وفاة محمد فارس.. رحيل “نيل أرمسترونج العرب” الذي حاربه الأسد الأب وضيق عليه الابن

وطن – غيّب الموت رائد الفضاء السوري اللواء محمد فارس في أحد مستشفيات “غازي عنتاب” في تركيا، بعد شهر من معاناته من المرض عن عمر ناهز 73 عاماً.

وقضى محمد فارس آخر سنواته داعماً للحراك الشعبي السوري، ولعب دوراً بارزاً في العديد من الفعاليات والمواقف والمؤسسات المعارضة.

وأعلن الائتلاف الوطني المعارض وناشطون سوريون وفاة رائد الفضاء السوري المنشق محمد فارس، الجمعة، عن سن ناهز 73 عاما بعد صراع مع المرض في أحد مستشفيات مدينة غازي عنتاب في تركيا.

تفاصيل وفاة محمد فارس

وكان فارس تعرض لوعكة صحية في وقت سابق من الشهر الماضي، دخل على إثرها إلى أحد المشافي في تركيا وتم إخراجه ولكن لم يلبث أن فارق الحياة بعد أيام قليلة.

“لا تيأسوا سننتصر”

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه محمد فارس من داخل المستشفى، وهو يتمنى لو كان مشاركاً في احتفالات الذكرى السنوية الثالثة عشرة لانطلاق الثورة السورية.

وقال فارس مخاطباً السوريين المتظاهرين: “أتمنى لكم التوفيق، أنتم الشباب أملنا في المستقبل، لا تيأسوا سننتصر بإذن الله تعالى”.

وصف الائتلاف السوري في بيان له فارس بفقيد سوريا، مشيرا إلى أنه انحاز إلى الثورة السورية بعيد اندلاعها عام 2011 ولم يغير موقفه حتى رحيله.

  • اقرأ أيضا:
بينما “النيادي وبرناوي” في الفضاء.. هكذا زور نظام الأسد تاريخ “أرمسترونغ العرب” (فيديو)

نعي واسع لمحمد فارس

ونعى السوريون الراحل الذي انضم الثورة السورية منذ انطلاقتها عام 2011، وشارك في مظاهراتها وتعرض للخطر وللملاحقة من قبل النظام، كما لم يترك فرصة لدعم الحراك الثوري في كل مقام، ما أكسبه حب واحترام وثقة الشعب السوري.

وقال “هادي البحرة” رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في تغريدة على حسابه عبر موقع “إكس”-تويتر سابقاً – إن فارس حظي بمحبة السوريين بمواقفه الشجاعة وانحيازه لصوت الشعب وكلمته، وهو أول سوري وثاني عربي يصعد على الفضاء، وكان اسماً لامعاً محلياً وعربياً.

وأضاف :”تعازينا الحارة لعائلة الراحل وأصدقائه وذويه ولعموم الشعب السوري، وندعو الله أن يرحمه ويغفر له يرزق أهله الصبر والسلوان.”

فيما قال الشاعر والصحفي السوري “حسان عزت”: “ودع اللواء محمد فارس آلامه وانتظاره الطويل ليري وطنه السوري محررا.. وتحرر من ربقة حياة الغربة والانتظار.”

واستدرك :” لاحول ولا قوة الا بالله الرحمة علي روحه وطنياً شربفاً عفيفاً شهما خلوقا جديرا بالمحبة وهو رمز كبير من رموزنا الوطنية صاحب موقف عدل وانتماء لحرية وكرامة شعبه”.

 

محمد فارس انحاز إلى أحرار سوريا

ومن جانبه نعى “المجلس الإسلامي السوري” محمد فارس، وقال عبر “فيس بوك”، إنه “فقيد سوريا الراحل الكبير الذي انحاز إلى أحرار سوريا ضد عصابة الإجرام، حتى رحل ولم يبدل ولم يغيّر”.

و”محمد فارس” من مواليد مدينة حلب عام 1951، وهو أول رائد فضاء سوري شارك في بعثة الاتحاد السوفييتي في مركبة الفضاء “سويوز”، للمحطة الفضائية “مير”، عام 1987.

بعد تخرجه من مدرسة الطيارين العسكريين في أكاديمية القوات الجوية السورية بالقرب من حلب عام 1973، انضم فارس إلى القوات الجوية وحصل في النهاية على رتبة عقيد.

كما عمل أيضا مدرباً للطيران ومتخصصًا في الملاحة في وقت لاحق من حياته العسكرية. وفي عام 1985 تم اختياره كواحد من اثنين من المرشحين السوريين للمشاركة في الانتخابات برنامج رحلات الفضاء إنتركوزموس ، والذي سمح لرواد الفضاء من الدول الحليفة بالمشاركة في البعثات الفضائية السوفيتية.

ذهب محمد فارس إلى مركز تدريب رواد الفضاء في ستار سيتي بروسيا للتدريب في 30 سبتمبر 1985.

طار فارس إلى الفضاء كرائد فضاء بحثي على متن المركبة الفضائية سويوز TM-3 في 22 يوليو 1987، كجزء من أول طاقم زائر إلى الفضاء.

وأجرى خلال المهمة 13 تجربة علمية على متن المركبة الفضائية، وعاد إلى الأرض في 30 يوليو 1987، بعد أن أمضى ثمانية أيام في الفضاء.

نيل أرمسترونج العرب

ووفق موقع globalcitizen أصبح فارس، الذي يلقب باسم “نيل أرمسترونج العرب”، بطلاً قومياً بين السوريين عندما عاد إلى الأرض. وتم تسمية المطار والمدرسة والشوارع باسمه.

أراد فارس تثقيف المزيد من السوريين في مجال الفضاء وعلم الفلك، لكن الرئيس السوري في ذلك الوقت، حافظ الأسد (والد بشار الأسد)، رفض طلبه بإنشاء مركز وطني لعلوم الفضاء لمساعدة السوريين الآخرين على أن يصبحوا رواد فضاء.

وبدلاً من ذلك، انتهى به الأمر إلى تدريب الرجال على قيادة الطائرات المقاتلة في كلية القوات الجوية، وترقى إلى رتبة جنرال.

وبعد أن تحولت الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري إلى أعمال عنف وبدأت الحكومة في مهاجمة المدنيين، اتخذ فارس قراراً بالفرار من البلاد.

وفي آب 2012، أعلن محمد فارس انشقاقه عن النظام السوري، وانضمامه إلى صفوف الثورة السورية، ليحافظ على موقفه المعارض للنظام والمطالب بالتغيير السياسي في سوريا حتى وفاته.

وعاش الراحل محمد فارس في منطقة الفاتح بإسطنبول أو “سوريا الصغيرة” مع زوجته وأطفاله الثلاثة. ولم يتخل عن حلمه بالعودة إلى منزله في حلب بسوريا ذات يوم إلى أن وافاه الأجل.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث