الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة نزيل مشفى فال ـ دوـ غراس العسكري الفرنسي، وما رشح عن الإعلام الرسمي مخاتلةُ تسريباتٍ في ذمّة التكتّم والتورية، رسائل طمأنة وتهنئة لتهدئة خواطر الجماهير العريضة المتيّمة بحب الرجل كما يشاع، وتكذّبه وبعيدا عن أي تحامل أو رجم بالغيب وقائع وشواهد الأرض.
عزيز الأمة غادر الوطن وقد لا يعود سالما، عجزٌ صريح عن نفاذ القرار لم يكن وليد جلطة نهاية نيسان الماضي، ما عجّل بصقور الجيش في مقابل كواسر المخابرات على الصراع، تناحرا على الخلافة، والاغتراف من خزائن المال المشرعة!
جدال مثير ومخاض عسير، استشارات وتوافقات بكل فنون التآمر والتخابر، أجندات وفيرة سلقها وطبخها الجلادون الفاعلون الحقيقيون سلفا لضغط ممنهج يدفع عنهم أذى الاستبعاد من مواقعهم في هرم تسيير الدولة.
فرصة مواتية لتنحية من راهن عليه الشعب الحسير الكسير ذات ربيع من عام 1999 من القرن الماضي، وألبسه جبة الولاية بقناعة ومودة، وربط خاصرته الشريفة بحزام نبوة وعلو مقام، فساسه بسذاجته وضيق أفقه، وساقه لمشانق المرّاق الأبديين، والذين أقبروا مئات آلاف الأرواح البريئة، وأودعوا وعلى رؤوس الأشهاد الجزائر الأنفاق المظلمة.!
قدر غير محتوم لحكم وُسم" بالرشاد" وهو مفصل الفشل ومربط قيود السياسة والحريات العامة والعدالة الإجتماعية، وما تفتّق عنه، مصالحة مجانية خاذلة قصمت وطنا بقسمة ضيزى مخزية وبطرفة عين، مع همّ إرهابي شريك بضاعة ولاء أعداء الداخل والخارج، والذي إزداد وطأة، ومازال أبناء الجزائر العميقة يدفعون فاتورته على نحو بوتفليقة "اذهبوا فأنتم الطلقاء"!
14 عاما من ثقة عشاق حنّوا كثيرا لرجل عزب طويلا، لتثمر ألفتهم واقع كسف نور وحجب حق، عن بسطاء ضنّوا على أنفسهم الخير عندما ظنّوا أن "العزيز" جاء لاستئصال شأفة الفاسدين، وحوش النهب، والتكسّب غير المشروع المعلن والمفضوح.
نواقص استلاب عفة وسؤدد، ونواقض استباحة رمق وعيش كريم، استجلى بهما الرئيس قلوب ملايين تمجّد التطبيل والتهليل، وتفخر بالدّجل، وترضى بالجوع والمرض المزمن والمغامرة والمقامرة، في فسحة تخمة ملايير النفط المبدّدة في أكبر فضائح القرن.
عوارض بوتفليقة الصحية السابقة واللاحقة العابرة والقارّة، محصّلة مريرة لمسلك الفكر الواحد للزعيم الخالد، سياسة مكابدة عرجاء تتلقف صاحبها يد المنون منذ 8 سنوات، ورغم ذلك نسفت عمدا المساءلة، و بقصد حالت دون محاسبة المفسدين ومعاقبة المرتشين من رجالات الرئيس ومستشاريه وحتى من روابط دمه ورحمه ومن تشفّع لهم وعفا عن سوابقهم.
أمارات سقم الرئيس الجزائري في خضمّ ظهورٍ لمم، كآبة محيا ومحيّا، توجّس من لعنة الفساد الماحقة من جهة، ورعب من نهاية شماتة وكيدية من جهة أخرى، خاصة و أنّ ديدن بوتفليقة تفعيل وبلا كلل لكل وظائف الاستقواء والمكابرة، في سياق جنون نرجسيّ ينهم الريادة والسيادة الهجينة، المستأثرة بكل الحقوق والإنجازات ووجاهة القرارات والتطلّعات، على حساب وطن جريح يغالب أهله الغبن والمآسي، وانتظروا بلا جدوى أن يستوي رفقهم بغدق رئيسهم فينصفهم ويردّ ما عليه من دين أياديهم البيضاء عليه وعلى عهداته المعادية لعزتهم وكرامتهم.
حاج محلي ـ إعلامي جزائري