الرئيسية » حياتنا » ما سبب ارتداء ستيف جوبز أو باراك أوباما نفس الملابس دائمًا؟

ما سبب ارتداء ستيف جوبز أو باراك أوباما نفس الملابس دائمًا؟

وطن- هل تعلم أن الإنسان العادي يستوعب 74 غيغابايت من المعلومات يوميًا؟ هذا رقم مذهل بالنسبة لعقل الإنسان، ولكن كيف نحافظ اليوم على التفكير والتركيز السليم بوجود حمل معلومات زائد كهذا؟

يشير عالم الأعصاب والنفس، دانيل ليفيتين، إلى أنّ حمل المعلومات الزائد هو محاولتنا لاستيعاب أكثر مما يمكن لدماغنا تحمّله. يقول ليفيتين: “كنا نعتقد أن الإنسان قادر على الانتباه لما بين خمسة أو تسعة أشياء في آن واحد. أما اليوم، فنحن نعرف أن هذا ليس صحيحاً. هذه مبالغة غريبة. فالعقل الواعي يمكن أن يستوعب نحو ثلاثة أمور في وقت واحد، وأكثر من ذلك يفقد الإنسان بعض قدراته العقلية، بحسب صحيفة “أوك دياريو” الإسبانية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن حمل المعلومات الزائد يؤدي أيضاً إلى إرهاق ذهني. ولهذا نرى العباقرة مرتدين نفس ثيابهم دائماً، مثل ألبرت أينشتاين وبدلته الرمادية، وستيف جوبز بكنزته السوداء عالية الرقبة، ومارك زوكربيرغ بكنزته الرمادية المعتادة، إذ إنهم لم يرغبوا في تضييع طاقتهم بأخذ قرارات غير هامة تخص ملابسهم.

أهمية اتخاذ القارارت
ملابس ستيف جوبز

ويُذكر أن ستيف جوبز، وباراك أوباما، ومارك زوكربيرغ أو ألبرت أينشتاين، مثال على أن الأشخاص الناجحين، غالبًا ما تكون ملابسهم متشابهة جدًا. فهل هي مجرّد صدفة أم هناك سبب وراء هذا الاختيار؟ فيما يلي كشفت الصحيفة عن السبب الغريب الذي يجعل ستيف جوبز أو باراك أوباما يرتديان نفس الملابس دائمًا.

السبب الذي يجعل بعض العباقرة يرتدون نفس الملابس دائمًا

ووفق ما ترجمته “وطن“، يضطرّ العقل البشري إلى اتخاذ عدد من القرارات اليومية، وحسب بيانات دراسة أجرتها جامعة كورنيل، هناك الآلاف من القرارات التي يتخذها الإنسان كل يوم، لكن لا ندرك ذلك.

من بينها، على سبيل المثال، تحديد ما نأكله أو نوع الطعام الذي نشتريه (يمكن أن ينتهي بنا الأمر إلى اتخاذ ما يصل إلى 226 قرارًا في اليوم) أو اللباس الذي سنرتديه. ومع ذلك، هناك أشخاص يدركون كيف يمكن أن تؤدي هذه الأنواع من القرارات البسيطة إلى إجهاد عقولهم.

وهذه سمة يبدو أنها مشتركة بين الأشخاص الناجحين على الصعيد المهني والذين حقّقوا إنجازات مهمة طوال حياتهم والذين يتميزون على وجه التحديد بارتداء نفس الملابس دائمًا أو باتباع الأسلوب ذاته.

بالنسبة للخبراء في علم النفس، فإن ارتداء نفس الملابس دائمًا يستجيب لإستراتيجية توفير الوقت والطاقة العقلية، وبالتالي يكون الإنسان قادراً على تكريسهما لاتخاذ أهم القرارات الإبداعية في المجال المهني.

كل هذا يسبّب “إرهاق اتخاذ القرار”

تُعرف هذه الظاهرة باسم “إجهاد القرار”، وتشير إلى التعب الذي يعاني منه دماغنا عندما يتعين عليه اتخاذ العديد من القرارات على مدار اليوم، مهما كانت بسيطة. وعلى الرغم من أننا لا ندرك ذلك، فإن كل قرار يتضمن جهدًا معرفيًا يستنزف احتياطياتنا العقلية تدريجياً ويقلل من قدرتنا على التركيز والتفكير والإبداع.

ملابس مارك زوكربيرغ
مارك زوكربيرغ

لتجنب هذا التأثير السلبي، قرر بعض القادة في العالم التخلي عن اتخاذ بعض القرارات اليومية البسيطة، مثل الملابس التي سيرتدونها كل صباح. وبهذه الطريقة، فإنهم يقضون على مصدر التوتر ويحررون مساحة ذهنية للتركيز على القضايا الأكثر صلة وتعقيدًا في مجالهم المهني.

وهكذا، على سبيل المثال، اعتاد ستيف جوبز، مؤسس شركة آبل، على ارتداء الجينز من طراز ليفي 501 وأحذية نيو بالانس 992 الرياضية وسترة الياقة المدورة السوداء. وفقًا لكاتب سيرته الذاتية والتر إيزاكسون، كان لدى جوبز مئات الملابس المتطابقة في خزانة ملابسه واستخدمها كنوع من الزي الرسمي لذلك لم يكن عليه التفكير فيما يرتديه كل يوم.

ظل مؤسس شركة “آبل” الراحل، ستيف جوبز، يظهر في لباس متكرر، ليس سوى سروال جينز أزرق وسترة سوداء وحذاء رياضي عادي.

وشاع أسلوب جوبز في اللباس بين موظفي شركة “أبل”، علماً بأنه كشف ذات مرة أنه فكّر أن يفرض لباسًا موحدًا على الموظفين بشركته، لكن الفكرة لم تلقَ قبولاً.

أما الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الذي يرتدي بذلة زرقاء في الغالب، فيقول إنه لا يتهم بما سيرتدي أو سيأكل، لأنه يتابع أموراً عديدة، أكثر أهمية، يتوجب عليه أن يشتغل عليها ويبت في أمرها.

تشابه أزياء ستيف جوبز وباراك أوباما
بعض العباقرة يرتدون نفس الملابس

أما بالنسبة لمارك زوكربيرغ، مؤسس موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، فكان في الغالب بقميص عادي قصير سترة بلون رمادي مع سروال جينز.

ولدى سؤاله عن سبب التشبّث بلباس واحد تقريباً، في حين أن بوسعه الظهور بملابس فاخرة تبدو في منتهى الأناقة، أجاب زوكربرغ بأنه حريص على أن يمنح وقته للقرارات التي تخدم الناس، لا أن يحتار بشأن ماذا سيرتدي.

وبالرغم من ظهور العبقري الراحل ألبرت آينشتاين ببذلة أنيقة في كثير من الصور، فإنه كان عاشقاً لسترة القطن المريحة وحذاء الصندل الخفيف.

وختامًا، أصبحنا نعلم الآن، لماذا اختارت بعض العقول الأكثر ابداعًا، ارتداء الملابس نفسها كطريقة لتحسين إنتاجيتها وإبداعها. ومع ذلك، فهذه ليست الطريقة الوحيدة لمكافحة إجهاد القرار. تشمل الإستراتيجيات المحتملة الأخرى قرارات التخطيط سابقًا، واتباع عادات صحية، وتفويض بعض المهام لأشخاص آخرين، أو الحد من الخيارات المتاحة.

باراك أوباما
باراك أوباما

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.