قامت قوات العدو الإسرائيلي بتعد صارخ على سيادة الدولة السورية وقصفت مقار ألوية ومخازن أسلحة تابعة للجيش العربي السوري ، وأيا ما كانت طبيعة علاقتنا بالنظام السوري فإننا لابد أن نستنكر تعدي إسرائيل على سيادة بلدنا وأرضنا وجيشنا ، فنحن لا نبوء بدمنا ولا نبيع تراب بلدنا، ونتمثل بقول الشاعر العربي:
بلادي وإن جارت علي عزيزة
وأهلي وإن ضنوا علي كرام
لقد كان النظام طوال أربعة عقود حارسا أمينا للحدود مع إسرائيل ، يسهر على أمن العدو مضحيا بالبلد والشعب والقضية ، وها هو اليوم يعجز عن الرد سوى بالخطب والبيانات كما عجز من قبل ، إنه ثمن البقاء في السلطة ، وهو لا يدري أنهم سيضحون به عما قريب كما ضحوا بالقذافي ومبارك وبن علي وأنه لن يفلت من غضب الله وعقابه ولا من انتقام الشعب ، وأن الغرب عند انتصار المعارضة سيفضل التعامل مع عدو قوي على صديق ضعيف كما فعل في مصر.
لم يترك هذا النظام المجرم أسلوبا في القتل والقمع والإرهاب لشعبنا الأبي إلا ارتكبه وآخر ذلك مجازر الجديدة ومجازر بانياس التي تقشعر لسماع أخبارها الأبدان ، وهو إنما يفعل ذلك بسبب تأييد إيران وروسية له وعجز دول العالم عن ردعه ، ولم يعد خافيا أن مرد هذا العجز إنما هو إلى عدم رغبة إسرائيل في تغيير هذا النظام.
ونحن إذ نتألم حين نرى جيشنا يدمر وقواعده تقصف وأمن بلادنا يتعرض للخطر ، فإننا نضع اللائمة في ذلك كله على هذا النظام ، وندعوه إلى وقف جميع العمليات العسكرية ضد شعبنا وتحويل فوهات المدافع نحو الجبهة ليدرأ عن سورية ما يحيق بها من أخطار.
إنني أدعو جميع قوى المعارضة والثورة إلى الأخذ بعين الاعتبار أن بين سورية وإسرائيل حالة حرب لم تبدأ بوصول نظام البعث للحكم وإنما ترجع إلى سنة ١٩٤٨ ، من أجل ذلك فإن الواجب الوطني يملي علينا أن نستنكر اعتداءات إسرائيل على بلدنا ، ولا يجوز بحال من الأحوال مهما ضاقت بنا السبل وانقطعت الحيل أن تضطرنا معاداة النظام إلى موالاة إسرائيل وبيع قضايانا وقضايا العرب والمسلمين.
وننبه إلى أننا نحتسب من مات من جنودنا تحت القصف ممن لم تتلوث أيديهم بدماء شعبنا الأبي في ثورته شهداء عند الله تعالى قتلوا وهم في رباط بيد عدو يحتل أرضنا وينكل بإخواننا في فلسطين والجولان، هذا إن صدقت النيات منهم في الجهاد ضد عدونا لا ضد شعبنا.
لكنا نشير إلى أنه لا خيار لنا وأبناء شعبنا يذبحون على أيدي هذا الجلاد ومن معه من المرتزقة إلا أن نواصل الثورة حتى النصر وإسقاط النظام وبناء دولة الحق والعدل ، ونحن على يقين أن الله تعالى معنا مهما خذلتنا الدول ، لأن الله مع الضعيف المظلوم على القوي الظالم ، ولا نشك في أن النصر قريب مهما تأخر ، لتحقق وعد الله تعالى به ، وأنه على الباغي تدور الدوائر
}وَسَيَـعْـلَـمُ الـذِيـن ظَـلَـمُـوا أيَّ مُـنْـقَـلَـبٍ يَـنْـقَـلِـبُـون{