الرئيسية » الهدهد » هكذا نجا البرهان من القتل بعد اقتحام مقر إقامته.. تفاصيل تُكشف لأول مرة

هكذا نجا البرهان من القتل بعد اقتحام مقر إقامته.. تفاصيل تُكشف لأول مرة

وطن- عندما اندلع الصراع في الخرطوم بين الجيش السوداني، وما يُعرف بقوات الدعم السريع قبل شهر تقريباً، بدا الأمر وكأنه قتال من جانب واحد، فمقابل الأسلحة الثقيلة للقوات المسلحة السودانية كانت هناك قوة شبه عسكرية نشأت من مليشيا صغيرة لكنها مسلحة بأسلحة خفيفة في الصحراء.

عناصر الدعم السريع اقتحمت مقر إقامة حميدتي

ورغم ذلك وجد قائد الجيش اللواء “عبد الفتاح البرهان” القوتين الجوية والمدفعية وحدهما غير كافيتين لإيقاف رجال خصمه “حميدتي”، الذين تمكنوا من اقتحام مقر إقامته في عمق مقر قيادة الجيش خلال الساعات الأولى من الصراع الذي اندلع منتصف، أبريل الماضي.

ونقلت وكالة “رويترز” عن أحد حراس البرهان الشخصيين، أنه حمل بندقية كلاشنيكوف وفتح النار بنفسه على الخصوم، قبل أن يسحبه الأمن إلى مكان آمن، في تفاصيل لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، عن مدى اقترابه من الإطاحة به أو قتله في تلك الأيام الأولى للصراع.

وقال الحارس الذي طلب عدم نشر اسمه بحسب “رويترز”، إن أكثر من 30 من حراسه قتلوا في المعركة التي تلت ذلك، قبل انسحاب مقاتلي قوات الدعم السريع من مقر إقامتهم في العاصمة.

وأضاف المصدر أنه بعد قرابة شهر من بَدء القتال، وعلى الرغم من الضربات الجوية شبه اليومية، لم يطرد الجيش قوات الدعم السريع من العاصمة، حيث اتخذ رجالها مواقع في مناطق سكنية وعدة مؤسسات رئيسية.

وعلى مدار العقد الماضي، نمت قوات الدعم السريع من قوة متهلهلة من مقاتلي الصحراء لتصبح جيشًا موازيًا تقريبًا له قواعد في العاصمة -تم التخلي عنها بسرعة عند بدء القتال- وبإمدادات كافية لإجبار البرهان على إجراء محادثات دون أمل في تحقيق نصر سريع.

عناصر الدعم السريع اقتحمت مقر إقامة حميدتي
عناصر الدعم السريع اقتحمت مقر إقامة حميدتي

وأضاف الموقع في التقرير الذي كتبه الصحفي ” خالد عبد العزيز”، أن الصراع ترك السودانيين العاديين -وكثير منهم قد تدفقوا إلى خارج العاصمة، وبعضهم للأصدقاء والعائلة في مناطق ريفية أكثر وبعضهم الآخر عبر الحدود إلى الدول المجاورة- يتساءلون كيف سُمح لمنافس للجيش بالتحول لقوة على مدى السنوات العديدة الماضية، ولماذا ترك الجيش حميدتي يصبح جيشاً موازياً ويهدد الناس العاديين.

من “الجنجويد” إلى قوات الدعم السريع

ونشأت قوات الدعم السريع في صفوف الجنجويد، وهي ميليشيا عربية ساعدت البرهان على قمع انتفاضة سابقة في منطقة دارفور غرب السودان وتمت مكافأتها بإضفاء الطابع الرسمي عليها كقوة شبه عسكرية، ولكن السحر لم يلبث أن انقلب على الساحر.

وقال أحد مقاتلي قوات الدعم السريع عند نقطة تفتيش تابعة لهم في الخرطوم: “على البرهان وقواته أن يكونوا شجعان ويحاربونا على الأرض وجهاً لوجه بدلاً من استخدام الطيران”.

وانتشر مقاتلو قوات الدعم السريع من قواعدهم في العاصمة، التي تتعرض للضربات الجوية، ولجأوا بدلاً من ذلك إلى المنازل بعد أن طردوا السكان.

ويقول سكان في الخرطوم إن قوات الدعم السريع توقف مركباتها قرب المنازل حتى لا يستهدفها الجيش بالضربات الجوية.

وفي حين أن حميدتي لديه عشرات الآلاف من القوات في الخرطوم، فإن قوات البرهان هي الأكبر وتنتشر في جميع أنحاء البلاد، ونادراً ما تظهر في العاصمة، مما يعطي خصومهم مساحة للتحرك والتكتيك.

واحتل عناصر حميدتي مباني حكومية مثل وزارة الداخلية ومباني الشرطة، واستولوا على إمدادات كبيرة من الوقود من مصفاة النفط، وكذلك البنوك.

ونشرت قوات الدعم السريع قناصة على أسطح المنازل. واستولى عناصر آخرون منها على منازل في منطقة راقية بالخرطوم.

المناطق السكنية في الخرطوم تحولت لساحات حرب
المناطق السكنية في الخرطوم تحولت لساحات حرب

المناطق السكنية في الخرطوم تحولت لساحات حرب

ولتشديد سيطرتهم، أقاموا نقاط تفتيش في جميع أنحاء الخرطوم، وراحوا يبحثون في بطاقات الهوية ويفتشون السيارات والأمتعة.

وقال سكان إن مقاتلي قوات الدعم السريع يفتحون الهواتف المحمولة للبحث عن اتصالات بالجيش، واتهمهم سكان العاصمة بالنهب، وهو ما نفته قوات الدعم السريع.

وتعهّد حميدتي بالقبض على البرهان أو قتله، وانتهك الجانبان كثيراً من فترات وقف إطلاق النار التي وافقا عليها.

ولم يتم تحديد المكان الذي يقيم فيه حميدتي حالياً، أو ما إذا كان البرهان لا يزال يستخدم مقرات الجيش لقيادة عملياته، ولم يكشف أي طرف عن عدد قتلاه.

وأسفر القتال في السودان منذ منتصف أبريل الماضي، عن مقتل ما لا يقل عن 500 شخص وإصابة الآلاف، وعرقل وصول المساعدات، ودفع 100 ألف شخص إلى الفرار إلى الخارج، وحوّل المناطق السكنية في الخرطوم إلى ساحات حرب.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.