وطن – كشفت وثائق أمريكية عن زيارة سرية قام بها وزير النفط السعودي زكي يماني إلى نيويورك في نهاية يوليو ١٩٦٧، وُصفت بأنها “زيارة حساسة وفي غاية السرية”.
حيث التقى فيها زكي يماني وقتها بالمدراء التنفيذيين لشركة أرامكو “الأم”، في إحدى ضواحي نيويورك، وطالبهم بالتكتم الشديد على ما سيقوله لهم، قائلا: هذه الحرب ما بين العرب وإسرائيل هي غطاء لصراع إقليمي ما بين القوميين العرب والدول العربية المعتدلة، لذا عليهم (الشركات النفطية) حماية مصالحهم التجارية ومعاضدة الموقف الأمريكي والدول العربية “المعتدلة”.
وزير النفط السعودي تحرك ضد دول عربية لصالح أمريكا
وتحدث وزير النفط السعودي زكي يماني في هذا الاجتماع السري كيف أنه قد خاض صراعا مريرا في الكواليس أثناء “اجتماع أوبك في مايو ١٩٦٧” في بغداد، حين فوجىء بتمثيل سوريا ولبنان في هذا الاجتماع باعتبارهما يحسبان على الدول العربية “القومية”.
فحاول تأخير الاجتماع من أجل ضم السودان والأردن لإحداث توازن ما بين الدول القومية و”المعتدلة”، لكنه فشل.
وقال إن نية المجتمعين العرب الأصلية هو تأميم ومصادرة صناعة النفط فيما لو انتصر العرب في الحرب (مع الكيان الصهيوني).
وقال زكي يماني إن السعودية بصدد إنشاء منظمة نفطية جديدة وأنها ستستبعد منها الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا) كما وستستبعد منها الجزائر أيضا، لإحداثهما “المتاعب” للدول العربية “المعتدلة” أثناء حرب ١٩٦٧، وهي المنظمة التي أسست فيما بعد تحت اسم (أوبك) على يد السعودية والكويت والمملكة الليبية وقتها.
وقال “يماني” إن الممثلين العرب ناقشوا في الاجتماع (أوبك بغداد) كيفية جعل قوة أمريكا من الدرجة الثانية لتقليل أهمية “التزامنا” (الأمريكي) تجاه إسرائيل!!.
وكانت العراق قد وجهت دعوة عاجلة في ٢٩ مايو ١٩٦٧، إلى الدول العربية المنتجة للنفط لحضور اجتماع اضطراري في بغداد، وذلك لاتخاذ موقف موحد حول استخدام النفط العربي كسلاح في المعركة ضد الدول التي تساعد الكيان الصهيوني في عدوانه على العرب.
دور تخريبي وتجسسي للسعودية لضرب الموقف العربي
ولبت جميع الدول العربية دعوة العراق، ولكن تُثبت هذه الوثائق المسربة أن المشاركة السعودية في هذا الاجتماع كانت “دورا تخريبيا وتجسسيا في نفس الوقت”.
-
اقرأ أيضا:
دماء فلسطين في عنق الشعوب العربية منذ ١٠٨ سنوات وحتى اخر طفل اسلم الروح في غزة
كما تكشف الوثائق الأمريكية التي حوت برقية بتاريخ 8 يونيو 1967 ـ (Aramco cable of June 8,1967 Saunders to Bundy, National Security File) ـ أن وزير النفط السعودي التزم الصمت إزاء دعوة العراق بقطع النفط، لكن الأمريكيين طلبوا منه مسايرة المطلب العراقي والجمهورية العربية المتحدة وتأييده حتى لا تتعرض المنشآت النفطية للتخريب على يد هذه الدول، مما حدا بالوزير السعودي آنذاك بتأييد المطلب العراقي رغم أن السعودية ظلت تشحن النفط سرا.
كما أخبر وزير النفط في المملكة الليبية وقتها خليفة موسى، السلطات الأمريكية بأن مملكته ظلت تشحن النفط لألمانيا الغربية سرا، رغم مسايرتها القرار العربي.
كما تحدثت وثيقة أخرى مؤرخة بتاريخ ٢٤ /٥/ ١٩٦٧ ـ (National Archives RG 59 Records of the Department of State, Central Files, 1967–69, PET 6 SAUD. Secret; May 24, 1967) ـ عن اجتماع سري جرى بين وزير النفط السعودي زكي يماني، ونائب رئيس شركة أرامكو “روبرت بروغام” في مطار بيروت في لبنان.
وقال زكي يماني لبروغام إنه على قناعة بأن حربا ستشتعل عما قريب ما بين العرب وإسرائيل، وأنه يوصي أمريكا بالابتعاد عن هذه الأزمة بطريقة مباشرة وأن “تعمل” من خلال الأمم المتحدة، ويؤكد أن أمريكا إذا دعمت إسرائيل بشكل مباشر فإن على أرامكو أن تتوقع تأميمها “إن لم يكن اليوم فغدا”، فتدخلها يعني نهايتها في الشرق الأوسط.
وعندما سأل “بروغام” زكي يماني: لماذا تعترض السعودية على وقوفنا في وجه عبد الناصر؟ أجاب يماني: “كلنا عرب. ستكون حكومتكم حمقاء إذا لم تبتعد”
سؤال : ماذا ينفع النبش في القبور؟
راح الأحياء وبليت عظامهم
والنظام السعودي تغير خمس مرات بعد ذلك..
ويكفي الملك فيصل بن عيدالعزيز (يرحمه الله) وقفته التاريخية مع مصر ومع وقف تصدير النفط للغرب
ويكفي أنه دفع حياته ثمنا ومات شهيدا فداءا للقدس
تريدون رواية التاريخ إذا قولوا ما تريدون ولكن دون تشنيع على السعودية وتاريخها كله
وعلى سبيل المثال وليس الحصر فإن تاريخ الأمويين أو العباسيين ليس كله خير محض أو شر محض
ولا حتى الأيوبيين الذين حرر مؤسسهم صلاح الدين مدينة القدس، فقد جاء من بعده من سمح للصليبيين بالاستيلاء عليها!
نحن الآن أبناء اليوم، ومنطق الأحداق يقول أن تحرير القدس ليس مسألة وقت أو إمكانات بل هو مسألة قرار وقيادة!!