المثيرة “بيونسيه” تسببت بكارثة اقتصادية في السويد.. لن تصدق ما حدث

وطن- هل تساءلت يوماً عن العلاقة بين بيونسيه والتضخم في السويد؟ حسناً، حتى إذا لم تفعل فقد تساءلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عوضاً عنك.

وفي الواقع، ربما تبدو هذه الفكرة غريبة ومضحكة، لكن هناك من يزعم (بالفعل) أن النجمة الأمريكية كان لها دور في ارتفاع معدلات التضخم في البلد الإسكندنافي، في شهر مايو الماضي وحتى يونيو الجاري، حسب “نيويورك تايمز“.

من الذي رَبَط بين بيونسيه والتضحم في السويد؟

إنه مايكل غراهن، كبير الاقتصاديين في بنك دانسكي، أحد أكبر المصارف السويدية. وفقاً لغراهن، فإن بدء بيونسيه جولتها العالمية في ستوكهولم، أدى إلى زيادة الطلب على الفنادق والمطاعم والخدمات الترفيهية، مما ساهم في رفع مستوى التضخم بنسبة 0.2 من 0.3 بالمئة التي سجّلتها المطاعم والفنادق.

وأشار “غراهن” إلى أن هذا التأثير كان مؤقتاً وغير مسبوق، وأنه لا يلوم بيونسيه على ارتفاع الأسعار، بل يعتبرها “ظاهرة اقتصادية مثيرة”.

وأشارت التقديرات إلى أن عدد الجمهور في كل حفل بلغ 46 ألفاً، واضطر بعضهم للبقاء خارج العاصمة مع امتلاء الفنادق.

وأفادت التقارير بأن عدداً من المعجبين قد قدموا من خارج السويد، مستفيدين من ضعف العملة السويدية وانخفاض أسعار التذاكر.

وقال غراهن، لصحيفة وول ستريت جورنال، إن التأثير كان “نادر الحدوث”، وتوقع عودة الوضع إلى طبيعته هذا الشهر.

ومع ذلك، قال أحد الاقتصاديين، لصحيفة فايننشال تايمز، إن السويد قد تشهد ارتفاعاً مماثلاً في التضخم عند إقامة بروس سبرينغستين ثلاث حفلات موسيقية، في غوتنبرغ، خلال يونيو/حزيران الحالي.

ولكن هل هذا التحليل صحيح؟ وهل يمكن أن تكون بيونسيه مسؤولة عن التضخم في السويد؟

للإجابة على هذا السؤال، لا بد من النظر إلى المؤشرات الاقتصادية الأخرى التي تؤثر على التضخم. فالتضخم هو ارتفاع مستوى الأسعار على مدى فترة زمنية محددة، وهو يعكس تغير قيمة العملة.

وتتأثر قيمة العملة بعوامل عديدة، مثل سعر الصرف، والطلب والعرض، والإنتاج والاستهلاك، والسياسات النقدية والمالية، والظروف الجغرافية والسياسية.

وفي حالة السويد، فإن التضخم لم يكن ناتجاً فقط عن حفلات بيونسيه، بل عن مجموعة من العوامل المحلية والدولية. من بين هذه العوامل:

– ارتفاع أسعار المواد الخام والطاقة على المستوى العالمي، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

– تدهور سعر صرف الكرونا مقابل الدولار واليورو، بسبب الفارق في سياسات الفائدة بين البنوك المركزية.

– زيادة الإنفاق الحكومي والخاص، بسبب التحفيزات المالية والنقدية لمواجهة تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية.

– تأثير الظروف الموسمية، مثل ارتفاع الطلب على الملابس والأحذية والمواصلات في فصل الربيع.

وعلى ضوء هذه العوامل، يمكن القول إن بيونسيه لم تكن مسؤولة عن التضخم في السويد، بل كانت عاملاً ثانوياً ومحدوداً في زيادة الطلب على بعض الخدمات.

ولكن هذا لا ينفي أن حفلاتها الموسيقية كانت حدثاً اقتصادياً هاماً، لا سيما بالنسبة لقطاع السياحة والترفيه، الذي تضرر كثيراً من الأزمة الروسية الأوكرانية.

وقد أظهرت بعض التقارير أن حفلات بيونسيه جذبت معجبين من جميع أنحاء العالم إلى المدن التي أحيت فيها حفلاتها، مما زاد من نشاط الفنادق والمطاعم والمتاجر. وبالتالي، يمكن اعتبار بيونسيه عاملاً إيجابياً للاقتصاد، بدلاً من كونها عاملاً سلبياً.

ولكن ماذا عن المستقبل؟ هل ستستمر بيونسيه في التأثير على التضخم في السويد؟

هذا يعتمد على عدة عوامل، مثل مدى استمرار جولتها العالمية، ومدى تأثيرها على الطلب على الخدمات، وكذلك على تطورات العوامل الأخرى التي ذكرناها سابقاً.

قد يعجبك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعنا

الأحدث