من هو محمد سمير وشاح؟.. حقيقة مزاعم إسرائيل لإزاحة “كابوس” الجزيرة؟

وطن – بعدما اتهم الجيش الإسرائيلي صحفياً فلسطينياً يعمل في قناة “الجزيرة” بأنه قائد في الجناح العسكري لحركة “حماس”، دارت تساؤلات عن هوية محمد سمير وشاح وحقيقة الوثائق والصور التي نشرها الاحتلال زاعماً أنها دليل إثبات لادعاءاته.

وتحدثت مصادر إعلامية للاحتلال عن إقرار حكومة نتنياهو لـ”قانون الجزيرة” لوقف بث ما وصفتها بوسائل الإعلام التي تضر بأمن الاحتلال، مشيرة إلى أنه يمثل خطوة لإنهاء تواجد القناة القطرية في الأراضي المحتلة، وأن هذا القانون تسبب في تبادل الاتهامات بين الوزراء ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وجاءت الاتهامات على خلفية مشاركة قطر في مفاوضات التسوية لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين من كلا الطرفين.

بداية المزاعم من أفيخاي ادرعي

وجاء إقرار حكومة الاحتلال لـ”قانون الجزيرة” المزعوم عقب ساعات من مزاعم أفيخاي ادرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأن أحد صحفيّ الجزيرة في قطاع غزة ويدعى محمد سمير وشاح، يعمل كقيادي عسكري في حركة حماس.

وأضاف ادرعي في مزاعمه على موقع التواصل الاجتماعي أنه خلال نشاط لقوات الاحتلال قبل عدة أسابيع داخل أحد معسكرات حماس في شمال قطاع غزة، تم ضبط كمبيوتر محمول يعود إلى الصحفي محمد سمير محمد وشاح من مواليد 1986 من البريج.

وزعم متحدث الاحتلال أنه بعد تفتيش حاسوب وشاح تبين من المستندات أنه قائد بارز في منظومة الصواريخ المضادة للدروع في الجناح العسكري لحماس.

وأكمل ادرعي في مزاعمه التي وصفت بالمضللة: “محمد وشاح في نهاية عام 2022 انتقل للعمل في مجال البحث والتطوير في القوة الجوية لحماس”.

ويعرف محمد وشاح نفسه عبر حسابه بانستغرام بأنه إعلامي فلسطيني ومراسل لقناة الجزيرة مباشر، لدى شبكة الجزيرة الإخبارية القطرية.
▫️

يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي اتهم في وقت سابق صحفيين آخرين من قناة “الجزيرة” بانتمائهما للمقاومة.

والصحفيان اللذان استشهدا في غارة جوية إسرائيلية على رفح هما حمزة دحدوح، نجل مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، ومصطفى ثريا، محرر فيديو لوكالة “فرانس برس” والذي كان يعمل أيضا في القناة وزعم الاحتلال بأنهما عضوان في حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

الصحفيان وائل الدحدوح ومحمد الوشاح
الصحفيان وائل الدحدوح ومحمد الوشاح

قناة الجزيرة لها مكتب في الأراضي الفلسطينية المحتلة “إسرائيل” وطاقم من المراسلين يعمل على مدار العام، بما ذلك تغطية الحرب الإسرائيلية على غزة الجارية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

صور مفبركة لصحفي الجزيرة محمد وشاح

ورأى حساب Media Heroes على منصة إكس أن الاحتلال يحاول تبرير قتل الصحفيين والصحفيات مشيراً إلى محاولات تلفيق صور معدلة ونسبها لمحمد وشاح.

وفي ذات السياق كتب حساب “جنرال الخليج”: “الاعلام الصهيوني يروج لخبر بأن مراسل قناة الجزيرة محمد وشاح ينتمي لحماس وذلك في تمهيد واضح لاغتياله، وتخويف الاعلاميين من نقل حرب الإبادة التي تُنفذ في قطاع غزة”.

ولوحظ نشاط حسابات الذباب الإلكتروني والمعرفات الوهمية التي تم فضح علاقة بعضها بالموساد الإسرائيلي، في الترويج لهذه الأكاذيب عن صحفي الجزيرة محمد وشاح.

دور مشبوه محتمل لمصر

وأرشد ما كشفه أحد المغردين الموالين للسيسي والمعادين للمقاومة الفلسطينية إلى دور مشبوه لمصر فيما تعرض له الصحفي الفلسطيني محمد سمير وشاح.

وكتب خالد البري عن ذلك: “إسرائيل اتكلمت عن مراسل للجزيرة اسمه محمد وشاح، بتقول إنه عضو نشط وعملياتي في حماس. المهم دخلت اشوف مين فقابلني مقال كتبه في ٢٠١٧ في مدونة الجزيرة عن علاقة مصر بحماس، وبالذات بخصوص اربع نشطاء حمساويين مسجونين في مصر. وبيعرض المطالب اللي مصر طلبتها من حماس ورد الحركة عليها. هنقل لكم الجزء دا من غير تعليق مني، بس علشان نعرف ان كل واحد بيشوف مصلحته”.

ونقل المغرد مقال وشاح يقول فيه: “ماذا تريد مصر من حماس؟” ونشر عام 2017.

وجاء في المقال:

“- مصر تريد من غزة وبالتحديد حركة حماس أن تتعاون أمنيا ومخابراتيا معها في سيناء لمحاربة تنظيم الدولة وهو ما رفضته حماس لأنها ستدخل نسفها في معارك جانبية لا دخل لها بها وتنحرف بوصلتها الرئيسة الموجهة نحو القدس.

– الثمن الوحيد الذي تطلبه مصر للإفراج عن المخطوفين الأربعة هو ثمن أمني باهظ جدا لا تقوى حماس على تنفيذه.. لأن لعنة التاريخ ستطاردها وسينفض جمهورها عنها وتهوي فيما هوت به حركات سابقة .”.

ومن ذلك المقال وحسبما أشار إليه الناشط المؤيد للنظام المصري، يبدو واضحاً أن مصر منزعجة من الصحفي الفلسطيني أكثر من إسرائيل نفسها، ولهذا قد يكون لها مصلحة في تلفيق تلك الصور بالتعاون مع متحدث الاحتلال “أفيخاي ادرعي”.

ولم يصدر أي تعليق رسمي حتى، مساء الاثنين، من جانب قطر أو قناة الجزيرة على المزاعم الإسرائيلية.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث