الرئيسية » غير مصنف » كنا سننتخب الأسد أيضاً

كنا سننتخب الأسد أيضاً

تعود بي الذاكرة إلى ما قالته السيدة ريم حداد، مديرة تلفزيون الأسد، في الشهر السادس من العام 2011 في مقابلة أجرتها مع شاشة بي بي سي، حيث أكدت وقتها أنه لا يوجد لاجئون في تركيا وأن الآلاف الذين ذهبوا إلى هناك، قصدوا زيارة أهليهم لا أكثر ولا أقل. وقالت إن الأمر يشبه أن تكون في شارع وأمك تعيش في الشارع المقابل، أ فلا تذهب لزيارتها.

 

 

بعد يوم واحد من تلك التصريحات المعيبة، أجابت السيدة حداد على سؤال لسكاي نيوز قالت فيه إن الذين غادروا إلى تركيا ذهبوا خوفاً على حياتهم من الإرهابيين.

 

 

أما السيد طالب إبراهيم، فقد كان له مقاربة أخرى، إذ قال إن تركيا خطفت عشرة آلاف سوري وأوهمت العالم بأنهم لاجئون، لإثارة الرأي العام العالمي ضد حلف المقاومة والممانعة.

 

 

 

مستعد شخصياً للموافقة على واحدة من الثلاثة السابقة، وبقطع النظر عن التفصيلات. إذ ليس مهماً أن  تكون تركيا قد خطفت أولئك الناس، أو أنهم هربوا من الإرهابيين، أو أن الأمر لا يتعدى القيام بزيارة عائلية، المهم أن عدد أولئك الزوار أو المخطوفين يكاد يتجاوز نصف عدد سكان سورية. وأن هؤلاء الذن فرّوا من الإرهابيين يملؤون الأرض في الأردن ولبنان و تركيا و العراق، ودول أخرى، ووصل بعضهم إلى السويد بل إلى بلغاريا ورومانيا.

 

 

وبما أن وسائل إعلام الأسد نفسها ومسؤولو نظام دمشق يؤكدون أن الدولة لا علاقة لها بإخراج هؤلاء اللاجئين، وأن المسألة برمتها تتمحور حول سوريين شرفاء خافوا على حياتهم أو تأخروا في زيارة ذويهم ثلاث سنوات، فمن الطبيعي أن يكون لهم الحق في انتخاب رئيس الجمهورية والتصويت له بنعم أو لا.

 

 

نحن نصدق ما قاله الأسد ونثق بريم حداد ولا نشكك في مصداقية طالب إبراهيم، وزد على هذا فإننا أردنا أن ننتخب بشار الأسد رئيساً أبدياً كأبيه ونبايعه البيعة الكبرى، ولكنا طالبناه بشرط واحد فعجز الكسول أن يفعله. طلبنا منه أن يكمل حملته الانتخابية ويشرح برنامجه الانتخابي لهؤلاء السوريين الشرفاء الذين هربوا من الإرهابيين، أو الذين ذهبوا لزيارة ذويهم، فما كان على الرجل، كمثال، إلا أن يطلب من الحكومة الأردنية زيارة شعبه في مخيم الزعتري، ويمر على السوريين يقبّلهم، ويحمل الزهور لهم ويخطب فيهم، ويشجعهم على النزول إلى الانتخابات.

 

 

كنا نريد أن نرى فقط عشرة أشخاص في مخيمات اللجوء في تركيا أو الأردن أو غيرها، يهتفون للأسد ويشجعون على انتخابه. عندها سنكون أول ناخبيه لا آخرهم.

 

 

ما الذي منع بشار الأسد أن يطلب من سلطات الدول المستضيفة للاجئين أن توزع صناديق اقتراع في تلك المخيمات حتى يشارك هؤلاء المخطوفون في انتخابات رئيسهم الذي قتل من أجلهم مائتي ألف إرهابي حتى الآن.

 

 

لقد قالها بشار الأسد ولا يزال مصراً عليها” من السوريين مئات الآلاف من الإرهابيين، ولهم حاضنتهم الشعبية، ولا علاج للإرهاب عندنا إلا القتل”.

 

 

رئيس يتهم شعبه بالخيانة، وينعته بالإرهاب، ويتوعده بالقتل، لن يتجرأ على مواجهته ولا حتى النظر في عيون أطفاله، ولن يستطيع أن يدعو مواطنيه إلى الانتخابات فضلاً أن يسافر إليهم بنفسه ويعدهم بتأمين عودتهم إلى بلدهم.

 

 

لئن كانت انتخابات السيسي قد جرت في ظل الراقصات، فإن انتخابات الأسد تجري في ظل القصف بالبراميل وصواريخ سكود والطائرات، ولعل من أهم نقاط برنامج الأسد الانتخابي أن يرمي على كل طفل سوري برميل وعلى كل قرية صاروخاً، وأن يخصص لكل مبنى طائرة روسية تدمره. ومن برنامجه أيضاً أن تصبح سورية بلداً إيرانياً – شيعياً فيستـأصل سنتها ويجنس ميلشيات حزب الله حالش والصدر ويمنحهم بيوت السوريين وأملاكهم.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.