مات الشيخ قاسم القثردي في سجنه.. جريمة جديدة ضد علماء السعودية

وطن – في واقعة جديدة تسلط الضوء على الانتهاكات المستمرة بحق العلماء والدعاة في السعودية، توفي الشيخ قاسم القثردي داخل سجن أبها بعد سنوات من الاعتقال الظالم والمعاناة المتواصلة. وفاته لم تكن طبيعية، بل كانت نتيجة مباشرة لسياسات القمع والتنكيل التي ينتهجها النظام السعودي ضد كل صوت مستقل، حتى لو كان في إطار الفكر الديني المعتدل.

الشيخ القثردي، الذي لم يرتبط يوماً بأي تنظيم سياسي أو صدام مع الدولة، اعتُقل في عام 2021 بسبب حضوره ندوة دينية قبل تسع سنوات للشيخ عوض القرني، بالإضافة إلى حيازته لكتابين متاحين وقتها في المكتبات العامة. التهم كانت عبثية: “المساس باللحمة الوطنية” و”تبني الفكر المتطرف”، ما يكشف طبيعة المحاكمات السياسية التي تستهدف حرية الرأي والفكر في المملكة.

ورغم تقدمه في العمر وتدهور صحته، رفضت السلطات السعودية الإفراج عن القثردي، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة خلف القضبان. موجة حزن وغضب واسعة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نعاه تلامذته وزملاؤه وناشطون حقوقيون، مؤكدين أن ما حدث جريمة لا تسقط بالتقادم، وانتهاك صريح لحقوق الإنسان.

ملف العلماء والدعاة في السعودية لا يزال عنوانًا لمرحلة سوداء من القمع وتكميم الأفواه. وفاة القثردي، أستاذ القرآن الكريم ورئيس جمعية ترتيل لتحفيظ القرآن، ليست مجرد حادث عابر، بل صفعة أخرى تكشف كيف تحولت ساحات العلم إلى ميادين للملاحقة والاضطهاد، وكيف باتت الكلمة الحرة تُحاكم بتهمة الإرهاب!

رسالة ما حدث واضحة: لا مكان للفكر الحر في ظل نظام يخشى الكلمة أكثر مما يخشى الرصاص. والعروش التي تكمم العلماء اليوم، إنما تبني نهايتها بنفسها.

  • اقرأ أيضا:

السعودية.. اعتقال الشيخ بدر المشاري في ظروف غامضة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى