وطن – نشر الكاتب والصحفي البريطاني الشهير ديفيد هيرست مقالاً في موقع “ميدل إيست آي” البريطاني الذي يرأس تحريره، أكد فيه أن ساسة العالم الذين شاهدوا على مدى الأشهر الأربعة الماضية قطاع غزة وهو يهدم قطعة تلو الأخرى، سيكونوا شاهدين أيضاً على الثمن الباهظ الذي سيدفعه كل من دعم الاحتلال.
وقال “هيرست” في مقاله إن التاريخ سيكون أشد قسوة على هؤلاء القادة السياسيين الذين برروا وتسامحوا مع الجرائم الوحشية، التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وأضاف أنه على مدى الأشهر الأربعة الماضية، شاهد الغرب غزة وهي تُهدم قطعة تلو الأخرى، وكيف تم تدمير الأحياء السكنية وتفجير الجامعات والمستشفيات والمكتبات.
وذكر ديفيد هيرست: “لقد تم إبادة العائلات التي تشكل عماد المجتمع في بيوتها والقضاء على صفوف الطبقة الوسطى من الأطباء والصحفيين والأكاديميين ورجال الأعمال”.
كما قصف الاحتلال قوافل المساعدات والجياع الذين يصطفون للحصول على الطعام، وأولئك الذين يحاولون ببساطة الفرار سيرًا على الأقدام تم استهدافهم من قبل القناصة عمداً.
أسوأ جرائم تاريخية
وتذكر تلك المشاهد وفق ديفيد هيرست بأسوأ جرائم الحرب العالمية الثانية فيما لا يزال مرتكبها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مصراً على استمرار الجرائم.
قام نتنياهو مؤخراً بتمزيق عرض حماس بوقف القتال وإخراج ما تبقى من الأسرى أحياء، وتعهد بمواصلة الحرب حتى النهاية المريرة.
وتحولت رفح التي أصبحت الملجأ الأخير إلى الهدف التالي للاحتلال ومع ذلك وبعد مرور أربعة أشهر، لا يزال هناك من يدعم هذه الوحشية من الساسة الغربيين.
ووصف “هيرست” لا مبالاة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن المخاطر التي يمكن أن يخلقها دعم الجرائم الإسرائيلية في غزة “بالسياسة الغريبة والوقحة”.
-
اقرأ أيضا:
بأدوات “التشهير والمال”.. كيف تتدخل إسرائيل في الانتخابات الأمريكية؟
كيف ستؤثر حرب غزة على الانتخابات الأمريكية؟
ومما ذكره ديفيد هيرست في مقاله بقميدل إيست آي:
– كان يتوقع أن يكون بايدن أكثر حذراً قبل أن يتبع إسرائيل في طريق الخزي التاريخي.
– لقد تحولت الحملة الإسرائيلية في غزة إلى عبء انتخابي لأنها دخلت شهرها الخامس ولم تظهر أي علامة على التوقف.
– بايدن هو الأكثر ضعفا في ميشيغان ودعمه لإسرائيل أضر بحملته الانتخابية بشدة مع عدد كبير من السكان العرب الأمريكيين في الولاية.
– يسعى فريق بايدن جاهداً لإيجاد طرق أخرى لتحقيق النصر في الولاية التي تمثل ساحة المعركة.
– أنشأ نشطاء من ميشيغان ومينيسوتا وأريزونا وويسكونسن وفلوريدا وجورجيا ونيفادا وبنسلفانيا حملة للتخلي عن بايدن ، في ست منها ولايات ساحة المعركة.
– هناك جيل جديد يسير لتغيير وجه الحزب الديمقراطي إلى الأبد.
الفرصة الأخيرة
وفي آخر انتخابات رئاسية أمريكية فاز بايدن بولاية ميشيغان بنسبة 2.8 في المائة، ويشكل العرب خمسة في المائة من الأصوات. وكان أول عمدة عربي لمدينة ديربورن، عبد الله حمود، واضحاً للغاية بشأن ما يريد من بايدن أن يفعله.
وذكر حمود: “نريد أفعالا وليس كلاما كلاميا. إذا أراد الرئيس بايدن اتخاذ موقف حازم، فيمكنه أن يبدأ بتقييد المساعدات العسكرية لإسرائيل. ويمكنه أن يبدأ بالدعوة إلى وقف إطلاق النار لأنه في الوقت الحالي يقتل ما يقرب من 200 مدني كل يوم”.
ورأى عمدة ديربورن أن عدم دعوة بايدن إلى وقف إطلاق النار ورفضه دعم حكم محكمة العدل الدولية بأن على إسرائيل أن تتخذ خطوات للامتثال لاتفاقية الإبادة الجماعية، سوف يؤدي إلى وصمة عار لا تمحى في حياته المهنية.