المنظومة الإرهابية والعودة إلى جنيف.. فحذاري يا معارضة الخارج!!

 

هو ليس مؤتمر جديد، كما توهم بعضهم، وإنما هو مواصلة لمؤتمر جنيف الأخير الذي أقر القضاء على الثورة السورية، وعودة على ذي بدأ لما انتهى إليه المؤتمر  الذي أقر حل الأزمة السورية بجلوس الأسد والمعارضة على طاولة حوار واحدة، وهو ما أكده "لافروف" وزير الخارجية الروسي، على خلفية المؤتمر أن لا أحد طرح أو تطرق لفكرة رحيل الأسد، بالرغم من إنكار الجانب الأمريكي واستخدامه المراوغة واعتماد الخداع والتضليل، من خلال الترويج إلى أن المؤتمر أقر رحيل الأسد،  إلا أن دعا "كيري" القادم الجديد إلى وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء الثالث عشر من مارس 2013م المعارضة السورية الجلوس إلى طاولة الحوار مع الأسد من أجل وقف نزيف الدم السوري، والاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية وفقاً لبرتوكول جنيف، ليتبين حقيقة مؤتمر جنيف الإجرامي.

وبدون أي خجل أو حياء عاد الرئيس الأمريكي" اوباما" إلى ذر الرماد في العيون مجدداً دعوة الأسد إلى التنحي، رغم ما كشف عن توافق روسي أمريكي حول مصير الأسد، والإصرار على إبقائه على سدة الحكم، وإرضاء المعارضة السورية بعدد من المقاعد الوزارية، والإبقاء على الجيش وأجهزة المخابرات كما هي؛ والعجيب أن اوباما الذي دعا الأسد إلى التنحي أكد تأييده الانتقال السلمي للسلطة، وهو نفس ما توصل إليه كل من لافروف و"كاميرون" رغم تأكيد الأخير على وجود خلاف في وجهات النظر بين الجانبين!!.

ثم عادت الوقائع لتؤكد هذه الحقيقة في اجتماع كيري مع نظيره الروسي في موسكو، ليعلن الجانبان يوم الثلاثاء 7 أيار 2013م عن مؤتمر لبحث الأزمة السورية نهاية الشهر الجاري، من المقرر أن يشارك فيه ممثلون عن النظام السوري والمعارضة أملاً في تشكيل حكومة انتقالية من الطرفين، ليؤكد لافروف – من جديد –  أن البلدين قد وقعا على بيان جنيف الصادر يوم 30 حزيران 2012م الذي لا ينص على تنحي الأسد، مضيفاً: " أؤكد أننا لا ندافع عن شخصيات ولا عن مصيرها وإنما نهتم بمصير الشعب السوري!!"، ومصير الشعب السوري يهم لافروف كثيراً حتى وأن اسقط ما اسقط هو  والأسد من دماء، فالمهم أن تحل الأزمة السورية بنكهة روسية أمريكية ورعاية وتخطيط يهودي.

وهو ما دفع "الإبراهيمي" المنزعج على صديقه الأسد الذي فقد مقعده في الجامعة العربية لحساب الائتلاف المعارض؛ إلى العودة عن استقالته التي لوح بها في الـ30 من نيسان الماضي، بعد أن اطمأن على مصير الأسد، وتبين له أن العالم لن يتخلى عنه، وأما كيري فقد بقي مصراً على استغباء الشعب السوري، ومعه السفير "فورد" عندما أكدا أن الأسد لن يكون من ضمن الحكومة الانتقالية القادمة، رغم من وصل إليه هو ولافروف قبلها بيوم واحد فقط، وهي الجزرة التي يحاولا وضعها للائتلاف السوري كي يحضر المؤتمر القادم، كما وخدعهم كيري من قبل في مؤتمر روما السابق بعد رفض الائتلاف حضوره المؤتمر، ونكث على عقبيه ولم يقم بتزويد الشعب السوري بأي سلاح نوعي!!

ليمر التصريح الأمريكي مساء الجمعة العاشر من أيار 2013م بوجود أدلة أمريكية قاطعة تؤكد استخدام الأسد للأسلحة الكيمائية ضد شعبه؛ مرور الكرام، لأن دول العالم كلها تهافتت على القرار الروسي الأمريكي بعقد مؤتمر دولي بشأن سوريا، مسبحة وممجدة، وساجدة وراكعة، مستحسنة تلك البادرة الجبارة الخلاقة التي ارتضاها سادتهم في واشنطن وموسكو.

واغرب هذه المواقف كان الموقف المصري، الذي جاء على لسان وزير خارجيتها حيث جدد ترحيب مصر بالمؤتمر الذي دعت إليه كل من أمريكا وروسيا، وبهذا التصريح يكون الرئيس "مرسي" قد خان الثورة السورية، ووضع خنجره الأخير في أعماق..  أعماق  فؤادها النازف، ووصل معها إلى حد القطيعة، بل إلى حد المشاركة بجريمة الإبادة وتمرير القرارات الدولية الهادفة إلى إبقاء الأسد الجزار، حتى يصار يقال "حتى أنت يا مرسي".

وأما ما يتعلق بالمعارضة السورية، فقد سربت أخبار عن ضغط أمريكي على تلك المعارضة حتى تحضر هذا المؤتمر، لتطبيق ما اتفق عليه الجانبان سابقاً من خلال مؤتمر جنيف الأخير، حتى أن بعضهم دعا هذه المعارضة إلى حضور المؤتمر لنقل مطالبهم للغرب، وتبديد هواجس هذا الغرب  من الخطر الجهادي المتنامي في بلاد الشام؛ وكأني بهؤلاء كنائم همه  أن لا يزعجه زاعج، ولا أن يبدد أوهامه مبدد، حتى لو أن احدهم وضعه أمام حقيقة أن برتوكول جنيف قد قرر قبل ظهور جبهة النصرة بشهور طويلة فلن يعنيه بشيء ولن يستيقظ من سبات، وحتى إن صرح لهم مصرح – كذلك – أن الغرب لن يرضى عنهم حتى يتبعوا ملته، ولن يرضى منهم وسطية حتى يضعوا أنفسهم تحت تصرفه، يديرهم كيف شاء.

ورغم هؤلاء المزينون للجريمة، التي زينوها من قبل للخطيب ولغليون، فإن الواقع يشير إلى أن الخطيب لم يفلح فيما ذهب إليه، وإنما حقق للغرب ما يصبوا إليه، بعد أن ثبت عدم جدية – هذا الغرب الموغل في التوحش –  الذي رفض مد الشعب السوري بالسلاح النوعي حتى لا يسقط عميلهم الأسد، وأعاد للأسد الماضي قدماً في إبادته شرعيته، دون أن يفكر ولو للحظة بوقف القتل وإنهاء إبادته للشعب السوري.

ولذا يجب على معارضة الخارج أن تدرك أن حضورها هذا المؤتمر وجلوسها إلى طاولة واحدة مع القتلة سيجعل منها شريكة رسمية في القتل، فحذاري يا معارضة الخارج، فربما تكون تلك الفرصة الأخيرة، وإلا فإن وقت الحساب قد اقترب!!

 

احمد النعيمي

http://www.elaphblog.com/ahmeedasd

http://www.facebook.com/AlkatbWalmdwnAlswryAhmdAlnymy

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى