وطن – أفادت وسائل إعلام إماراتية بأن حاكم الشارقة سلطان بن محمد القاسمي، وجه باستحداث “جائزة الحيرة للشعر النبطي”، تقديراً وتشجيعاً لأبرز القصائد المنشورة في مجلة “الحيرة من الشارقة”، التي تصدر عن دائرة الثقافة في الإمارة وتعني بالشعر والأدب الشعبي والإبداعات والدراسات المنوعة في الخليج وعموم المنطقة العربية.
ووفق حساب “الشارقة للأخبار” بمنصة إكس، سيتم اختيار قصيدة من كل عدد من أعداد المجلة التي تصدرها الدائرة شهرياً، ليبلغ عدد النصوص الفائزة 12 قصيدة، وذلك اعتباراً من شهر يناير 2024.
بتوجيهات حاكم الشارقة.. استحداث “جائزة الحيرة للشعر النبطي”#الشارقة_للأخبار #الشارقة #الإمارات pic.twitter.com/llSsTMryw7
— الشارقة للأخبار (@Sharjahnews) February 5, 2024
ولكن لماذا سميت المجلة الأدبية والجائزة المقرونة بها باسم الحيرة؟ وهل لها علاقة بالمدينة القديمة في العراق التي ارتبطت بتاريخ العرب ما قبل الإسلام أم أنها مرتبطة بوضع آخر؟
ووفق معلومات متداولة على مواقع التواصل الإجتماعي فالحيرة هي إحدى ضواحي شمال إمارة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، وهي موطن تقليدي لعائلة الدرويش، التي هي جزء من قسم آل بو شامس من قبيلة النعيم.
منطقة ساحلية وميناء صغير
سكنها مواطنو المنطقة ومن دول مجاورة قبل قرن ونصف القرن حيث امتهنوا صيد السمك والزراعة الخفيفة، وفي الفترات الأخيرة سكنتها قبائل عربية، وأقيمت مدرسة قديمة، عبارة عن بيت قديم لتعليم البنين.
واستقلت عن الشارقة لمدة من الزمن مع شيخ القبيلة، ولكن عادت وأصبحت رسمياً جزءاً من إمارة الشارقة في عام 1949 بعد وفاة حاكمها عبد الرحمن بن محمد الشامسي.
وهي منطقة ساحلية بها ميناء صغير كانت تستخدم سابقاً عدد من الصيادين وأصحاب قوارب النزهة، المبنى الرئيسي فيها اليوم هي مركز الشرطة، الذي تم تحويله في عام 2019 إلى مبنى «جمعية الحيرة الأدبية».
ورد ذكرها بالسجلات البريطانية
وورد ذكر الحيرة لأول مرة في السجلات البريطانية لعام 1830: «إن سكان الحيرة، التابعين لجواسمي-القواسمي-، يرتكبون قرصنة ضد قارب بندر عباس. والشيخ سلطان بن صقر من تلقاء نفسه يلزمه برد الممتلكات كاملة ويعاقب الجناة».
وبحسب التاريخ، فقد اشتهر أهل الحيرة بالشجاعة والكرم والثروة. واهتموا بالعلوم والفنون والآداب، وبرز فيهم جماعة من الحكماء والفلاسفة والأدباء والشعراء.
وكانت الحيرة بمثابة مركز لتطوير التقاليد الإماراتية القوية للشعر النبطي. من أوائل الشعراء الإماراتيين في اللغة العربية الفصحى الذين اكتسبوا أهمية في هذا الجزء من العالم خلال القرن العشرين مبارك العقيلي (1880-1954) وسالم بن علي العويس (1887-1959) وأحمد بن سليم (1905-1976). والشيخ صقر القاسمي (1925-1993)، حاكم الشارقة السابق، وسلطان بن علي العويس (1925-2000). ونشأ الشعراء الثلاثة المعروفون بمجموعة الحيرة في الحيرة وكانوا أصدقاء مقربين.
ما أصل التسمية؟
أما عن تسميتها فهناك من يرى أن سكانها الأوائل نقلوا الاسم من موطنهم الأصلي في العاصمة التاريخية للمناذرة، جنوب وسط العراق، حيث فقدت «الحيرة» بريقها وهيبتها بعد تحول الكوفة لعاصمة الخلافة الإسلامية في العام 638 ميلادية.
ووفق دراسة لمركز الخليج ازداد الأمر سوءا بعد الاجتياح المغولي لبغداد عام 1258 ميلادية مما اضطر الكثير من قاطنيها لهجرها والبحث عن مناطق أكثر استقراراً وأماناً في شبه الجزيرة العربية.
وثمة من يرى أن كلمة الحيرة هي لحن في القول، أو صيغة نطق في اللهجة المحلية، تُستبدل الجيم فيها بالياء، لأن أصل الكلمة بالفصحى هو «الحجرة» أو المكان الذي يتم فيه تخزين المياه، سواء مياه الآبار أو الأمطار، أو المياه المنقولة على ظهور الدواب من مناطق بعيدة مثل منطقة «الفلي» أو «الفلج»-جمع الأفلاج وغيرها من المناطق.
إعادة إحياء الحيرة
وفي يناير الماضي افتتح حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي مشروع إحياء بلدة الحيرة القديمة في مدينة الشارقة.
وأزاح الشيخ القاسمي الستار عن نصب تذكاري يخلد ذكرى تأسيس مدينة الحيرة قبل أربعة قرون في عام 1613م، والتي وصل فيها القواسم إلى مدينة الشارقة.
وبحسب موقع “أخبار الخليج” باللغة الإنجليزية يتضمن مشروع إحياء مدينة الحيرة القديمة، منزل سلطان بن عبد الله بن ماجد العويس، ومنزل حامد خلف بو خسرة، ومنزل خليفة سلطان السويدي. كما تم إزاحة الستار عن نصب تذكاري يخلد ذكرى تأسيس مدينة الحيرة قبل أربعة قرون في عام 1613م.
وبعد ذلك افتتح دار سلطان بن عبدالله بن ماجد العويس الذي يقع على مساحة 900 متر مربع ليكون مجلس الحيرة الأدبي.