الرئيسية » الهدهد » تحليل مصور يدحض روايات الاحتلال بشأن استهداف حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا.. مشاهد للحظات الأخيرة

تحليل مصور يدحض روايات الاحتلال بشأن استهداف حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا.. مشاهد للحظات الأخيرة

وطن – نشرت صحيفة واشنطن بوست، تحليلًا يدحض رواية الاحتلال الإسرائيلي بخصوص استهداف الشهيدين حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا في خان يونس جنوبي قطاع غزة.

قالت الصحيفة إن جيش الاحتلال الاسرائيلي شنَّ في السابع من يناير/كانون الثاني 2024 ضربة صاروخية مُوجَّهة على سيارة تُقِلُّ أربعة صحفيين فلسطينيين خارج مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وادعى الاحتلال أن استخدام الصحفيين لطائرة “درون” هو السبب في استهدافهم.

واستشهد الصحفيان بشبكة الجزيرة حمزة الدحدوح (27 عاماً)، ومُشغِّل طائرة بدون طيار وهو مصطفى ثريا (30 عاماً)- إلى جانب السائق. وأُصيبَ صحفيان مستقلان إصابات خطيرة.

وكان الصحفيون عائدين من مسرح غارة إسرائيلية سابقة على أحد المباني، وقد استخدموا الطائرة بدون طيار لتصوير المشهد بعد الغارة. والطائرة دون طيار – وهي طراز استهلاكي متاح للبيع على موقع Best Buy – محورية في التبرير الإسرائيلي للاستهداف.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان باليوم التالي إنَّه حدد واستهدف شخصا كان يُشغِّل طائرة تُشكِّل تهديداً على قوات الجيش.

وبعد يومين، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنَّه كشف عن أدلة تشير إلى أنَّ الرجلين كانا ينتميان لمجموعات مسلحة -ثريا لحركة حماس والدحدوح لحركة الجهاد الإسلامي- وأنَّ الهجوم كان رداً على تهديد “وشيك”، وفق ادعائه.

مصطفى ثريا
الصحفي مصطفى ثريا

مشاهد للاستهداف

وحصلت الصحيفة، على لقطات من طائرة ثريا وراجعتها، وكانت اللقطات مُخزَّنة في بطاقة ذاكرة جرى استعادتها من المكان وأُرسِلَت إلى شركة إنتاج في تركيا ولا يظهر أي جنود إسرائيليين أو طائرات أو أي معدات عسكرية أخرى في اللقطات التي التُقِطَت ذلك اليوم، وهو الأمر الذي يثير تساؤلات حساسة حول سبب استهداف الصحفيين.

وتوفر مقابلات مع 14 شاهد عيان على الهجوم وزملاء للصحفيين الشهيدين، الرواية الأكثر تفصيلاً حتى الآن للاستهداف المميت.

ولم تجد الصحيفة أي مؤشرات على أنَّ أياً من الرجلين كان يعمل أي شيء آخر بخلاف كونه صحفياً ذلك اليوم. ومرَّ كلاهما عبر نقاط تفتيش إسرائيلية في طريقهما إلى الجنوب في وقتٍ مبكر من الحرب.

ولم تستطِع الصحيفة تحديد حالات أخرى استهدف فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي صحفيين خلال الحرب لأنَّهم استخدموا طائرات دون طيار، وهي التي تُستخدَم بشكل مكثف لتصوير نطاق الدمار في غزة.

وصرح صحفيون محليون للصحيفة، بأنَّه لا توجد توجيهات رسمية من جيش الاحتلال استخدام الطائرات دون طيار، ولو أنَّ أحد الصحفيين قال إنَّ ضابطاً إسرائيلياً حذره سراً من استخدامها.

وأوضح صحفي آخر أنَّه اختار ألا يستخدم طائرته خلال الصراع خوفاً من إمكانية استخدامها ذريعة لشن غارة إسرائيلية.

وكان وائل الدحدوح مدير مكتب الجزيرة في غزة، قد صرح بأنَّ نجله حمزة انضم إلى مكتب الجزيرة في غزة خلال الصراع، وعمل مساعد مصور ومنتجاً ميدانياً.

حمزة الدحدوح
الصحفي حمزة الدحدوح

وكان ثريا صحفي مستقل مشهور، وساهم بصور ولقطات من طائرة بدون طيار لشبكة الجزيرة، وكذلك لوكالة الصحافة الفرنسية ورويترز وموقع Getty Images.

ووفقاً للعديد من أصدقاء وزملاء الصحفيين ممَّن حاورتهم الصحيفة، فإنَّ كلاً من الدحدوح وثريا غادرا مدينة غزة، محط التركيز الأساسي للعملية العسكرية الإسرائيلية، في أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2023 عبر طريق مخصص لإجلاء المدنيين حدده جيش الاحتلال الإسرائيلي. وعاش الرجلان في خيام لأكثر من شهرين مع صحفيين آخرين بمدينة رفح.

ووفقاً لعامر أبو عامر، وهو مصور لدى محطة فلسطين اليوم، والذي كان حاضراً بالمكان، استيقظ الصحفيان يوم 7 يناير/كانون الثاني 2024 على أنباء استهداف غارة إسرائيلية لمنزل عائلة أبو النجا جنوبي خان يونس. ووصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لاحقاً المنزل بأنَّه مكتب لحركة الجهاد الإسلامي.

وقد انطلق 11 صحفياً على الأقل في رفح إلى المكان، بينهم الدحدوح وثريا والصحفيان المستقلان محمد القهوجي وحازم رجب. ووفقاً للبيانات الوصفية لمقاطع الفيديو التي صورها ثريا ذلك اليوم، فإنَّه كان قد أطلق طائرته المُسيَّرة في الجو بحلول الساعة 10:39 صباحاً.

انتشال جثث الشهداء

تُظهِر اللقطات التي حصلت عليها الصحيفة، الصحفيين وهم يرتدون ستراتهم الزرقاء خلال معاينتهم لكتلة من الأسلاك والخرسانة المهدمة. وكان الأطفال يشاهدون بينما ينتشل الرجال الجثث، وكان عمال الدفاع المدني يغطون الجثث ويحملونها بعيداً.

تتضمَّن اللقطات 38 مقطعاً تستمر لمدة تزيد قليلاً عن 11 دقيقة. ويظهر “ثريا” في بعض الأحيان وهو ينظر إلى جهاز التحكم في الطائرة المُسيَّرة ويسمح لزملائه الآخرين بالنظر إلى الشاشة. ويقوم بتصغير الصورة مرتين لفترة وجيزة ليُظهِر المشهد شمال غربي وجنوب غرب المنزل المتهدم وتصل الصورة إلى مسافة ميل تقريباً (1.6 كم) في كل اتجاه. ولا تظهر أي قوات إسرائيلية أو طائرات أو أي معدات عسكرية أخرى في اللقطات.

  • اقرأ أيضا:
“لا اعتذار لدينا”.. حكومة الاحتلال تعترف بتعمد استهداف حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا

وراجع محللان، بطلب من الصحيفة، صور أقمار صناعية متاحة التقطتها شركتا Planet Labs وAirbus في السابع من يناير/تشرين الثاني 2024 تغطي دائرة يبلغ نصف قطرها نحو 1.2 ميل (1.9 كم تقريباً) من مكان إطلاق الطائرة بدون طيار.

ولم يرَ أيٌّ من الخبيرين أي أدلة على وجود انتشار عسكري أو نشاط مسلح.

في اليوم التالي لإعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن استهدافه من وصفهم بـ”إرهابيين في المكان”، بدا أنَّ المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، يتراجع، قائلاً لشبكة NBC الأمريكية إنَّ “كل صحفي يموت هو أمر مؤسف”، مضيفاً أنَّ الطائرة دون طيار جعلتهم يبدون “إرهابيين”.

وفي بيان يوم 10 يناير/كانون الثاني، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنَّ الطائرة المُسيَّرة شكَّلت “تهديداً وشيكاً” لقوات موجودة بالجوار، مع أنَّ الغارة وقعت بعد 15 دقيقة تقريباً من توقف ثريا عن التصوير.

وذكر البيان أيضاً أنَّ شعبة الاستخبارات بجيش الاحتلال الإسرائيلي قد أكَّدت أنَّ الدحدوح وثريا عضوان بحركتيّ حماس والجهاد على التوالي.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.