الرئيسية » تحرر الكلام » السجون العربية ،،، عنوان لبقايا إنسان

السجون العربية ،،، عنوان لبقايا إنسان

وطن- حين يرتكب أي إنسان جنحة فمما لا شك فيه سوف يعاقب عليها قانونيا وينال عقوبته أما بالحبس المخفف أو الغرامة ، أما إذا أرتكب جناية فسوف يعاقب عليها وينال عقوبته أيضا أما بالسجن المؤبد أو المشدد أو بالإعدام ، فكلا الحالتين سوف يدخل من ارتكب جناية أو جنحة إلى السجن ، ويعاقب على فعلته وسيدفع ثمن ما ارتكبه من فعل ، ولكن المشكلة ليست في الجنحة أو الجناية ، فالمشلكة أكبر من ذلك ، فالمأساة والمعاناة تبدأ حين يدخل السجين وخاصة ” الإنسان العربي ” إلى رحلة عالم ” السجون العربية ” التي وللأسف غيبت عنها مصطلح ” الإنسانية ” وسلبت منها الحرية الشخصية ، وغابت عنها السيادة القانونية ، وانتهكت فيها كل معاني حقوق الإنسان ، فعند إذن تنتهك آدمية هذا السجين حتى لو كان بريئا ، فهو يدخل السجن وبإعتقاده بأنه سيخرج منه تائبا عفيفا وصالحا وسيعاد تأهليه ليصبح فردا عاملا في المجتمع ، ولكن للأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، فسجوننا العربية مليئة بالقاذورات ، فهي صنعت للإهانة والذل والضرب والتعذيب ، وليس كما يدعي أغلب الساسة العرب بإنها صنعت للإصلاح والتهذيب ، حيث يفقد معظم نزلاء السجون العربية حقهم في الحرية والتعبير والكرامة ، ويمنعون من ممارسة متطلباتهم اليومية ، ويمارس عليهم أشد التحقيقات البوليسية المليئة بالشتم والضرب والإهانة ، وتفقد الإنسانية والرحمة ويصبح السجين أداة في يد السجان ، فحين إذن يتعامل معه ككائن أقل من ” الحيوان ” لأن معظم سجوننا العربية ما هي إلا ” حظائر للحيوانات “  .

الحرية في بلاد الخوف

ولا يخفي على أحد الأوضاع المزرية التي مر بها عالمنا العربي بعد سيناريو ما يسمى بثورات الربيع العربي حيث شيدت العديد من السجون السرية الغير قانونية لإحتجاز المعارضين ” السياسيين ” أو سجناء الرأي ، وهذه السجون أو بالمعنى الصحيح ” السجون المظلمة ” يخصص لها ميزانية مفتوحة التكاليف ” مدفوعة ” بأوامر من قادة الأنظمة القمعية في الدول العربية  ، ويمارس فيها شتى أنواع التعذيب ويصل لغاية الموت ، وفي بعض الأحيان تمارس الإعدامات العشوائية والمجازر الوحشية الفضيعة  ، ولا يسمح لأي رقابة قضائية أو قانونية بالإقتراب منها ، ولا يسمح أيضا لمنظمات حقوق الإنسان بزيارتها ، فعلا إنها سجون يطلق عليها الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود .

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.