وطن- كشف الضابط المصري السابق بجهاز أمن الدولة هشام صبري، تفاصيل خطيرة جدا عن حادث الهجوم على مقر الأمن الوطني في مدينة العريش بمصر، مستندا إلى معلومات وصلته من مصادر مطلعة، وأكد وقوف تنظيم “سرايا بيت القدس” خلف الهجوم.
وكشف تفاصيل حادث العريش، وقال إن 10 سيارات ـ نصف نقل ـ محملة بما يقرب من 100 عنصر من الجماعات المسلحة بسيناء، اقتحمت مقر الأمن الوطني بالعريش لتحرير 3 عناصر من جماعة “سرايا بيت المقدس”.
ضابط مصري سابق يكشف تفاصيل خطيرة جدا عن حادث العريش
وزعم “هشام صبري” أن عناصر “سرايا بيت المقدس” نجحوا بالفعل في هزيمة 4 مجموعات من الأمن المركزي، واحتلال المقر لساعات ثم خرجو بعد تحرير العناصر التابعة لهم التي كانت معتقلة، وأخذ كل الملفات وأجهزة الكمبيوتر داخل مقر الأمن الوطني، كما قاموا باختطاف ضابط أمن دولة ورهائن أخرى من العساكر والأمناء.
الضابط المصري السابق، والمعارض للسيسي ويقيم خارج مصر حاليا، كشف في بداية حديثه، عبر قناته على يوتيوب حيث يقدم برنامج “قَوْلُ غَيْرِ فَصْلٍ“، أن العقيد محمد مؤنس، الذي قتل في الهجوم على مقر الأمن الوطني بالعريش رفقة عناصر شرطية أخرى، كان ضمن دفعته في كلية الشرطة وأنه يعرفه منذ أكثر من 20 عاما.
وعن “العقيد مؤنس” قال “صبري”: “وهو ضابط في الأمن المركزي مش في أمن الدولة.. وهو مش صاحبي كان دفعتي وعلى ما أتذكر والده ووالدته الاثنين كانوا أطباء وهو الوحيد اللي في الشرطة.”
وكشف الضابط السابق ضمن حديثه الافتتاحي للموضع الذي عنونه بـ”تفاصيل هجوم العريش” أن نوعية الضباط الذين يذهبون لسيناء هم الضباط الذين “لا يوجد لديهم وسطة.. ومحمد مؤنس أعرفه من أكثر من 20 سنة.. كلمته مثلا مرة واحدة وعمري ما كلمته وانا بره مصر.”
عناصر من سرايا القدس كانوا معتقلين في مقر الأمن الوطني بالعريش
وكشف هشام صبري أنه قبل الهجوم بأيام كان يوجد 3 عناصر من سرايا بيت المقدس “مقبوض عليهم ومحتجزين في مكتب أمن الدولة اللي في العريش.”
وتابع:”ودي برده حاجة جديدة لانه مكنش حد بيتم احتجازه في امن الدولة منذ فترة والاحتجاز والتحقيقات كانت بتحصل في مقرات الجيش.. كان موجود 3 عناصر من سرايا بيت المقدس جوا المكتب بيتحققق معاهم.”
هجوم ضخم وعملية نوعية كبيرة
ولفت الضابط المصري السابق هشام صبري، إلى أنه في حدود الساعة الـ5 والنص من صباح، الأحد، بدأ فعلا الهجوم من الخارج وهو هجوم ضخم “مش أقل من 10 سيارات نقل كلهم فيهم ناس.. الناس اللي هاجمت المكان من 75 لـ 100 فرد على 10 عربيات”.
وقال إنه بسبب حجم العملية الضخم لم يستطع نظام السيسي التغطية عليها كالعادة، لافتا إلى أن العمليات الإرهاربية متكررة بشكل دوري في سيناء، لكنها تكون عمليات محدودة ويتم التعتيم عليها.
وأوضح: “عملية بالحجم ده ميقدروش يغطوا عليها لأن الأخبار اتسربت من المستشفى الأول فمقدروش يخبوها.”
وتابع: “5 ونص الصبح عناصر سرايا بيت المقدس هجموا على مقر الأمن الوطني بالعريش.. وممكن يكون الهجوم لأسباب كثيرة كرد على اجتماع الفصائل الفلسطينية اللي في العلمين.. أو بسبب زيارة قائد القيادة الأمريكية للمعبر.. وممكن يكون فيه أسباب كثيرة أخرى.”
“محمد مؤنس كان في وش المدفع”
وأكمل الضابط المصري السابق أنه أمام مقر الأمن الوطني في العريش، كان يوجد 4 مجموعات قتالية من الأمن المركزي ـ القوات الخاصة ـ “كل مجموعة بتبقى من 5 لـ 6 عساكر.. وطبعا بقيادة العقيد محمد مؤنس الله يرحمه هو كان قائد الـ4 مجموعات.”
وأضاف: “لما حصل الهجوم هما دول كانوا أول ناس في وش المدفع ومحمد مؤنس الله يرحمه استشهد أول واحد .. وحصل بقى اشتباك وطبعا الاثنين الأمناء بتوع الاستعلامات برده ماتوا.. الناس دي كلها استشهدت في الأول.”
واستطرد: “بعد كد بدأ الأمن المركزي بدأ يتعامل معاهم ومحدش يقدر يتعامل معاهم ودي من أكبر العمليات النوعية اللي حصلت في الـ30 سنة اللي فاتت.. مشفوش حاجة وعملية بالحجم ده قبل كده ولا حاجة بالنظام ده.”
عناصر إرهابية منظمة جدا
وأكد هشام صبري بناء على المعلومات التي وصلته، أن العناصر التي هاجمت مقر الأمن الوطني بالعريش من “سرايا بيت المقدس” كانت منظمة جدا “وبيتحركوا تحركات تكتيكية مش بشكل عشوائي وعارفين بالظبط هما بيعملوا ايه”.
وتابع أنهم “دخلوا فعلا جوه المبنى بعد ما خلصوا على كل الأمن المركزي الل بره وفيه ضابط نبطشي من أمن الدولة جوه.. وفيه بقى العساكر.”
احتلوا مقر الأمن الوطني وسيطروا عليه
وكشف أن عناصر سرايا بيت المقدس “لما دخلوا حرروا الناس بتوعهم وسيطروا على مقر الأمن الوطني.”
وتساءل هشام صبري عن عدم تواجد الجيش وتحركه العاجل، واستنكر تجاهل قوات الجيش للحادث حتى ساعات طويلة.
وتابع واصفا مشهد الاشتباكات الدامية بين عناصر سرايا بيت المقدس، وقوات الشرطة في مقر الأمن الوطني بالعريش:”وحاول الامن المركزي يتعامل معاهم معرفش لأنهم جو معاهم ناس ورهائن.. وسيطروا على المبنى بالكامل.”
وقال إن وردت “تعليمات من أمن الدولة إن الأمن المركزي يبطل تعامل ويقف من بره.. يعني امنوا بس المكان من بره.. بحيث محدش يخرج ووقفوا التعامل”
“مجموعة إنقاذ الرهائن”
وتابع الضابط هشام صبري: “وبعتوا مجموعة إنقاذ الرهائن بطائرة هليكوبتر للمقر.. ودول المفروض انهم كانوا هما اللي هيحرروا الناس الرهائن المحبوسين ويسيطروا على الموضوع.. لكن واضح انهم كانوا مقللين من حجم الهجوم اللي حصل.. ففشلوا في السيطرة رغم انهم قتلوا عناصر من بتوع سرايا بيت المقدس وأصابوا آخرين منهم.”
وكشف “صبري” عن اسم ضابط من مجموعة إنقا الرهائن هذه: “فيه ضابط من مجموعة إنقاذ الرهائن اسمه محمد جعفر اتصاب فعلا.. وحاولوا يتعاملوا معاهم مقدروش.”
أخذوا رهائن بينهم ضابط أمن دولة
وأكمل: “عناصر سراي القدس خدوا الثلاث عناصر بتوعهم وخدوا ضابط أمن دولة كمان معاهم وخدوا ناس من اللي كانوا موجودين في مقر الأمن الوطني سواء من العساكر او من الأمناء اللي كانوا موجودين جوا المبنى.”
وقال ضابط أمن الدولة السابق: “طلعوا كل الناس دي واختفوا زي ما ظهروا.. وغالبا الأكمنة الأمنية في الطريق خافت تتعامل معاهم عشان خافوا منهم.”
ولفت هشام صبري إلى أن “اللي مات ساعة الحادث ساعتها مش أقل من 10 بين الضباط والعساكر والأمناء والعدد مرشح للزيادة.”
مقر الأمن الوطني في العريش
وأظهرت خرائط جوجل، وجود مقر الأمن الوطني في العريش، في مربع أمني، بحي ضاحية السلام، يضم مستشفى العريش العسكري، ومديرية أمن شمال سيناء، وفندق تابع للقوات المسلحة، والكتيبة 101، والتي تعرضت لهجوم عام 2015، من قبل مسلحين منتمين لتنظيم بيت المقدس.
وتقول المعلومات إن هذا المربع الأمني حصين، ولا يُسمح بدخوله إلا للعاملين في المقرات الأمنية أو المواطنين عقب إظهار البطاقات الشخصية والكشف عليها جنائيًا أو لدى الأمن الوطني في أوقات كثيرة.
ورغم مرور أكثر من يومين على هجوم العريش، إلا أن السلطات المصرية تواصل التزام الصمت إزاء هذه العملية.
ارتفاع عدد الضحايا من الشرطة وهذه أسمائهم
كشفت مصادر مصرية حقوقية عن ارتفاع عدد قتلى اشتباكات الأمن الوطني في مدينة العريش، فيما لا يزال الصمت الرسمي بشأن الحادث الإرهابي قائما رغم مرور يومين على الحدث.
مؤسسة “سيناء لحقوق الإنسان” نقلت عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن عدد ضحايا الاشتباك المسلح داخل مقر الأمن الوطني بمدينة العريش، ارتفع لـ 8 أفراد بينهم قائد العمليات الخاصة لقوات الأمن المركزي بشمال سيناء.
عاجل: أفادت مصادر لمؤسسة سيناء بارتفاع عدد ضحايا الاشتباك المسلح داخل مقر الأمن الوطني بمدينة العريش أمس لـ 8 أفراد بينهم قائد العمليات الخاصة لقوات الأمن المركزي بشمال سيناء، فيما لم تصدر الجهات الرسمية أي بيان عن سبب الاشتباك حتى كتابة هذه السطور. pic.twitter.com/gsqptQmojc
— Sinai for Human Rights (@Sinaifhr) July 31, 2023
وكشفت مؤسسة “سيناء” عن أسماء الضحايا من قوات الشرطة المصرية وهم:
عقيد أمن مركزي: محمد مؤنس مأمون.
معاون شرطة: محمد عبدالمطلب عبد الرؤوف.
معاون شرطة: محمد صلاح شامة.
أمين شرطة أمن وطني: محمد صلاح محمد هلالي.
أمين شرطة أمن وطني: وحيد أبو المكارم الشيخ.
أمين شرطة أمن وطني: محمد عبدالله حامد.
جندي أمن وطني: محمد أبو العنين عطالله.
جندي أمن وطني: عبدالرحمن محمد عبدالظاهر.