الرئيسية » تحرر الكلام » التربيه في مواجهة الإنفتاح

التربيه في مواجهة الإنفتاح

 

في مواجهة إعصار الإنفتاح على العالم هل ستصمد التربيه على أسس المبادئ والقيم؟ ،أم ستقتلع الثوابت وتحل محلها ثقافه لا صلة لنا بها ولا شيئ مشترك يجمع بيننا.الأمر في غاية الخطوره كون مؤشرات الإقتلاع قد بانت ملامحها ,وللأسف لم تفلح جرعات المناعه التي يعطيها الآباء لأبنائهم،لأنه كلما إتسع نطاق بيئة الإنفتاح إزدادت مهمه التربيه صعوبه ،وعدم وجود القدره الكافيه لدى الأبناء للحفاظ على توازنهم إزاء لوثة الأفكار وهشاشة البنيه الثقافيه المستورده المراد ترسيخها في المحيط الإجتماعي ,إن التربيه القائمه على الضرب و المنع والارهاب وقتل المشاعر والتخويف ليست الأسلوب الأمثل لتربية الأجيال حيث لم يعد المتربي والمربي يخصهما هذا الأمر ،اصبح هناك شركاء اخرون ، فالقنوات الفضائيه وما تبثه من سموم الإغراء والإغواء يخالف القيم الإسلاميه والشبكه العنكبوتيه وما تحمله في طياتها من مواقع اباحيه او عدائيه ومقالات تدعو الى مساوئ الأخلاق وفي المقابل هناك خيارات فكريه تشوه الأفكار الإسلاميه الصافيه وتحارب مبادئه وقيمه الزكيه، فليس من السهل امام ابنائنا الوقوف مقابل هذه الإغراءات دون مد يد العون لهم ولم يعد من السهل على المربين ان ينجحوا في مهمتهم دون معرفه التربيه في زمن الإنفتاح ،علينا ايجاد ادوات تربيه تنافس الإغراءات المطروحه،لقد دخل على المؤثرات التقليديه والاساسيه التربويه وهي الاسره والمسجد والمدرسه مؤثرات معاصره تتجاوز حدود البيئه المحليه الى بيئه لا هويه لها ،إن التربيه التي نراها سليمه والتي تناسب البيئه الحاليه التي تعيشها اجيال الامه العربيه والإسلاميه هي تربيه ناقده تسمح لأبنائنا بالتفكير وطرح الأسئله حول كل ما يدور حولهم من احداث ونحاول ان يكون الانفتاح على العالم ينطلق من قيمنا ومبادئنا واصالتنا للأخذ بالمعرفه والتطورات التي تحدث في الغرب ومحافظتنا على قيمنا ومبادئنا هو ما يميزنا عن الأمم، فالعالم اصبح قريه صغيره ما يحدث في ارجاء العالم تراه خلال ثواني معدوده، فالإنترنت والقنوات الفضائيه والهواتف العاديه واخيرا الذكيه والإذاعات فتحت كل الآفاق، والإنعزال كالسابق بات مستحيلا ،وهناك بعض آثار الإنفتاح التي علينا تجنبنها :مراعاه المرحله العمريه في تقديم المفهومات ووسائل الحداثه ،الجهوزيه التربويه للمؤثرات المرئيه والصوتيه فهي ذات آثار صحيه ان وضحها الأبوين بصوره نقيه وواضحه، وغير صحيه ان فشلا في ذلك ،على الأبوين التأثير على التصور العقلي إذ ينبغي ان تكون اي مسأله مزيج ما بين السماع والرؤيه والنقاش والتفكير ،محاولة علاج ما يمكن علاجه من تاثر الأبناء من ادمان مشاهدة الأفلام والمسلسلات وعلى سبيل المثال فقدان الإحساس بنداء الصلاه وبنداء من حوله ،إن الأمر ليس بسهل على الوالدين فهو في غايه الخطوره والصعوبه وعلى سبيل المثال ، هناك الهوس بأهل المجون حيث قال رب اسره من مدمني التليفزيون أن اللهجه اللبنانيه يجب ان تكون هي اللغه العربيه ،وهناك برامج فاسده لها من المتابعين فاق الشعوب ليصل لرأس هرم السلطات وبعض الرئاسات العربيه اتصلت على احد هذه البرامج مهنئة وداعمه بالرغم من وضعها الدولي والمحلي والمالي الصعب ،وهناك ايضا الولع بالأرقام المميزه الذي دفعت الملايين من اجله في الوقت الذي يتضور المسلمين جوعا وبردا وقد يكفي مبلغ احد هذه الأرقام لإطعامهم وتدفأتهم لعدة سنوات ،والطامة الكبرى في مشايخ الدين حيث انهم لا يتطرقون لهكذا امر خوفا من قطع ارزاقهم ،فلا شك بأن الدين مسيس في بلاد المسلمين إلا من رحم ربي

بقلم:مياح غانم العنزي twitter: @mayahghanim

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.