الرئيسية » الهدهد » ميدل إيست مونيتور: ينبغي أن نعمل من أجل فلسطين ولكن دون انتظار النتائج

ميدل إيست مونيتور: ينبغي أن نعمل من أجل فلسطين ولكن دون انتظار النتائج

وطن- نشر موقع ” ميدل إيست مونيتور“, مقالاً للكاتب محمد عياش، أكد فيه على ضرورة تذكر المناضلين من أجل فلسطين، سواء داخل فلسطين أو خارجها.

وقال الكاتب إن هؤلاء المناضلين يعملون من أجل قضية مركزية مهمة و أطول صراع تاريخي في العصر الحديث، وهذا يعني أن التقدم والنجاح يتم ببطء ويعتمد على نضال تراكمي يساهم فيه الجميع، ولا يستند إلى عمل فردي أو متقطع.

ولذلك، ينبغي ألا ننتظر النتائج الفورية لأن العديد من الذين يعملون من أجل فلسطين، لا يدركون أو يشعرون بأي نتائج ولاينتظرونها بل هم يجاهدون من أجلها لترسيخ القضية في أذهان العالم.

بدائل وخيارات على طريق التغيير الممكن
القضية الفلسطينية

جيل أو جيلين من المقاتلين من أجل فلسطين، قد لا يرى نتائج ولن يحرروا شبرًا واحدًا من الأرض الفلسطينية، لكن هذا لا يعني أن الإنجازات توقفت أو أن هذه الأجيال تعيش وتقاتل وتموت عبثا. بل إن ما تم تحقيقه لم يكن ليتحقق لولا تضحيات الأجيال الماضية ونضالهم من أجل ذات القضية. وفق ترجمة صحيفة “وطن”.

قال الكاتب، إن المشروع الوطني الفلسطيني أشبه ببناء عظيم، وكل من يناضل من أجله يضع لبنة أو حجرا آخر في هذا المبنى،  قد يموت  قبل اكتمال البناء وقبل أن يتذوق طعم الحياة من أجل الحياة، التي ناضل من أجلها. هذه هي دائرة الحياة التي لا تتغير، حيث يعمل الآباء على إسعاد أطفالهم، ثم يسير الأطفال على خطاهم حتى يتم تسليم الشعلة الى الأجيال القادمة، وهكذا هي الحياة.

ويضيف الكاتب :” هذه القضية لا تقل أهمية عن قضية فلسطين، وليس من المهم النظر إلى النتائج. فضلا عن ذلك، ينبغي ألا   نتوقع النتائج لأنها قد لا تتحقق في حياتنا، لأنها قضية أكبر من كل من يعمل عليها ويكافح لتحرير القدس. كما أن انتظار النتائج والاندفاع لتحقيقها سيؤدي إلى اليأس والنكسة، وليست السبيل لتحقيق النتائج”.

القضية الفلسطينية

في قضية مثل القضية الفلسطينية، من الضروري فقط التحقق من صحة المسارات، وليس الانتظار والاستعجال في النتائج، أي التأكد من اتباع المسار الصحيح- يقول الكاتب- علاوة على ذلك، ليس من المهم معرفة متى سنصل إلى النهاية.

وتنطبق هذه النظرية المهمة على عملية “نفق الحرية” التي شغلت عقول البعض اليائسين والمحبطين، حيث ناقشوا ما إذا كان إنجازًا أم لا، خاصة بعد أن أعادت قوات الاحتلال اعتقال الأسرى الستة الذين فروا من السجن.

أورد الكاتب، أن الهروب  من سجن جلبوع عبر النفق عملية أذهلت العالم. من خلال هذه العملية لم يكن متوقعا أن تتحقق حرية الأسرى الستة أو غيرهم إلى الأبد، حيث كان من المرجح أن يتم اعتقالهم مرة أخرى أو قتلهم لأن فلسطين كلها تحت الاحتلال. مما يعني أنهم في سجن أكبر و بلا مفر.

هروب زكريا الزبيدي ورفاقه من جلبوع
هروب زكريا الزبيدي ورفاقه من جلبوع

وهذا يؤكد في النهاية أنهم كانوا أول من أدرك أن النفق، الذي استغرق عامًا لحفره لم يكن طريقهم إلى الحرية، وإنما هو عمل كفاحي أضيف إلى النضالات الأخرى لحركة الأسرى.

أضاف الكاتب، أنه في مفهوم القتال حقق الأسرى ما أرادوه بحفر النفق والهروب من السجن الإسرائيلي. لقد اتخذوا خطوة إلى الأمام في مشروعهم القتالي، وهذا في حد ذاته إنجاز مهم ورائع. وبنفس الطريقة، كل من يعمل من أجل فلسطين، يجب أن يركز بصفة أساسية على ما ينبغي القيام به وأن يفعل ما في وسعه، دون   التفكير في النتائج أو السؤال، متى سنصل إلى الهدف؟

يجب الا تنتظروا النتائج أو الانتصارات

خلص الكاتب، أنه على كل من يناضل ويجاهد من أجل القضية  الفلسطينية ألا ينتظر نتائج أو انتصارات، ولا يتوقع أن يكون لفلسطين موعد مع الحرية العام المقبل.

كما يجب ألا ينتظر انتهاء الاحتلال في عام 2022، وعلى الرغم من أن كل هذا يمكن أن يحدث، إلا أنه لا يمكن لأحد أن يتوقعه بسبب الظروف والوقائع، وبالتالي فإن انتظار النتائج والاندفاع هو طريق اليأس والإحباط، وليس اتجاه الإنجاز والعمل.

وقال إن المطلوب من جميع المناضلين المناهضين للاحتلال أن يستمروا في نضالهم حتى يتم تسليم الشعلة لمن سيأتون بعدهم، ولا شيء أكثر من ذلك.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.