة لا تزال تعيش تحت أعباء مفترق طرق استعماري موروث من أوروبا القديمة. إلا أنه يرى أن “السلام” مع المغرب هو هبة من السماء، فرصة ينبغي ألا يتم تفويتها لتقييد الملك الصغير. هذا الصديق الجديد لن يكلفه سوى عدد قليل من الطائرات بدون طيار والخبراء لإنجاحه.

عند استعراض تاريخ هذه البلدان ومراقبة سلوكها، لا تستطيع أن تفهم ما الذي يغزو عقولهم. فمن خلال غزو الصحراء الغربية، ادعى الحسن الثاني أنهم سوف “يدمرون” جبهة البوليساريو في غضون أسابيع. وبعد ستة عشر عامًا دعا ذات الشخص إلى وقف إطلاق النار، والآن، بعد نصف قرن تقريبًا، يعيد الواقع نفسه.

إنهم يدّعون أن لهم الحق في فعل أي شيء وإعطاء الدروس للآخرين. دون أن يفكروا أبدًا أنه بسبب غياب الذكاء التاريخي في تحليلهم بالتحديد، هو أصل غبائهم وغطرستهم.

في ممارسة عبثية بقدر ما هي سخيفة، يأمل النظام العلوي  بعد مضاجعة الأمريكيين والفرنسيين والآن مع الصهاينة.  في تحقيق انتصارات نهائية في الصحراء الغربية بهذا النهج. حيث سينتهي به المطاف على الأرجح إلى تقزيم نفسه أكثر.

نفايات التاريخ

على مستوى التاريخي، تبين أنه من خلال المقاومة الشرسة للشعب الصحراوي، الذي قاوم شخصيات منحرفة مثل خوان كارلوس الأول وكيسنجر وحسن الثاني وبطرس غالي ومحمد السادس وغيرهم. أنه أصبح مكانهم  في مكب نفايات التاريخ.

ورغم أن جيش التحرير الصحراوي لم يدخل بعد في أي تحالف عسكري، إلا إن التاريخ يشهد أيضًا كيف أن كل الجيوش التي خاضت الحرب مع الصحراويين. متحالفة مع الجيوش الأجنبية ضدهم رغم الاختلاف الكمي الهائل والنوعي، لم تحقق أي نصر حاسم.

هذه معطيات تاريخية لا يمكن التغلب عليها أفلتت من أولئك الذين اندفعوا عبر صدع الاتفاقات الإبراهيمية. علما وأن هذا ليس بالأمر الجديد، لطالما كانت المملكة المغربية  تلميذ سيء في علم التأريخ.

هذا ونوه الكاتب، أنه في مواجهة مواقف ورغبات هذين “الشخصين الضعيفين”، يسمح لهما العم سام بالمرور بل ويشجعهم.

إنه قلق للغاية ومنشغل في بناء تحالف جديد في المحيط الهادئ. جو بايدن، الذي أدلى منذ توليه منصب الرئيس بتصريحات متناقضة متكررة؛ وبينما دعا إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن حق تقرير المصير للصحراويين، فإنه يشيد في الوقت نفسه باقتراح الحكم الذاتي المغربي.

ممارسة الخداع

تكرار للغة تتجاوز التفاصيل الدبلوماسية المعتادة ويتم تأطيره في أنقى غموض يسمح لك لاحقًا. “إذا لزم الأمر”، باللجوء إلى الإنكار الموثوق في حالة اتهام أي من الأطراف المتنازعة. هكذا هو “المبدأ الأساسي للحرب، هو معرفة كيفية ممارسة الخداع” .

باختصار، بينت الولايات المتحدة، مساعيها لعرقلة وصول روسيا والصين إلى شمال إفريقيا. لذلك تتبنى كل ما يتم الإفصاح عنه من قبل  إسرائيل والمغرب.

لا يتحمل العم سام عدم طاعة الدول لرغباته. والمثال الأكثر وضوحا هو مثال واشنطن، التي أعربت مؤخرا عن استيائها من المناورات الجزائرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط. التي انضم إليها الجيش الباكستاني.

في المقابل، نسي البنتاغون  إبلاغ وزارة الخارجية أن الجيش الأمريكي قد نفذ لتوه مناورات في المغرب (أفريكوم) على أبواب الجزائر.

“افعل ما أقوله ولا تفعل ما أفعله”

هذا الإهمال، أو بالأحرى تطبيق مبدأ “افعل ما أقوله ولا تفعل ما أفعله”. هو طريقة مضحكة تعكس التفكير الملموس لأولئك الذين يعتقدون أنهم شرطة العالم.

قال الكاتب، أن كل هذه الهندسة، الجميلة في المظهر، تآكلت بمجرد خدش الواجهة قليلاً. حيث ستظهر في النهاية ضعفها وعدم كفاءتها.

لقد اختبرت فرنسا ذلك وتستعد لمغادرة مالي والساحل بهدوء. حاولت اسرائيل الحصول على مساعدة من الجزائر، لكنها طرقت الباب بالخطأ. الآن تتجه إلى المغرب، لكن الأخير ليس لديه مخرج إلى مالي والنيجر. لكن قبل كل شيء يتعرض لمضايقات من قبل جبهة البوليساريو التي ستُنهكه في النهاية. وبالتالي فهو ليس رجل الإطفاء المناسب لإخماد الحريق.

أما بالنسبة لإسرائيل، التي ترغب في الاستقرار على بوابات الجزائر وإسبانيا. فهما دولتان لديهما ما يكفي من الوسائل للدفاع عن حدودها بنفس الطريقة التي تفعل بها المنظمات مثل حماس وحزب الله. وهي تفعل ذلك الآن.

اقرأ أيضا: تقرير: الصحراء الغربية ستكون “فيتنام” للجيش المغربي

كوابيس تل أبيب

وعلى سبيل المثال سوريا وإيران اللتين تسببتا، دون إطلاق رصاصة واحدة حتى الآن، في كوابيس حقيقية في تل أبيب.

وختم الكاتب بالقول، مخططات الرباط تتجاهل أن الوحدة الصحراوية المقدسة. التي تم تشكيلها بالدماء والأسلحة والمعاناة التي لا توصف، لم تنكسر بعد.

من ناحية أخرى، من خلال هذه المعلومات الاستخبارية التاريخية التي يتم التعبير عنها حاليًا. والتي سيتم إبرازها في المستقبل من خلال إجراءات جبهة البوليساريو. التي لها الحق والقوة لجعلها تصل إلى المتقاعسين من جميع الأطراف. سيفهم المحتل معنى الصيرورة ويفهم أن العالم يتغير على الرغم من حقيقة وجود الاستعمار.

“لسنا مجرد بدو”

الشعب الصحراوي “غير موجود” حسب المغرب، لكنه كان قطعة أساسية خدمت اتفاقية قطاع الطرق الموقعة في ديسمبر 2020 مع إسرائيل. سيكون من المفارقة أن يحفر بلد ما قبره بيده.

وبالنسبة لأي رئيس، لا يوجد شيء أسوأ من شعب لا يخاف، ويتجاهل استراتيجية الرباط.

وكما قال إبراهيم البصيري، أحد آباء النضال الصحراوي: لسنا مجرد بدو في أرضنا فحسب، بل نحن أيضًا بدو على أكثر الأراضي صمود في التاريخ.

 

المصدر: (ecsaharaui – ترجمة وتحرير وطن)

قد يعجبك أيضاً

رأيان حول ““إسرائيل والمغرب”.. هذا هو السجل الأسود لـ”قصة الحب” بينهما”

  1. أنصح الكاتبة التونسية أن تهتم بشؤون بلادها تونس . أنت لا تفهمين شيئا في السياسة المغربية الخارجية و لا في العلاقات الدولية بشكل عام .
    و نصيحة للإخوة الفلسطينيين : أنتم بنشركم مثل هذه المقالات التي تشتم المغرب تقنعون المغاربة بأن التحالف المغربي الإسرائيلي خيار صائب و في محله .

    رد
  2. الصحراء مغربية إلى الأبد
    يهودا والسامراء إسرائلية إلى الأبد
    فلتدهب الكضية الفلسطينية ومرتزقة الكضية إلى الجحيم
    المغرب أولا ولا غالب إلا الله

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.